الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
09:54
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:36
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
أهم الأخبار
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=395567&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
أستاذ أربكان وأردوغان ومهاتير محمد.. ومؤسس اليسار الإسلامي
د.حسن حنفي لـ الوطن: ديموقراطية الكويت.. النموذج العربي الوحيد القادر على تحقيق مصالح الجميع دون سفك دماء
2014/10/30
04:54 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
«الخليجي البدوي» انتهى وحل محله الخليجي المثقف الخبير.. القادر على صناعة مستقبل المنطقة دون مساعدة من أحد
الخليج العربي تجاوز مفهوم «الرجعية».. بل أصبح «يتقدم» المواجهة مع إسرائيل وأيضاً الحرب ضد رجعية الحركات الإسلامية المتطرفة
الإخوان لن يعودوا إلى الحكم مرة أخرى بعد أن جربتهم الشعوب
مصر دولة مغاربية فاطمية.. قلبها في المغرب ويدها في المشرق
أردوغان استفاد كثيراً من «اليسار الإسلامي» لكنه مازال يحلم بالخلافة
أشعر بالإحباط لأن الفكر أصبح مجرد رؤى نظرية لا تجد من يساندها
«اليسار الإسلامي» أثر بشكل قوى في تركيا وماليزيا وإندونيسيا وتونس ودول آسيا الوسطى
الجابري فسر القرآن مفككاً وبشكل تقليدي لم يقدم فيه جديداً
سأختم مشروعي بتفسير موضوعي لكتاب الله يرتبط بقضايا الواقع
ثورة الجياع والنجوع والعشوائيات قادمة.. وستكتسح الجميع
إيران تلعب في المنطقة العربية لأنها أصبحت خاوية من أي مشروع
لا مستقبل لـ«داعش» لأنه يعيش في الحاضر بفكر الماضي
حاوره في الكويت حسن عبدالله:
لا أبالغ كثيراً إذا قلت إن أطروحات هذا الرجل ومشروعه الفكري، هما اللذان أسسا لعدة تجارب مهمة ورائدة في عالمنا الإسلامي، فـ«الأربكانية»- نسبة إلى مؤسس التيار الإسلامي التركي نجم الدين أربكان- والأردوغانية من بعدها، والمهاتيرية- نسبة إلى الماليزي صانع نهضة ماليزيا الحديثة مهاتير محمد، والغنوشية في تونس والتوجه الديموقراطي في إندونيسيا وبعض دول آسيا الوسطى، كلها نهلت من معين فكر المفكر المصري د.حسن حنفي.. رائد اليسار الإسلامي ومؤسسه، وصاحب الأطرحات المثيرة للجدل.. العصيّة على التصنيف الواضح المريح.. حتى أن مسماه لدى بعض أجهزة الأمن هو «إخواني شيوعي»!
حاز د.حسن حنفي المولود عام 1935 على درجة الدكتوراه من السوربون عام 1966، وذلك عن رسالتين للدكتوراه قام بترجمتهما إلى العربية ونشرهما عام 2006 تحت عنوان «تأويل الظاهريات وظاهريات التأويل» ثم عيِّن أستاذاً لتدريس الفلسفة في جامعة القاهرة، وشغل منصب السكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية ونائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية.
وعلاوة على إتقانه أصول اللغة العربية فإنه يجيد الانجليزية والفرنسية والألمانية، وهو ما مكنه من العمل كأستاذ زائر في عدد من الجامعات بالعالم، منها جامعة تمبل بفيلادلفيا (1971 – 1975) وجامعة فاس بالمغرب (1982 – 1984) وجامعة طوكيو اليابانية (1984 – 1985) كما عمل مستشارا علمياً لجامعة الأمم المتحدة في طوكيو (1985 – 1987)، كما منحته مصر جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2009.
يحظى د.حسن حنفي باحترام النخبة المثقفة في العالمين العربي والإسلامي، ويلاقي مشروعه الفكري اهتماما نقديا واسعا من الباحثين والأكاديميين في الجامعات والمراكز البحثية.. يتراوح ما بين وصفه بـ«التقدمي» أو «الرجعي» أو «التلفيقي» أو «العلماني» أو «النظري» الذي لا يمكنه تجاوز حدود ضفاف الكتب، إلا أن الغالبية العظمى من جماعات الإسلام السياسي ترفض أطروحاته وتكفره وتتهمه بتخريب الدين وإفراغه من مضمونه.
ولو نظرنا نظرة موضوعية إلى مشروع د.حسن حنفي الحضاري من خلال كتابه «التراث والتجديد» سنرى أنه يعطي الأولوية للعقل على النقل، وللواقع على النص، وفيما يرفض الإحالة في ذلك إلى المدنية العمانية الغربية التي نشأت ضد الدين يؤكد أن المدنية الإسلامية نشأت من داخل الدين.
ويكرس د.حسن حنفي أولوية «العقل على النقل والواقع على النص» من قلب التراثين العربي والإسلامي، ويؤسس نظريته الفكرية الحضارية على الأصول الأولى في الوحي، أي ما يعادل «علوم القرآن» في تراثنا، وغايته في ذلك إمكانية تحويل الوحي إلى علم إنساني شامل، يتجاوز مناهج التفسير التي عرفها تراثنا القديم (الكلامية والفلسفية والفقهية والصوفية) محاولاً إنشاء نظرية جديدة للتفسير جامعة لتلك العلوم كلها، تكون بمثابة «نظرية أو آيديولوجية» تنظّر للواقع وتطوره ابتداء من الوحي وانتهاء بالجهد الإنساني.
وبالنسبة لمصطلح اليسار الإسلامي، فإن اليمين واليسار في الفكر الديني- بنظر الدكتور حسن حنفي- هما وضعان اجتماعيان يدلان على وجود طبقتين اجتماعيتين، تحاول كل طبقة أن تدافع عن حقوقها بالأبنية النظرية المتاحة في المجتمعات التقليدية وهي العقائد الدينية. وهي – حسب تعريفه- قضية عملية وليست نظرية، وبناء اجتماعي أكثر منه حقيقة فكرية.
