مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من يدفع ثمن انخفاض أسعار النفط

مرزوق فليج الحربي
2014/10/18   10:26 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

بين الانخفاض المخيف والارتفاع الفاحش لم نفكر في إيجاد بدائل نعزز بها اقتصادنا


في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وصل سعر برميل النفط الى أقل من عشرة دولارات وفي العقد الأول من هذا القرن تجاوز 120 دولارا وبين الانخفاض المخيف والارتفاع الفاحش وخلال عقود من الزمن لم تتغير سياستنا في ان النفط المصدرالوحيد للدخل لقومي ولم نفكر في ايجاد بدائل اقتصادية نعزز فيها اقتصادنا وبقينا نسأل أنفسنا السؤال المخيف الذي يسأله المواطن العادي والوزير ولا يوجد له اجابه وهو: متى يخلص النفط؟ واذا خلص شنو نسوي؟ بعض دول الخليج والتي تتشابه معنا في مصدر الدخل ولديها نفس ظروفنا الاقتصادية والاقليمية استطاعت ان توجد لها مصادر دخل اخرى مثل السياحة والزراعه وضبط التركيبة السكانية بحيث لا تصرف مليارات الدولارات على خدمات لعمالة هامشية أما نحن فلم نستطع ايجاد بدائل تعزز اقتصادنا بل أبعد من هذا كله عشنا تخبطاً في سياستنا الاقتصادية فقد صرفت مليارات الدولارات في خطط تنموية على ورق ولا يوجد اي رادع للمتنفعين من المشاريع التي يصرف عليها اموال طائلة واغلبها سرقات وتأخير ومبالغات في ميزانياتها بل أبعد من هذا في فترة من الفترات وتحت ضغط نقابات الاتحادات العمالية وبدون أي دراسة قامت الحكومة بصرف بدلات وكوادر لبعض القطاعات الوظيفية دون غيرها وأثقلت الباب الاول من الميزانية مع ما فيه من ثقل وخلق فجوة بين الاسر فموظفين بقطاعين مختلفين بنفس الشهادة وعدد افراد الاسرة والمستوى الوظيفي احدهم يأخذ 1500 دينار والاخر 4000 دينار وعقوبة الموظف الاول أنه ذهب الى القطاع الحكومي وأبعد من هذا، وكذلك فتحنا باب المساعدات المالية عبر الصندوق الكويتي للتنمية على مصراعيه بالملايين والمليارات من الدولارات والتي تذهب لدول لم نسمع عنها وليس لها أي ثقل سياسي والصندوق الكويتي للتنمية لا نعرف ماذا يحقق لنا من دعم سياسي او موقف سياسي فالمليارات التي ذهبت قبل الغزو الى بعض الدول لم تشفع لنا بأن يقفوا مع الحق الكويتي وانتهى الغزو وعدنا ندعمهم ولم نستفد شيئاً منهم.
واليوم وبعد الهبوط المفاجئ لسعر النفط والذي من المتوقع ان يستمر ومع تضخم الباب الاول من الميزانية والخاص بالرواتب ومع استمرار الصندوق الكويتي بصرف المليارات ومع عدم وجود أي مصدر اقتصادي غير النفط بدأت الحكومة تفكر بسد العجز الذي ممكن ان يحدث وأول ما فكرت فيه هو المواطن البسيط فبدأت تفكر برفع أسعار البنزين الى اكثر من الضعف وزيادة أسعارالكهرباء وبطريق غير مباشر زيادة أسعار الديزل الذي سوف يكون سبباً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها بسبب ارتفاع أسعارالنقل بسبب رفع الوقود والحبل على الجرار فمع وجود مجلس يعيش في خندق الحكومة يدافع عنها ومع كسر عظم المعارضة او الحراك السياسي بسحب الجناسي وغيره من الاجراءات فإن الرسوم سوف ترتفع اكثر وتصل الى ربما كل الأساسيات فكنا نقول نحتاج حلا من الحكومة للارتفاع الجنوني للبيوت والاراضي وجدناها تفكر ليس بحل المشكلة بل بتعميقها اكثر واكثر برفع الأسعار وفرض الرسوم.
ان كانت الحكومة جادة بضبط المصروفات فعليها ان تبدأ بالصندوق الكويتي للتنمية وتقلل من المبالغ المليارية التي نفقدها كل عام على دول لا نستفيد منها شيئا وعليها ان تحد من العمالة الهامشية التي ملأت البلد بقوانين صارمة فهي تستنزف الخدمات العامة وسبب للزحمه والتكدس وما يصرف عليها من خدمات لا يوازي %1 من ايراداتها وعلى الحكومة ان تفكر بالكوادر والبدلات والرواتب بطريقه قائمة على المساواة بين المواطنين اجتماعياً واقتصادياً وتعالج بعض القرارات التي اصدرتها الحكومات السابقة بسبب ضغط سياسي وبجرة قلم وان كانت الحكومة جادة فعليها ان تفتح ملف المشاريع المعطلة وتنظر كم صرف عليها من ميزانيات اضافية توازي عشرة اضعاف الميزانية الحقيقة وأن توقف هذا التلاعب ولو بقوة القانون، يعني هل يعقل مشروع يكلف الدولة 100 مليون بالعقد وينتهي بمليار و100مليون وكله مخالفات وتأخير بالتسليم وبالنهاية يصدر رأي بإزالة هذا المشروع لعدم موافقته المواصفات! وقس على هذا المشروع عشرات المشاريع التي تستنزف ميزانية الدولة.
اكثر ما نحتاجه اليوم هو ضبط الأمور اللي ماشية بالعكس والتي إن استمرت سوف تدخلنا في نفق مظلم فلا نعلم الى أين يقف الانخفاض في أسعار النفط ولا نعلم متي يتحول العالم الى مصادر بديلة للطاقة ولا نعلم متى نفكر بوضعنا الاقتصادي بطريقة صحيحة ولا نعلم متى نرى مشاريع اقتصادية بديلة.


مرزوق فليج الحربي
marzooq_alharbi@ Marzooq_hu@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
876.0099
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top