خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

أوباما و«داعش» والانتخابات النصفية

2014/10/10   07:21 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
أوباما و«داعش» والانتخابات النصفية



مشهد الانتخابات النصفية الأمريكية يبدو الآن اقرب الى كابوس بالنسبة للحزب الديموقراطي، فلقد رجحت آخر استطلاعات الرأي خسارته في مجلس الشيوخ، واحتفاظ الجمهوريين بالغالبية في مجلس النواب، وهذا يأتي في تساوق مع تراجع شعبية الرئيس اوباما الى %40، وفق استطلاع اجرته جريدة «وول ستريت جورنال» التي اشارت الى انها «ادنى نسبة منذ انتخابه العام 2008»، وقالت «ان هذه النسبة تدنت الى %36 فيما يخص سياسته الخارجية، والى %24 في الاقتصاد». وهذا يؤشر معطى جديدا وهو انه بعد سيطرتهم على الاغلبية في مجلس الشيوخ طيلة ثماني سنوات سيخسرونها في انتخابات نوفمبر المقبل.
وتقدم الجمهوريون على طريق السيطرة على مجلس النواب والشيوخ لا يمكن الشك في حصوله مع هذا السيل من المتغيرات السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية التي تحققت بفضل سياسات الرئيس الديموقراطي المتردد في كل شيء وتسببه في تقويض سمعة امريكا كدولة عظمى مع انسحابه المستعجل وغير المسؤول من العراق الذي تبدت مظاهره المدمرة في انهيار الجيش العراقي امام مقاتلي (داعش)، وسيطرة هذا التنظيم على مزيد من الاراضي في سورية والعراق على الرغم من هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويشير استطلاع اجرته (سي ان ان) الى تغير في أولويات الناخب الأمريكي مع تفاقم خطر الجهاد العالمي الاسلامي وقيام اكثر منظماته قوة وقسوة بحز رؤوس الصحافيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، اذ ارتقى التهديد الارهابي لاول مرة منذ العام 2007 الى المرتبة الثانية (%12) بعد الاقتصاد (%19)، ولقد استغل الجمهوريون هذه الارقام ووظفوا ورقة (داعش) بشكل بارع في الحملات الانتخابية التي ظهرت اعلاناتها في كل مكان في صورة اعادت الى مخيلة الأمريكيين بورتريه بن لادن الذي كانت اشرفت على نسيانه.
ويرى محللو الشؤون الأمريكية ان نجاح الجمهوريين في ازاحة الديموقراطيين من الكونغرس ومجلس الشيوخ سيرغم اوباما على انتهاج استراتيجيات جديدة مختلفة فيما تبقى له من ولايته الثانية التي ستنتهي العام 2016 لجهة تغيير اولوياته السياسية الداخلية والخارجية، وذلك لتجنب تحوله الى (بطة عرجاء)، ويكشف المحلل ديفيد اغناطيوس في مقالة نشرتها «واشنطن بوست» ان اوباما يتجه لإجراء بعض التغييرات في طاقمه الاستشاري لاسيما بعد قيام وزير دفاعه السابق ليون بانيتا بتوجيه انتقادات لاذعة لسياساته المترددة في مذكراته التي نشرها قبل ايام.وتثارالان اسئلة في الاوساط السياسية والبحثية الأمريكية عما اذا كان اوباما سيتمكن من انجاز مماثل للذي حققه الرئيس الاسبق كلينتون في التعايش مع مجلس نواب وشيوخ جمهوريين، ورأى بعضهم «ان كلينتون برع في تدوير الزوايا والعلاقات العامة والتودد الى خصومه في مفاوضات تشريعية»، وهذا ما لا يمتلكه اوباما (البارد والاكثر انعزالية) في رأي الجمهوريين»، وبالتأكيد فان نتيجة ذلك ستكون «تخليه عن مشاريع وبرامج ضخمة مثل اصلاح الهجرة والنظام الضريبي»، كما سيفرض عليه «نمطا مختلفا في السياسة الخارجية، وسيعقد كثيرا ابرام اتفاق مع ايران لتسوية ملفها النووي، اذا لم يحدث ذلك قبل نوفمبر المقبل».
ان تشدد ايران وسياستها الهجومية ذات النزعة العدوانية بعد اجتياح وكيلها اليمني الحوثي لصنعاء وفرض سيطرته على مقاليد الدولة، وقيام وكيلها اللبناني حسن نصر الله بالتحرش باسرائيل لاول منذ العام 2006، وتواصل تدخلها الفظ في العراق وسورية، ينذر بأيام عصيبة للرئيس الضعيف الذي اضاع بوصلته ولم يعد قادرا على الامساك بالاتجاه الذي يخرجه من كل هذه الازمات التي ابدعها بتردده وعدم قدرته على اتخاذ القرارات الحازمة والمسؤولة.

صوفيا - محمد خلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.003
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top