ويختم د.حنفي مشروعه الفكري بتفسيره الخاص الذي يسميه التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، يعمل من خلاله على قراءة موضوعية لمعاني كتاب الله من خلال استقراء الواقع واستشراف احتياجاته.
وبناء على دعوة من مركز «تنوير» الكويتي.. حضر د.حسن حنفي إلى الكويت مؤخراً، وألقى محاضرة مهمة عن أزمة الثقافة العربية الحالية، أثارت جدلاً واسعاً بين المثقفين لما حملته من رؤى صادمة.
وقد بدأ د.حنفي- على الرغم من أعوامه الثمانين وصعوبة حركته- صافي الذهن، حاضر الذاكرة، يناقش ويحاور ويجادل ويشاكس بكل جسارة، ولم يتخل عن صفات المقاتل هذه حتى أثناء الحوار الشامل والموسع الذي أجرته «الوطن» معه في أحد الفنادق المطلة على الخليج، ذلك الحوار الذي رتبه معه زميلي وصديقي المثقف والكاتب فاخر السلطان.
< قلت له: بماذا تشعر وأنت تطل الآن على الخليج العربي باتساعه وجماله وإشكالياته؟
- د.حسن حنفي: جمال الخليج لا مثيل له، الخليج هو امتداد طبيعي للوطن العربي، خاصة للذين يعيشون على الساحل. وهو نقطة انطلاق إلى إيران وآسيا، ومن ثم فالخليج يستطيع أن يقوم بدور نقطة اتصال بين المنطقة العربية والعالم من حولنا، وهذا الدور حاولت لعبه سنغافورة وغيرها لكن الخليج بإمكاناته هو المؤهل للقيام بربط المنطقة بالعالم. ووسط الخليج تبدو الكويت بقدراتها الثقافية والسياسية وبحرياتها الفكرية وبانفتاحها على مصر وعلى الجناح الغربي للوطن العربي، وعلى الرغم من أن دبي أكثر حداثة من الكويت خاصة في مطارها، فإن الكويت مؤهلة تماماً لتصدر المنطقة وربطها بما حولها.
< ماذا تبقى من كل أطروحاتكم التنظيرية والفكرية عن التحرر والدولة القومية وغيرها في ظل هذا الواقع الذي خرج من أي سيطرة؟
- الحقيقة هذه ازمة كبيرة فحركات التحرر انتهت بتأسيس الدولة الوطنية التي تحولت في معظمها الى دولة مستبدة وفاسدة اندلعت ضدها ثورات الربيع العربي.
وفي الستينيات من القرن الماضي حاولنا ايجاد بديل آخر وهو الحركة القومية لكن ذلك قسّم العالم العربي الى قسمين متحاربين، وخصوصا بعد تجربة الوحدة المصرية السورية والمصرية الليبية وغيرها.
وهنا نتساءل ماذا بقي إذن؟ حاول البعض طرح الحركات الاسلامية التي استبعدت وهمشت في الفترات السابقة كبديل، وهذا التوجه لا يرى فرقا بين ماليزيا ومصر وتونس او تركيا.
لكن ما مثلته «داعش» وبعض الجماعات المتطرفة التي مازالت متأثرة بسيد قطب، وقدمت نفسها بديلا، ومارست العنف، اخاف الشعب العربي من هذا التوجه الجديد القادم، والذي بدأ بتقسيم الدول، والحروب الاهلية، وجربنا في مصر حكما اسلاميا – الاخوان – لكنه لم يستطع ان يكون حاضنة لكل القوى السياسية وادار الدولة بعقلية الجماعة الخ.
وتلك هي الازمة الكبيرة.. فلا يدري العرب أين يذهبون الآن بعد ان جربوا كل التوجهات، وهذا هو لب الازمة الحالية، الا وهو نقص الابداع السياسي في ان نحكم انفسنا بأنفسنا، وكيف نستطيع ان نقدم بديلا عن المحاولات السابقة التي لم نستطع ان نكون سعداء معها.
مصر إلى أين؟
< ماذا عن مصر إلى أين تسير؟
- مصر الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أولت ثقتها لزعيمها وحققت انجازات ضخمة فيما يخص الاصلاح الزراعي، وتأميم القناة، وتمصير الشركات الاجنبية، وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية ومجانية التعليم، ولما اختفت الزعامة سنة 1970 – وفاة جمال عبدالناصر – تحولت مصر من النقيض الى النقيض، وبدأت سياسة الانفتاح والاعتماد على امريكا والاعتراف بإسرائيل والقطيعة مع العرب وسارت مصر في اتجاه غير طبيعي بالنسبة الى وضعها ومكانتها، فمصر دولة كبيرة بحيث انها لا تقاد، لكنها في العقود الثلاثة الاخيرة اصبحت منقادة بالتحالف الامريكي الاسرائيلي، وانتشر الفساد والاستبداد، وقامت الثورة في مصر في 25 يناير 2011 ضد هذا النظام ونجحت والحمد لله.
لكن حدث احباط بعد نجاح الثورة لانه لم يكن هناك من يقودها، فضاع الائتلاف بحكم المجلس العسكري، ثم الاستبداد الديني المتمثل في حكم الاخوان، ثم الحكم العسكري مرة ثانية، والآن فان الشعب الذي خرج ثائراً ضد الاستبداد في يناير وفي يونيو مصاب بالاحباط من ايجاد بديل قادر على تحقيق مبادئ الثورة الاربعة «عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية» وتلك هي الازمة الآن، فالحكم الحالي لم يستطع ايضا ان يكون حاضنة لكل التيارات، ومازالت تؤثر فينا مسألة «الفرقة الناجية»، فأنا على صواب وانتم جميعا على خطأ!! والآن لم تتوقف الجامعات ولا الحركة الطلابية عن الاحتجاج والثورة ضد فصل الطلاب والاساتذة، والقضاء يتحرك الآن وكذلك اصحاب المعاشات، فهناك نوع من الغضب العام، لانه لا شيء من مبادئ ثورة 25 يناير تحقق، فعلى الرغم من كل الاعلانات الضخمة عن مشاريع قناة السويس والتنمية واعادة مصر الى وطنها العربي والافريقي فمازال القلق يسود الجميع بخصوص المستقبل.
