مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أحمد مطر ليس مفكراً!!

محمد صالح السبتي
2014/10/21   10:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- لا أحد قطعاً يشك في شاعرية الشاعر الكبير أحمد مطر ولا في جمال قصيدته وابداعاته الشعرية.. لكن هذا الجمال الشعري لا يعني بالضرورة أنه ذو منهج فكري واضح.. يعطي الحلول لما ينتقد.. ولا هو طرح نفسه كصاحب منهج فكري أيضاً.. وهذا ليس انتقاصاً من حقه ولا مكانته ابداً..
- أقول هذا في ظل ممارسة خطيرة يقوم بها أبناء المجتمع في انزال تلك القصائد على واقعهم واعتبارها منهجا فكريا يجب اتباعه! أو الاقتناع فيه على أنه هو واقعنا الذي نعيشه!! وقد كان لأحمد مطر أو مظفر النواب وأمل دنقل في شعرهم السياسي ان عاش الجميع بنظرة سوداوية قاتمة مستجمعين كل قدراتهم الشعرية على نقد كل شيء في الحياة والاعتراض على كل شيء من أجل الاعتراض فقط وتصوير الأوضاع على أنها مأساوية أكثر من المأساة نفسها!! ولعلهم نقلوا تجاربهم الشخصية في بلادهم.. وعاشوا واستطاعوا ان يجعلوا محبي شعرهم يعيشون ايضاً الاحساس بالمظلومية الدائمة والتشاؤم واستمرار كره كل شيء من حولهم!!
- الخطورة – خاصة في المجتمعات الخليجية – ان نعتبر هذه الاشعار حقيقة نعيشها وننزلها على واقعنا.. والاخطر اعتبار شعرائها اصحاب منهج فكري يؤسسون لحياتنا السياسية ويصفونها ويخططون لحل مشاكلها!!
- هذه الخطوره لا تكمن في شعر هؤلاء السياسي فقط بل هي عامة في كل ما تستسيغه ذائقتك الشعرية سواء في الفخر أو الشجاعة أو الحب والهجر وتتخذه منهجاً لك في الحياة أو التعامل ليس لشيء الا ان ذاك البيت خامر هواك!! وتنسى أنه مجرد بيت أو أنها مجرد قصيدة قد لا يكون لصاحبها دراية في طريقة التعامل الصحيحة مع مثل هذه الأوضاع، فالابداع الشعري لا يستلزم أبداً ابداعاً فكرياً بالضرورة!!
- اليوم كثير من شبابنا في الخليج يتلقفون أشعار أحمد مطر وقبله مظفر النواب وأمل دنقل – السياسية – ويعيشونها واقعاً ويعتقدون أنها تحاكي وضعهم السياسي.. والامر على غير ذلك تماماً.. فنحن في الخليج عموماً لم يمر على دولنا ابداً حاكم ظالم قمعي يمارس الارهاب ضد شعبه.. لم يمر كمثل هذا الحاكم علينا على مر تاريخنا.. ونحن نعيش في دول – على كل ما لدينا من سلبيات أو قصور – الا أننا ننعم بكثير من الحريات والعدل مقارنة بجميع دول الشرق الأوسط والدول النامية بل وحتى الدول المتطورة أيضاً.
- اعتبار مثل هذه القصائد منهجاً فكرياً أمر خطير جداً على مجتمعاتنا وفيه تأسيس لمبادئ الثورة دون وعي ولا هدف.. الثورة من أجل الثورة على اعتبار أننا كشعوب عربية نهوى ان نعيش في ثوب المظلومية والتشاؤم وكسر القيود حتى لو كانت وهمية في أذهاننا فقط.
- لأحمد مطر قصيدة جميلة جداً – من الناحية الشعرية – في أحداث غزو الكويت.. شنّع فيها على صدام حسين وكال الاهانة للجيش العراقي الذي غزا الكويت.. وحمّل المسؤولية لامريكا.. وانتقد دول الخليج والسعودية تحديداً معتقداً ان الغزو كان بعود ثقاب هم من أشعله!!.. الخلاصة.. بعيداً عن الابداع الشعري.. أنت لا تعرف من خلال هذه القصيدة من المسؤول عن الغزو.. من هو المخطئ.. من اعتدى على من؟!!.. هذا ما أعنيه بقولي أن أمثال هؤلاء قد لا يكونون مفكرين بالضرورة مع كل تقديري لتجاربهم الشعرية.. وهنا مكمن الخطورة الذي نتحمله نحن أولاً لا هم.. حين اعتبرناهم كذلك.

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0069
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top