مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

لماذا تراجعت قضية المرأة؟

د.شملان يوسف العيسى
2014/11/10   09:30 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تردي وضع المرأة اليوم بعد أكثر من قرن على إنشاء الجمعيات النسائية العربية


يدور جدل حول دخول المرأة السلك القضائي بعد ان تم قبول مجموعة من المحاميات في النيابة العامة، طالبنا سابقا ونائبنا حاليا الاخ د.عبدالرحمن الجيران اطلق تصريحا معارضا فيه دخول المرأة القضاء وقال فيه ان حصول المرأة على حقوقها السياسية في الكويت كانت غلطة وخطأ يجب الا نتبعه بخطأ آخر في فتح مجال القضاء للمرأة.
لأسباب كثيرة وان كنا نختلف جهة الهدف الذي نطمح للوصول اليه، فالاسلاميون وحتى المعتدلون منهم يرون ان المكان المفضل للمرأة هو تربية اولادها والعناية بهم وحصر واجباتها في المنزل والعناية بالزوج.
من منطلق ليبرالي اشعر بالاسف والحسرة لأن المرأة العربية التي انشأت اول جمعية نسائية في مصر في عام 1881 وكان هدفها الرئيس توعية المرأة بقضاياها ورفض مبدأ دونية المرأة وتزامن نشوء الحركة النسائية مع الحركة الاصلاحية الاسلامية منذ اواخر القرن التاسع عشر ومن المفارقات الغريبة والعجيبة في مجتمعاتنا ان مطالب المرأة في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كانت تركز على رفع السن الدنيا للزواج للفتيات لتصبح 16 عاما وللفتيان 18 عاما.
كما ايدت الجمعيات النسائية تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات كما دعت الى خلع الحجاب وقامت بخلعه.
السؤال البديهي.. لماذا تردى وضع المرأة اليوم بعد اكثر من قرن على انشاء الجمعيات النسائية العربية؟.. لما برزت جمعيات نسائية اسلامية تطالب بعدم منح المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية وترى ان من واجبات المرأة المسلمة طاعة زوجها وتربية اولادها كما طالبوا بعزل المرأة عن الرجل في الجامعة بعد 30 عاما من الاختلاط وشجعوا التيارات الاسلامية على عزلهن.
لماذا لم تتبن الجمعيات النسائية الافكار والاطروحات التي ترفض زواج القاصرات في الخليج ولا تحتج على تفشي ظاهرة جرائم الشرف وزني المحارم وختن النساء؟
اين جمعياتنا النسائية في الخليج التي بدأت فعاليتها في الستينيات من القرن الماضي عن تردي قضايا المرأة في مجتمعاتنا؟ لماذا لم نعد نسمع احتجاجات او مظاهرات ترفض ظاهرة تعدد الزوجات او زواج القاصرات؟ ولماذا لم نر حتى مظاهرة نسائية واحدة تحتج على اغتصاب النساء واسرهن وبيعهن في سوق النخاسة في سورية والعراق من قبل حركة داعش والنصرة؟ ولماذا لا نسمع احتجاجات او ندوات او مظاهرات ضد تجنيد النساء الجهاديات الخليجيات مع حركة داعش الارهابية؟ اشعر بالحسرة والاسى لاني عملت وغيري من الشباب الوطني والليبرالي والقومي والشيوعي على تحرير المرأة والمطالبة لنيل حقوقها السياسية في وطني الكويت لنكتشف بعد حصول المرأة على حقوقها بان هذه المرأة قد خذلت كل التيارات القومية والشيوعية والليبرالية لتصوت للتيارات الاسلامية التي وقفت ضدها وبشكل علني ومعلن وتخذل اخواتها النساء والتيارات القومية بعدم التصويت لمن يؤيدها.
فالنائب الاسلامي الجيران كان صادقا عندما اعتبر نيل المرأة لحقوقها غلطة وخطأ تاريخياً، بينما استاذه ومدرسه الليبرالي كان مخطأ في تبني قضايا المرأة ولايزال يأمل بتدريسه لقضايا المرأة في الجامعة بان هنالك بصيص امل بتغيير واقعنا المريض.. عندما تتحرر المرأة في مجتمعنا.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
422.0012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top