ثورة الغضب
< ماذا سيؤدي هذا الغضب والقلق: إلى ثورة اخرى، عودة الإخوان مثلا؟
- الاخوان المسلمون لن يعودوا للحكم مرة اخرى لان الشعب جربهم، لكن ازمة الغلاء عدم زيادة المرتبات في مواجهة ارتفاع الاسعار، ومعاناة المواطن مما يسمى بالثورة الثانية، تأخذنا الى طريق ثورة جديدة، ثورة النجوع والجياع والعشوائيات، وانفتاح التيارات السياسية على بعضها، وستتعلم الثورة الجديدة مما حدث في الثورتين الاوليين بحيث لن يغتصب احد منهم الحكم، وستنتبه الثورة القادمة الى القيادة وسرعة الانجازات وضم الثورة في ائتلاف عريض، لا فرق فيه بين اسلامي وعلماني ووفدي وناصري واشتراكي وماركسي والتجربة التونسية شاهد على نجاح ذلك.
شعور بالإحباط
< فيما يخص شخصك يا دكتور: ألا تشعر بالاحباط لعدم وجود من يتبنى مشروعك الفكري في منطقتنا العربية على الاقل؟
- هذا صحيح، اشعر ببعض الاحباط، وهذه هي المفارقة بين الفكر والواقع، فعلى الرغم من ان الفكر قادر على تشخيص المرحلة التي يمر بها الواقع، وعلى الرغم من ان الفكر قد يكون صحيحا على مستوى النظر، سواء في الائتلاف الوطني والتعددية الثقافية السياسية، الا ان الواقع له مكوناته الخاصة بالمصالح المتضاربة، وفي القوى المتحكمة فيه، ويصبح الفكر مجرد رؤى نظرية لا تجد من يساندها.
فالثورة الفرنسية كانت حلما في القرن الثامن عشر قبل ان تتحقق في نهايته، لكن المفكرين الاحرار لم يكن لهم الدور الكافي في الحركات الثورية الحالية، وتركوا أماكنهم مرة للضباط الأحرار ومرة ثانية للجماعات الدينية، ولا أدري هل هذه طبيعة الفكر أم أن الفكر تنقصه «حوامل» أو آليات للتنفيذ، أم أن هناك قوى اجتماعية وسياسية كامنة في المجتمع، ستأتي في يوم من الأيام وتحقق اهداف الفكر، كما فعل الضباط الأحرار في 1952؟.
ففي الثلاثينيات والاربعينيات كانت هناك حركات للاستقلال الفكري والتحرر من الاستعمار والتخلف، وجاء الضباط الأحرار وحققوا هذه المبادئ التي كنا ننادي بها.
والآن فمن يدري ما هي القوة الكامنة: هل الجيش أم العمال أم الفلاحون أم الطلاب، أو مجموع الشعب كما حدث في 25 يناير 2011!!
يكفي أن تضع اصبعك على التشخيص الصحيح وستأتي الآليات حسب ظروفها.
ومن ثم فما أقوله منذ 60 عاماً ما زال في القلوب والأذهان، فاليسار الاسلامي أثرت به في تونس وهو جزء أصيل وشريك في الحركة الوطنية، واليسار الاسلامي موجود في المغرب والسودان وماليزيا واندونيسيا وأواسط اسيا وتركيا. والسؤال هو كيف يصبح «العالم الذي نتمناه» هو والواقع شيئاً واحداً.. ربما نحتاج الى اجيال واجيال كي يحدث هذا. فأنا مجرد جيل واحد، وبعد ذلك سيأتي من يعي ويعرف أن الحكم الفردي الذي يقصي التيارات الأخرى سُيقصى هو في المستقبل، ومن ثم لا فمر من الجمع بين الرئتين: الاسلام والثورة، الماضي والحاضر، والذي يكون روحي الذي يكون جسدي، اي ان ارى العالم بعينين، واسير في العالم بساقين، واتنفس برئتين.
ولكن هناك وعي الآن في تركيا وماليزيا واوزبكستان وغيرها، وربما يتحقق ما تحلم به في الزمن القريب.
ثورات الشارع
< ثورات الربيع العربي نبعت كلها من الشارع فيما بقيت مشروعاتكم الفكرية مجرد أطروحات نظرية بين أضابير الكتب.. ألا ترى أن البركة في الشارع وليس للتنظير؟
- هذا صحيح. فمهما حلم المفكر او العالم بعالم آخر، الا ان الواقع هو الذي يحدد المسار في النهاية، لكني لا اريد المصادرة على المستقبل فالثورة القادمة هي ثورة الشارع، التي ستجمع اصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة، وليس الضباط ولا الجماعات الدينية ولا الاحزاب القديمة الخ، ولكن سيبحثون عن قيادات وفكر جديدين، وسيكون هناك استعداد لقبول التجربة الجديدة التي لا ضمان لنجاحها ايضا الا عن طريق الممارسة، ومدى ما تحقق للناس من مطالب وهذه شيمة الثورات التي تقوم ثم تقعد ثم تقوم انظر الى الثورة الفرنسية فقد احتاجت الى عشرات السنوات كي تستقر، حتى أن الرجعية عادت ونابليون السادس عاد وعادت الملكية من جديد الى فرنسا الخ.
