مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرف الخيط

هل نترجم الكتب الإسرائيلية؟

خليل علي حيدر
2014/11/24   12:21 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

بعد نكسة 1967 أطلق الرئيس جمال عبدالناصر مشروعاً بعنوان «اعرف عدوك»


من الظواهر الملفتة في حياتنا الثقافية هذا الجدل حول ترجمة الكتب التي يكتبها الاسرائيليون بالعبرية أو الانجليزية. فما ان يظهر كتاب بارز في هذا المضمار الا وتكال لمترجمه وناشره تهمة «التطبيع مع العدو الصهيوني»، رغم قوة التيار الثقافي المضاد والناقد لجوانب كثيرة من الصهيونية في اسرائيل نفسها.
يقول الكاتب السعودي احمد عدنان، «بعد نكسة 1967 أطلق الرئيس جمال عبدالناصر مشروعاً بعنوان «اعرف عدوك»، وكان من بين المشرفين عليه الاديب الراحل انيس منصور، ومن بين مهام هذا المشروع ترجمة النتاج الادبي والفكري والسياسي الاسرائيلي، كما كان من اعماله برنامج اذاعي اسمه «من قلب اسرائيل». وكان من حيثيات ذلك المشروع، ان الجهل بإسرائيل هو من الاسباب الرئيسية للهزيمة آنذاك، ولم يصف احد هذا الفعل بالتطبيع». (الشرق الاوسط، 2014/5/17).
غير اننا لا نعبأ بما اتفقنا أو كدنا عليه، وقد ننقض في موضوع ما أبرمناه في آخر. فعندما ظهرت الترجمة العربية لكتاب عن المملكة العربية السعودية لمؤلف اسرائيلي هو البروفيسور جاشوا تيتلبام، من قسم تاريخ الشرق الاوسط في مركز بيغن - السادات بجامعة «بار ايلان» في اسرائيل، يقول ميرزا الخويلدي من السعودية، «اندلع سجال ساخن اشترك فيه عدد من المثقفين وغير المثقفين افرز تيارين، احدهما يحارب تقديم المنتجات الادبية الاسرائيلية للجمهور العربي بدعوى انها تمثل «تطبيعا مع العدو»، والتيار الآخر يدعو لضرورة قراءة الفكر الآخر للتعرف عليه جيدا».
الدكتور والناقد الادبي السعودي د.معجب الزهراني لا يرى في الامر تطبيعا «فالاسرائيليون يقرأون جيدا كل شيء عنا وقد يكتبون عن العرب بحرية وعمق».
الناقد السعودي د.سعد البازعي، صاحب كتاب «المكوِّن اليهودي في الحضارة الغربية» يراهن على قدرة القارئ العربي التمييزية والنقدية، ويقول، «أظن ان كثيرا من القراء العرب سينفر من قراءة كاتب صهيوني يدافع عن احتلال فلسطين أو الاعتداء على شعبها، وقد يقبل قراءة كُتاب معتدلين من اسرائيل».
حركة النشر العربية لحسن الحظ لا تلتفت كثيرا الى معارضي ترجمة وطباعة الكتب الاسرائيلية. بل ان ابرز الكتب التي تظهر في الاسواق كتب لزعماء الحرب والساسة ومذكراتهم، ونخبة الدولة العبرية. بل ان المؤسسات الفلسطينية في مقدمة دور النشر العربية، ومنها «المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية مدار» - الذي تأسس ربيع عام 2000، بمبادرة من مجموعة من الاكاديميين والمثقفين الفلسطينيين، من بينهم الشاعر الراحل محمود درويش، حيث اصدر المركز عشرات الابحاث والدراسات في الشأن الاسرائيلي.
ومن اعمال الترجمة التي تستحق الاشادة في هذا المجال، قيام مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت، بترجمة الكتاب الموسوعي «اسرائيل عام 2020» في مجلدات منذ سنوات.
ومن الكتب الجديرة بالإشادة في مجال التعريف بمختلف جوانب الحياة في اسرائيل «دليل اسرائيل العام» الذي قدمنا بعض دراسته للقراء في مقالات سابقة كالاقتصاد والتعليم. وقد صدر عام 2011 عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، المستقلة عن الحكومات والتنظيمات، وهي هيئة لا تتوخى الربح التجاري تأسست عام 1963 في بيروت.
ويتحدث الدليل بتفصيل واسع عن التعليم والاعلام في اسرائيل، الى جانب السياسة والقانون وغير ذلك، ولكنه لا يتناول للاسف الحياة الثقافية وحركة النشر في اسرائيل. وقد طالعتُ الدليل العام لكتب «معرض الكويت 39 للكتاب»، نوفمبر 2014، فلم اجد «دليل اسرائيل لعام 2014» معروضا، ولا أعلم ان كان قد صدر اصلا.
ان حركة النشر والتأليف والبحث نشطة جدا في اسرائيل. والمراكز والمؤلفات الاسرائيلية لا تتناول الحياة داخل اسرائيل والعالم العربي فحسب، ولا تركز على الصراع العربي – الاسرائيلي وحده، بل تبحث في مختلف شؤون العالم الاسلامي ومختلف مشاكله، وفي الجماعات الاسلامية.. بحرية أوسع بكثير!
وبالتالي، فإن السؤال الذي يجدر بنا ان نوجهه لأنفسنا، ليس هل ينبغي ان نترجم هذا الكم الهائل من الكتب والبحوث عنا، وانما السؤال هل نستطيع ذلك؟!

خليل علي حيدر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0126
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top