خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

العبادي ومعطف خامنئي

2014/10/25   04:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
حيدر العبادي رئيس وزراء العراق
  حيدر العبادي رئيس وزراء العراق



هل يحتاج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى ان يخرج راسه من معطف المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي؟؟ سؤال يطرح اليوم بقوة حين نقرأ تسريبات المواقع الايرانية القريبة من الحرس الثوري عن اهتمام الخامنئي بدعم حكومة العبادي كما سبق له وان دعم حكومتي نوري المالكي السابقتين، السؤال الاكثر حراجة يتمحور عن الثمن الذي قبل به العبادي لتلقي مثل هذا الدعم الايراني المطلوب؟؟
لا يمكن اخفاء حقيقة تعامل ايران مع العراق وفقا لقاعدة الحديقة الخلفية لنفوذها الاقليمي الذي ازداد بفعل حماقات امريكية وتناسي عربي خليجي لحقائق الجغرافية السياسية، فانتهى الامر الى رمي العراق برمته في احضان ايران، حتى بات الامر يتطلب ان يكون العراقي مهاجرا الى ايران لكي اما يتدرب على السلاح او يتعلم المبادئ العقائدية، وهي دورات متواصلة يدرج فيها المؤهلون من قيادات الاحزاب الخارجة من معطف «تصدير الثورة»، لينتهي الامر الى تكون الدولة بجميع مكوناتها تحت امرة «سيدنا الولي» وهو اللقب الذي يحمله الخامنئي عند هذه الاحزاب.
وحينما جاء العبادي ببرنامجه الحكومي الذي اخرج وزارته الى النور بعمليات قيصرية لها سكاكين ايرانية وامريكية وربما خليجية ايضا، انتهى الامر بتكرار ففاجعة التعارض حول الحقائب الامنية، وبعد ان حسم الموضوع عراقيا بتفضيل كفة منظمة بدر لحقيبة الداخلية، واعادة ضابط سابق لحقيبة الدفاع، وجد العبادي نفسه امام استحقاقات اضافية، ابرزها فرضيات انزال قوات برية امريكية لمقاتلة تنظيم داعش، وهو امر يطلب بالحاح من ميدان القتال في الرمادي والموصل، فيما يرفض من قيادات الحشد الشعبي المستجيبة لفتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها المرجع الاعلى السيد السيستاني، ووصل الامر الى حالة من التصادم التي هددت العبادي شخصيا بتقديم استقالته اذا فشل في ربط طرفي المعادلة المتناقضة ما بين مواقف اتحاد القوى العراقية الداعية لإعادة صياغة التفاهمات الامريكية العراقية لتمكنها من مقاتلة داعش، والتحالف الوطني الراعي البرلماني للحشد الشعبي الذي ينتمي اليه العبادي.
مصيبة العبادي انه يريد ان يكون رئيسا لوزراء كل مكونات الشعب العراقي، بعد فرز طائفي وقومي جعلا من مسارات العملية السياسية العرجاء بنظام المحاصصة، تحتاج الى معادلات انية لجبر خلافاتها، وقدرات العبادي القيادية تكمن في استخدام اوراقه الرابحة، فكانت زيارته الناجحة لمكتب السيد السيستاني، ومن جملة ما سرب عنها من معلومات عدم رضا المرجع الشيعي على ان يؤول الحشد الشعبي الى استعادة المليشيات الشيعية مواقعها داخل الحرس الوطني المطلوب ان يكون رديفا للقوات النظامية، مكررا اهمية ان يكون العلم العراقي وحده من يظلل افاق حربها على تنظيم داعش دفاعا عن كل العراق، ونقل هذه الرؤية الى الخامنئي على يد العبادي، جعل تكرار تأييده لحكومة العبادي، مشروطا بما سبق ان فعله المالكي خلال حكومتيه، بأن يكون العراق ملاذا لإيران من العقوبات الدولية، وميدانا للمواجهة مع واشنطن على طاولة المفاوضات النووية، وهي حالة لا يمكن للعبادي من نكرانها.
لكن في المقابل، ستكون امام العبادي فسحة من المساحة المحسوبة بدقة وعناية، للتحرك خارج سياق ما سبق وان تمحور حوله المالكي لتقريب هذه المليشيات واطلاق يدها، ما دام هناك اكثر من اتجاه لاحتوائها اما من خلال الحرس الوطني او عبر عودة نظام التجنيد الالزامي، فضلا عن مساحة اخرى تجعل العبادي اكثر قدرة على التعامل مع المواقف الأمريكية التي ربما تصر على انزال قواتها لقتال داعش لكي يتوسع عنوان «المستشارين العسكريين» ليصل الى عشرة آلاف مقاتل!!

بغداد - مازن صاحب


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0112
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top