لكن تراكم التجارب الثورية بالنسبة لنا قد يساعد على نجاح الثورة القادمة، وليس بالضرورة في ظل مشروع فكري واحد، فالمشاريع تنير الطريق لكن الذي يمهد الطريق هي الشعوب والجماعات.
نبوءة الجابري
< في حواراتك مع المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري تنبأ بأن اطلالة الحرية والانطلاقة الفكرية ستأتي من المغرب العربي وليس المشرق.. فهل صدقت نبؤة الجابري بانطلاق الربيع العربي من تونس؟
- المغرب به موانع للثورة اقل بكثير من المشرق. صحيح ان المغرب به قضية تعددية عرقية وثقافية كالأمازيغ وغيرهم، والمغرب يتمسك بالعروبة كرد فعلي على الفرانكفونية الخ فالعروبة المتحدة بالاسلام هي البديل عن الاستعمار الفرنسي، وبالتالي فالمغرب تواق دائماً الى ان يتوحد ويتعرب والى ان يصبح جناحاً لوطن هو العالم العربي الذي قلبه مصر.
في المشرق هناك صعوبات أكثر: أزمة فلسطين وعقبة اسرائيل، والتعددية العرقية كالأكراد والتركمان والشيعة والسنة والأرمن. انظر ما يحدث في اليمن الذي فقدنا الوحدة فيه، وكذلك العراق وسورية الخ.. ومن ثم فالمغرب هو القادر على صناعة اشراقة جديدة وللعلم فمصر في الحقيقة هي دولة مغاربية فاطمية.. قلبها في المغرب ويدها في المشرق، وهي الرابط بين المشرق والمغرب، وتستطيع ان توحد بين مصلحة الجانبين في الوطن العربي، وتوجهات المغرب للتعريب، وقيادة الثقافة العربية والمشرق بحيث يربط بين العروبة ووحدته، كالمذاهب والطوائف والمعارك الجانبية ومن هنا فقد صدقت نبؤة الجابري، فهو صاحب المقولة الشهيرة: «تمشرق المغرب وتمغرب المشرق» وان المغرب بالنسبة للثقافة العربية في المقدمة تليه تونس، وورثوا لبنان ومصر اللذين بدأا مبكراً وانتهيا مبكراً، في حين بدأ المغرب العربي متأخراً وما زال صامداً.
مدخل الى القرآن
< الجابري ختم حياته بتفسير القرآن الكريم ما رأيك في تفسيره؟
- ليت محمد عابد الجابري ما اقدم على هذه الخطوة، فبعد أن كتب نقد العقل العربي في جزءيه، والعقل الأخلاقي والسياسي وهي الرباعية التي اسست مشروعه، بالاضافة الى الكتابات الثقافية الأخرى، بدا انه لم يدر ماذا يفعل كان في ذهنه الكتابة عن نقد العقل الغربي لكن هذا مشروع ضخم يحتاج الى انسان يبدأ وينهي حياته به، فبدأ في تفسير القرآن بالطريقة التقليدية، وهو سورة سورة وآية آية، ومن سورة الفاتحة الى سورة الناس وربما كان هناك بعض الجدية والتميز في تفسير بعض الآيات لكن القرآن بدا على يديه مفككا ولم يستطع ان يقدم تفسيراً موضوعيا للقرآن. أي تجميع الآيات التي تعالج موضوعا واحدا كالفقر والغنى والظلم، حتى نعرف تصور الاسلام لهذه الموضوعات التي نحن بحاجة اليها. لكن ربما يحتاج هذا الى مشروع آخر من المشروعات الفكرية المعاصرة عنوانه «التفسير الموضوعي للقرآن الكريم» لكي يخلف «في ظلال القرآن» لسيد قطب الذي مازال مسيطرا على العقلية الاسلامية.
تفسير موضوعي
< لماذا لم يقدم د.حسن حنفي على هذه الخطوة المهمة في فهم القرآن الكريم؟
- هذا ما أقوم به الآن في مشروعي التراث والتجديد الذي له ثلاثة أضلاع: موقفنا من التراث القديم وكيف أستطيع ان أقيم فلسفة وعلم كلام وتصوف واصول فقه جديدة، وكيف أعيد النظر في العلوم النقلية كالقرآن والحديث والسيرة والفقه، ثم الضلع الثاني وهو الموقف من الغرب الذي كتبت مقدمته في علم الاستغراب، ثم الضلع الثالث وهو كيف انظر الى الواقع من خلال نص يفسَّر بناء على مطالب الواقع.. وهذا هو التفسير الموضوعي للقرآن الكريم الذي أقوم به حاليا. وقد بدأت فيه بالفعل منذ سنتين وارجو ان ينتهي العام القادم.
< كيف سيكون شكل هذا التفسير؟
- اخذت المعجم المفهرس للقرآن الكريم، وحددت الموضوعات بناء على الالفاظ واعدت ترتيب هذه الالفاظ، حول الوعي الذاتي والاحساس بالزمان وعمل الحواس والمعرفة، ثم الوعي الفردي وبالطبيعة وبالتاريخ، واعطي تصورا للعالم بناء على النص، وفي الوقت ذاته يقوم على التجارب الذاتية التي مرت بها الامة، بحيث لا ندري هل هذه البنية مستنبطة من النص أم مستقرأة من الواقع.
مواجهة مع الحرفيين
< ألا تخشى من مواجهة «الحَرْفيين» وأصحاب التوجهات التقليدية؟
- فليدلوني على مواطن الخطورة فيما اقول! انا اخذ لفظة «الظلم» مثلا واحاول ان انسج من هذه الآيات نظرية قرآنية للظلم، وكذلك لفظة «الاغنياء» أو الفقر أو الخوف.. أي الموضوعات التي اعيشها الآن واسقطها على النص الذي سينير لي هذه الموضوعات، واستخرج نظرية لا ادري هل هي مستنبطة من النص أم مستقرأة من الواقع، فالكثير من علماء السياسة والاقتصاد يكتبون في مثل هذه الموضوعات لكنها ليست موجهة بالنص، ولذا فأنا اجمع بين النص والتجربة حتى استطيع ان اطمئن الى ان تحليلي للظلم أو للفقر الخ يحلق بجناحين هما: النص الذي يعطيني قدرا من الاطمئنان، والواقع الذي يعطيني بعض الثبات والواقعية.
< هناك مقولة تقول ان «القرآن حمّال أوجه» فكيف ستضبط مصطلحاتك؟
- هذا فيما يخص التفسير التقليدي. أما التفسير بالواقع..، فالواقع هو الذي سيحدد لي الوجه الذي سأفسر به القرآن. والحقيقة ان واقع الامة يقول ان اغنى اغنياء العالم وافقرهم فينا، وهذه قضية (الغنى والفقر) لا تتحمل أوجها لأنها في قلب الوطن، فهي التي تنير لي آيات الغنى والفقر في القرآن الكريم.
اليسار الإسلامي
< ألا تعتقد ان الزمن قد تجاوز اطروحات اليسار الاسلامي برؤى معاصرة ترتبط بالواقع ايضا؟
- لا ادري هل تجاوزه أم هو في أشد الحاجة لليسار الاسلامي فالصراع بين السلفيين والعلمانيين في ليبيا وسورية ومصر والجزائر والمغرب، تلك اللحظة الراهنة العصيبة، تشير الى اننا في حاجة الى نوع من الجمع بين التيار الثقافي الذي غرست فيه روح الامة وهو التيار الاسلامي، ثم الحداثة والعصر الحاضر، فعيبنا ان الماضي يعيش فينا، ويدفع الجسد بعيدا عن واقعه فلا يجد نظرية تشخصه الا عند بعض النخبة، الذين يأخذون نظريات جاهزة من الغرب، ليبرالية أو اشتراكية أو قومية، ومن هنا فقد بدأ بعض شباب الاخوان يفكرون في هذا الطريق بعيدا عن القيادات والنظريات السابقة، ويسير هذا المنهج بشكل جيد في ماليزيا واندونيسيا واواسط آسيا وتركيا وايران.
والحمد لله أعمالي تم ترجمتها الى كل هذه البلاد، ويجدون فيها رؤية تجمع بين الماضي والحاضر، والروح والجسد، والتراث الذي لا اريد ان انقطع عنه والحداثة التي لا ينبغي ان انفصل عنها، فالامر يحتاج ربما الى عدة اجيال كما قلت.
المشروع الإيراني
< انت من اشد المؤيدين للثورة الايرانية.. فكيف ترى المشروع الايراني وطموحاته وتداعياته على امن المنطقة؟
- المشروع الايراني هو نفسه المشروع المصري في الخمسينيات والستينيات، أي انها قائدة ثورية وفي نفس الوقت قادرة على الانتشار في محيطها. وهذا ما حدث في العصر الناصري عندما بدأت الثورة المصرية تخرج الى العراق وسورية وليبيا واليمن. فإيران، وتركيا ايضا، لديهما وعي بأنهما صاحبتا مشروع ينتشر خارج الحدود، خاصة وان الجوار العرابي للدولتين خافض الصوت، وانتهى مشروعه قبل ان يبدأ. فالجوار الايراني التركي فارغ، ولا نعيب ذلك على ايران وتركيا وانما نعيب على مصر التي توقفت عن انتاج مشروع قادر على التعلم من المشاريع الاولى في الخمسينيات والستينيات.
ولك ان تتصور معي تحالفا مصريا تركيا ايرانيا قوامه اكثر من 300 مليون نسمة، وبمقومات هائلة من التصنيع والزراعة والتأثير العالمي والتوجه الاقليمي، لكن كل منا قصير النظر، يخلط بين المشروع والدولة القطرية. فإيران حتى الآن لا تدري هل تقدم مشروعها للانتشار ام تتمسك بالدولة القومية وتنتشر كذلك في الخليج والعراق! وهذا خطأ. فالمشروع الحقييق لايران يتحقق بطرح رؤية جديدة للمنطقة تقوم فيها ايران وتركيا ومصر بتوزيع الجهود، وايجاد وحدة شبيهة بالاتحادالاوروبي قوامها التكامل الاقتصادي وحرية الحركة والنشاط بعيدا عن ثنائية «السنة والشيعة»، وان تجد في ذلك وطنية اقليمية واحدة قد نطلق عليها «التحالف العربي الاسلامي الاقليمي». وهنا نستطيع ان نجد من يواجه اسرائيل التي هي الكاسب الكبير مما يحدث في الوطن العربي والاسلامي، من تفتيت وتجزئة واقامة دويلات سنية.. شيعية.. كردية.. علوية الخ، لتصبح هي الدولة العظمى الوحيدة في المنطقة، وتأخذ شرعية جديدة، ليس من ارض الميعاد ولا الأساطير الدينية المؤسسة لها، ولكن من تقليص حجم ونفوذ الدول من حولها.
الخميني والثورة
< المشروع المصري الناصري كان قوميا وحدويا لكن المشروع الايراني تغلب عليه الطائفية وهو توسعي.. تفتيتي؟
- للاسف هذا ما صارت اليه الثورة الايرانية الخميني لم يكن عنصريا ولا طائفيا وانما كان يريد تحقيق الثورة في العالم الاسلامي، ومحمد خاتمي (الرئيس الايراني السابق) لم يكن يريد مشروعا ايرانيا، وحاول مقابلة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك للتواصل مع مصر، لكن مبارك رفض. وعبدالناصر كان يؤيد الخميني ويمده بالسلاح.
اذن هناك اجنحة في الثورة الاسلامية في ايران ترفض ان تكون هناك اي ركيزة طائفية في الثورة، وهذا يحتاج منا الى مجهود اكبر. فعندما تجد ايران مصلحة في ان تتحالف مع مصر وتركيا على اسس وطنية اقليمية مصلحية، بعيدا عن المذهب والطائفة والعرق، فستقبل بذلك وتتخلى عن الطائفية والقومية.
< ايران حسمت امرها تماما وتبنت مشروع التمدد في المنطقة من خلال بعض الاقليات المنتمية اليها مذهبيا.. فكيف نتحدث عن وحدة معها؟
- للاسف يحدث هذا الآن الجناح الحاكم في ايران هو طائفي.. يميني، لكن لو اخذت الجناح اليساري للثورة الاسلامية في ايران الذي يمثله علي شريعتي وغيره، ستجد انه يسعى الى ثورة اسلامية غير طائفية.
علما ان الثورة الفرنسية على سبيل المثال مرت بالمأساة نفسها وهي: هل الثورة الفرنسية عالمية تقوم على المبادئ الثلاثة وهي الحرية والاخاء والمساواة، ام تتبنى الفرانكفوتية وتعززها وتنشر فرنسا من خلالها سلطانها على أوروبا!
وهذا ما يحدث ايضا الآن في ايران. فهناك جناح يخلط بين الثورة والقومية، وجناح آخر يحرر الثورة من الاطر القومية، وللاسف فان «الفراغ» حول ايران يدفع باليمين القومي الطائفي الى المقدمة ولو ان هناك مشروعا عربيا مقابلا لكان اتفق او اختلف المشروعان. ايران تلعب في المنطقة العربية لانها خاوية من اي مشروع او قيادة.
دولة داعش
< كيف اصبح الفكر الداعشي الدموي الانفلاتي الماضوي دولة، وحلما يتبناه آلاف الشباب.. ولم يستطع مشروع فكري استناري واحد الوصول الى النتيجة نفسها؟
- هناك حالة احباط سائدة، ليس فقط عندنا ولكن لدى الاوروبيين ايضا الذين اخذوا الحداثة والعلم والتجربة دون ان يملأ هذا قلوب الشباب، فخرجوا وتمردوا على مشروع الحداثة الاوروبي وانتقلوا الى نقيضه هو «داعش».
فالشاب الذي عمره 20 عاما جرب الدولة القطرية والقومية وجرب الحكم الاسلامي، ولكن ذلك لم يشف قلبه، ومازال لدى الشباب، ولدي ايضا، سؤال: هل قضاء مصطفى اتاتورك على حلم الخلافة عام 1924 كان هو الحل لانقاذ تركيا التي انهزمت في الحرب العالمية الاولى، حيث كانت جيوش اليونان على ابواب انقرة قبل ان يقوم اتاتورك بثورته؟! اتاتورك الغى النظام السياسي القائم (الخلافة) ورد الجيوش اليونانية عن تركيا.
وجاء رشيد رضا فخشي من انتشار التجربة التركية في بقية بلاد العالم الاسلامي، وكتب عام 1925 كتابه عن الخلافة والامامة العظمى، وبدأت تظهر نزعات ومطالبات للتمسك بالخلافة في مواجهة البديل العلماني الاوروبي الذي تبناه اتاتورك، بل ان تركيا العلمانية الاتاتوركية قبل اربكان واردوغان وكانت تشعر بالامتهان من عدم قبولها ضمن الاتحاد الاوروبي.
الكثير من الشباب يحلمون بأن يعيشوا عصور الصحابة وهارون الرشيد وغيرها، هم يحنون الى الماضي لأنهم فقدوا الثقة في الحاضر.
أردوغان لديه هذا الحنين الى الماضي والى عودة الخلافة مثل كثيرين منا، فنهاية الدولة الوطنية وتقسيم العالم الاسلامي دفع الناس الى الحنين الى الخلافة، حتى وان كان حلما لا تاريخيا، فالخلافة نظام تاريخي لن يعود.
هل ترى لداعش مستقبلا في عالمنا العربي والاسلامي؟
- لا مستقبل لداعش لانها تعيش في الحاضر بفكر الماضي، داعش لا تعرف الا اطالة الذقون وسبي البنات والرجم، وقتل المرتدين واهل الكتاب، وقطع الرؤوس، وهذه افكار ارتبطت بالعصر الماضي ولن تعيش الآن، فلربما كان لداعش قوة على الارض الآن، لكن فيما يتعلق بالفكر فلازال التنظيم يعيش في الماضي.
< الفكر الداعشي حي ويتنفس في شوارعنا ويمارس وجوده في كثير من الممارسات المتطرفة التي نراها؟
- هذا صحيح وهو موجود وحي لغياب فكر بديل.. كل الحركات الاسلامية وغير الاسلامية لم تملأ قلوب الشباب، فلجأوا الى ما هو موجود في بطون الكتب باسم الفقه والتراث، وهي كتب اصبحت مقدسة والاكثر توزيعا في معارض الكتب.
لكن لو قدمت البديل القُطري الجيد، كما حدث في ماليزيا وتركيا، او البديل القومي الجيد كالاتحاد الاوروبي، ولو اعطيت بديلا اسلاميا قويا قادرا على الوقوف في مواجهة الغرب كالثورة الايرانية، لربما انقذت هؤلاء الشباب من الوقوع في الفكر الداعشي.
رؤية البخاري
< في محاضرتك بالجمعية النسائية تحدثت عن صحيح البخاري بشكل ازعج الكثيرين؟
- البخاري جمع اكثر من 600 الف حديث ثم استبعد الآلاف منها حتى وصلت الى 4 آلاف فما الضامن ان بعض الاحاديث التي تعتمد عليها بعض الحركات الاسلامية في فكرها والوارد في البخاري مع بعض التحقيق سيظهر عكس ما ترويه هذه الاحاديث.
نحن نحتاج الى التحول من نقد السند (الرواة) الى نقد المتن (مضمون الحديث) وتحكيم العقل والعلم والتجربة التاريخية في اي نص يأتيني عامل مهم في قبول هذا النص او عدم قبوله، احاديث الاسراء والمعراج تشكل اكثر من 15 صفحة في صحيح البخاري.. فأي ذاكرة انسانية تستطيع ان تعي كل ذلك وتنقله!.
لقد اصبح البخاري مقدسا بمرور الايام والسنين وكأنه هو والسنة والقرآن شيء واحد، مع انه من صنع الرجال.
< هناك من يصف اطروحاتك بانها «اسلام جديد» وليس تجديدا في الاسلام فما قولك؟
- وما المانع في ان اجدد في الاسلام! هل من حق احد ان يحتكر تفسيرا او رؤية للاسلام ويستبعد بقية العصور!! فحتى اجماع عصر ليس ملزما للعصر الذي يليه لان مصالح البشر والعلوم والمفاهيم مناهج البحث تتغير الا يحق لي طبقا لهذه المعطيات الجديدة ان اعيد فهم الموروث؟! لماذا يظل الموروث في اطار رؤية واحدة هي تفسير الجيل الاول او الثاني او الثالث؟! تفسير الموروث متجدد بتجدد العصور، وعدم الاقدام على طرح رؤية عصرية للموروث هو عجز وخوف واعتماد بالماضي لانني غير قادر على التواؤم مع الحاضر.
مهاجمة الثوابت
< انت من خلال رؤيتك تستبعد امورا منصوصا عليها كالحدود وميراث المرأة وغيرها من الثوابت؟
- هذه الثوابت تطورت فيما يسمى «بالنسخ»، فتحريم الخمر اتي متدرجا وحتى اثناء الـ23 عاما في تطور النبوة حدث تدرج في الاحكام ففيما يسمى بالنسخ يتغير الحكم طبقا لتغيير العصور حتى بعد انتهاء النبوة وقد سبقنا الى ذلك عمربن الخطاب عندما اوقف سهم المؤلفة قلوبهم (المتعاطفون مع الاسلام دون ان يعتنقوه او المسلمين حديثا) الذي نص عليه القرآن وفرضه، عمر قال: هذا عندما كان الاسلام ضعيفا والاسلام الآن قوي لا يحتاج اليهم فهل كفر عمر بن الخطاب عندما اوقف نصا من النصوص ام انه اخذ تغير الواقع اساسا للحكم، والآن المرأة تعلمت واصبحت وزيرة ورئيسة وزراء او جمهورية فهل اقول انها نصف الرجل! لا بد من تحكيم العقل كما فعل عمر بن الخطاب.
فالاسلام منهجه التدرج فالمرأة في الجاهلية لم يكن لها اي كيان او شيء فأعطاها الاسلام بعض الشيء، حتى يترك الزمن يعطيها النصف الآن في الشهادة والميراث والحياة الاجتماعية وهذا تفكير فقهي جديد فما المانع! وكذلك كل تراث حقوق الانسان لابد ان نحترمه فهل استطيع الآن ان اقطع يد السارق! كان الرومان والفرس والعرب يقطعون يد السارق.. ثم جاء الاسلام..
< حتى مع وجود نصوص ثابتة؟
- لقد ضربت لك مثلا منذ قليل وهو ايقاف عمر لسهم المؤلفة قلوبهم المنصوص عليه قرآنا هل استطيع الآن ان احفر حفرة وارجم زانية باسم ان هناك نصا يقول بذلك؟! هل يمكن ان اصلب انسانا؟! الواقع قد تغير وهناك بعض الدول الغت حكم الاعدام كليا حتى مع القتلة، انطلاقا من انه لا ينغبي تصحيح خطأ بخطأ.
علما ان الاسلام لم يأتي بالحدود فقط التي هي واجبات، اذن اين الحقوق! اعطوني حقي في السكن والتعليم والمواصلات فإذا سرقت بعد ذلك فاقطعوا رأسي!.
الخليجي والكويتي
< سألت د.حسن حنفي: كيف ترى مستقبل الخليج في ظل ضغط المشروع الإيراني وفراغ المنطقة من مشروعات تواجهه؟
- مستقبل الخليج بيد أبنائه، وقد تعلم الخليجيون جيدا كيف يدافعون عن مصالحهم «الخليجي البدوي» الذي يسكن الصحراء انتهى، وحل محله الخليجي المتعلم المثقف الخبير، وأصبح الخليج يعج بالجامعات والمراكز الثقافية والتنويرية.
ولكن السؤال هو: هذا الخليجي الذي اصبح صاحب علم وثقافة ووعي وسيادة لماذا يترك مصيره بيد قوى غربية او شرقية؟!!
الخليج بعمومه ينبغي ان يكون نقطة التقاء ومصالحة بين فرعي وجناحي الثقافة الاسلامية الايراني والعربي، وان يتعايش فيه الناس بحرية.
كذلك يمكن للخليج بما لديه من امكانيات، ان يكون عنصر تنمية في العالم العربي الذي يحتاج الى الغذاء والكساء والسلاح. والخليج قادر ايضا بصفته احد الاخوة المهمين في المنطقة على المحافظة على الاسرة العربية وجوارها.
ديموقراطية الكويت
< كيف تقيم التجربة الديموقراطية الكويتية في ظل ما تراه من ممارسات ومماحكات؟
- كلنا نتطلع الى التجربة الديموقراطية الكويتية ونعتبرها رائدة في العالم العربي. وما نراه من ممارسات ومشاحنات في حدود ولا تتجاوز الخط الاحمر، فلن يصل الامر في الكويت إلى ما وصل اليه في اليمن او ليبيا او العراق.
فما يدور من خلافات سياسية او مذهبية في الكويت علاجها المزيد من الديموقراطية والتسامح.
الكويت هي «النموذج» العربي القادر على تحقيق مصالح الجميع دون ان تقع في حلبة العنف وسفك الدماء، الذي وقعت فيه دول عربية اخرى.
فحكمة الكويت ونضج الكويتي واستعماله العقل وثقافته تمنعه من ان يقع فيما وقعت فيه دول اخرى، المهم ان الكويت تحدد دورها وتتحرك بناء عليه، وتمد جذور التعاون مع مصر التي هي ايضا حريصة على وحدة الامة العربية.
وعلى المثقف الكويتي ان يعرف ان مستقبل وطنه لا يكون عن طريق حشد الجيوش، فكل جيش هناك ما هو اقوى منه، لكن تتم عن طريق الاتحاد في المصالح والثقافة وحرية الفكر. فالكويت منذ نشأتها «وحدوية» في ثقافتها وشعبها وتوجهاتها.
رجعيون وتقدميون
داعبت د.حسن حنفي وأنا أسأله: كنت ممن أطلقوا لفظ الرجعية على الخليج.. فهل تجاوز الخليج ذلك الوصف أم مازال رجعياً؟
- فابتسم وهو يرد: الخمسينيات والستينيات كان الهم الاكبر للجميع هو التحرر الوطني، وكان العدو الاكبر هو الاستعمار حتى قبل نشوء الصهيونية، وبالتالي كان المهم هو تجميع القوى العربية ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي والامريكي الخ.
ومن ثم كان اي موقف عربي لا يساند هذا التوجه التحرري العربي يوصف بالرجعية، ليس لانه رجعي، ولكن لانه لا يشارك في حركة التحرر العربي.
والآن انتهى دور الخمسينيات والستينيات، وحصلت كل الشعوب العربية على استقلالها، وظهر اعداء جدد كاسرائيل التي تتوغل في الاستيطان، وامريكا التي تريد ان تملأ الشرق الاوسط «الفارغ» من وجهة نظرها، وكأنه لا يوجد شعوب ولا نظم في هذا الشرق الاوسط «الجديد او الكبير» كما يصفونه، ومن هنا فإن تقسيم العالم العربي الى رجعي وتقدمي لم يعد له وجود، واصبح الرجعيون والتقدميون - حسب المقولات السابقة - كلاهما يدا واحدة في مواجهة اسرائيل وامريكا، وفي مواجهة المخاطر الجديدة التي تأتي من رجعية جديدة تغزونا وهي الحركات الاسلامية المتطرفة، التي لا يهمها الدول الوطنية ولا تعادي الاستعمار واسرائيل، ولكن يهمها السيطرة على انظمة الحكم، وعودة حلم قديم انتهى عصره وهو الخلافة، وبالتالي سنخسر كل شيء: الدولة الوطنية والحركة القومية بهدف الوصول الى غاية غير مأمونة العواقب، وكما ترى الآن الحروب الاهلية في سورية وليبيا والعراق واليمن باسم الوصول الى احلام جديدة لن تغني عن الواقع شيئا.
الأردوغانية والمهاتيرية
< قلت للدكتور حسن حنفي: ماذا حدث لـ«الأردوغانية» التي طرحها تلميذاك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمهاتيرية نسبة إلى مهاتير محمد في ماليزيا؟
- بالنسبة لتركيا فقد أدى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان دوراً إيجابياً قبل الانتكاسة العربية الأخيرة. ومحمد مهاتير أدى دوراً إيجابياً في ماليزيا قبل أن يترك الحكم اختيارا. ومن الطبيعي أن يجمع حاكم مسلم بين تراثه ووطنيته ويحاول أن يخرج بذلك إلى دول الجوار.. إلى أندونيسيا والمسلمين في الهند، كما يحاول أردوغان أن يخرج بصيغته التي تجمع بين الإسلام ومصلحة تركيا إلى المشرق، بعد استمرار رفض الاتحاد الأوروبي قبول تركيا في عضويته لأنها ليست أوروبية.
< لماذا أصبحت الأردوغانية في عداء مع المنطقة العربية؟
- للأسف لم ينتشر المشروعان الأردوغاني والمهاتيري لأنهما لم يناصرا الأنظمة السياسية في المنطقة، فباسم الدولة القُطرية تم رفض المشروعين التركي والماليزي، لكن في قلوب الناس فإن مهاتير محمد وأردوغان لهما مكانة كبيرة.
< كيف تقرأ شخصية أردوغان في ظل تمسكه بـ«إخوانيته» وعدائه للنظام في مصر؟
- هناك أخطاء سياسية كبيرة لأردوغان أهمها مجاهرته بالعداء لمصر، لكن أردوغان نصير الثورة السورية وعلى الرغم من أنه سني فإنه ضد «داعش» أردوغان له أخطاء سياسية مثل عبدالناصر الذي كان يعادي الأنظمة في الخليج.
وهنا تظهر مهمة المفكر في أن يعد الأرض لمثل هذه المشاريع المتعددة الواحدة في نفس الوقت، فنحن لسنا أقل من الأوروبيين الذين اتفقوا- على الرغم من الاختلافات الكبيرة فيما بينهم- على حد أدنى من المبادئ والمصالح.
نحن لدينا كعرب ومسلمين بعض الأهداف والمصالح المشتركة وفي مقدمتها تحرير شعب فلسطين والتنمية أو العمالة المتنقلة التي تتواجد بكثرة في الخليج، ولابد أن يكون لها ثمن سياسي ينبغي أن نحصله في تأييد هذه الدول لقضايانا وخاصة فلسطين.
المزيد من الصور
أخبار ذات صلة
«الوطن الإلكترونية» تنشر أسماء 1278 مواطناً ومواطنة مرشحين للعمل في الجهات الحكومية
الفضالة يبحث مع وفد من وزارة الداخلية البريطانية أخر تطورات قضية «البدون»
الصحة: اعتماد «التدخل المباشر» للجلطات الحادة في جميع مستشفيات
الأرصاد: استمرار فرصة الأمطار إلى الغد
الخالد: قضية المرتهنين الكويتيين في غوانتانامو تحظى باهتمام كبير من سمو الأمير
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0182
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top