الخميس
16/04/1447 هـ
الموافق
09/10/2025 م
الساعة
08:38
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الظهر 11:35
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
منوعات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=390401&yearquarter=20144&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
منتدى الآل والأصحاب
2014/10/08
04:55 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0
آداب الدعاء
فضيلة الشيخ/ خالد بن عثمان السبت
يقول الله -عز وجل-: {انَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، فتعرف الى خلقه والى عباده بعظمته -سبحانه وتعالى-، وأنه العظيم الأعظم، ولما نبههم على هذا الأمر قال لهم بعده: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً انَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] فأمر الله -عز وجل- عباده المؤمنين بدعائه متضرعين اليه مخفين هذا الدعاء، أدعوه تضرعاً، التضرع: هو التذلل والخضوع، واظهار المسكنة والضعف.
فالمسلم ينبغي عليه ان يدعو ربه، لأنه متعبدٌ بذلك من جهة: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] ولأنه من جهة أخرى مفتقرٌ كلَ الافتقار الى ربه ومالكه -جل جلاله-، فهو لا يستغني عن لطفه ورحمته طرفة عين، فهو بحاجة الى دعاء دائماً، وحينما يدعو الانسان ينبغي عليه ان يمتثل ما أمر الله -عز وجل- به: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] أدعوه دعاء الضارع الذليل الخائف تضرعاً وخفية {انَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، فاذا دعا الانسان ربه فينبغي ان يظهر عليه من الخنوع والخضوع، والخشوع والذل والانكسار ما يناسب عبوديته، واذا دعا فانه لا يليق به بحال من الأحوال ان يدعو دعاء المدلي على ربه، أو دعاء من يخاطب انساناً مثله، أو ممن هو دونه، انما هو يتضرع الى ربه -جل جلاله–، وهو العظيم الأعظم.
{تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] والاخفاء مطلوب في الدعاء الا اذا كان ثمة من يؤمن على هذا الدعاء، ثم ان هذا الرفع اذا احتيج اليه لوجود من يؤمن على هذا الدعاء فلا ينبغي ان يكون رفعاً زائداً، سواءً كان ذلك من جهة الداعي، أو من جهة المؤمن على هذا الدعاء، لأن المؤمن داعٍ، وأما رفع الأصوات رفعاً زائداً، والضجيج في المساجد، ورفع المأمومين الصوت بالتأمين رفعاً زائداً فهذا أمرٌ يتنافى مع الأدب مع الله -عز وجل-، ويتنافى مع قوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] ولما رفع الصحابة -رضي الله عنهم- أصواتهم رفعاً زائداً في كل مكان يرتفعون عليه، أو ينخفضون، بالتكبير والتسبيح ونحو ذلك، قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اربعوا على أنفسكم، فانكم لا تدعون أصم ولا أبكماً ولا غائباً، انما تدعون سميعاً بصيراً قريباً، ان الذي تدعونه أقرب الى أحدكم من عنق راحلته»(1)، أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-، ثم قال الله -عز وجل-: {انه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55] و(انَّ) هنا مشعرة بالتعليل، وهي تدل على التوكيد، وهذا يدل على ان رفع الأصوات من غير حاجة أنه من الاعتداء في الدعاء، وأن الدعاء بأسلوب يتنافى مع الأدب مع الله -عز وجل- من غير ضراعة ان ذلك يعد من التعدي في الدعاء.
أنواع الاعتداء في الدعاء:
ويدخل من ألوان التعدي تحت قوله: {انَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [(55) سورة الأعراف] شيءٌ كثير، فمن ذلك:
1 - ما يفعله بعض الناس من سرد الأسماء الحسنى، أو ما يحفظونه من الأسماء الحسنى، فيسردون عشرات الأسماء الحسنى، ويتكلفون لكل اسم دعاء في القنوت مثلاً، وتبقى المسألة فرجة يجتمع حتى من لا يصلي عند المسجد في وقت الدعاء -ببعض البلاد- ثم يستمعون الى هذا المهرجان، فهذا أمرٌ لا يليق.
2 - وكذلك ما يفعله بعض الناس في دعائهم حيث انهم يحولون الدعاء الى موعظة، فيذكرون ما يستجيش المشاعر، فيتحدثون عن القبور وعن الدود، وعن التراب واللحود، واذا سالت العيون، وسكنت الجفون، وأشياء كثيرة جداً يحركون بها القلوب والمشاعر، فالدعاء ليس موعظة، وانما هو سؤال وتضرع، وافتقار الى الله -تبارك وتعالى-، وليست المسألة ذوقية أو مزاجية حتى تعجب الناس، المسألة دين وشرع، أنت تريد ان يستجاب هذا الدعاء فلا تعتد فيه.
3 - ومن ذلك أيضاً ان الانسان أحياناً لربما تكلف في الدعاء أموراً لا ينبغي ان يتكلفها، كأن يذكر تفاصيل زائدة: اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، واخواننا وأخواتنا، وأعمامنا وعماتنا، وأجدادنا وجداتنا،.. الى آخره، ويسرد الجيران وغيرهم و..و...الخ، فهذا لا يليق.
ثبت عن عبدالله بن المغفل -رضي الله عنه- أنه سمع ابن له يقول: «اللهم اني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة» فبين له حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سيأتي قوم يعتدون في الدعاء، وقال له: «يا بني سل الله الجنة»(2) فاذا دخلت الجنة فاسأل الله القصر الأبيض أو غيره.
وكذلك دنو الهمة، وقد سمعت بعض العجائز تقول: «اللهم أدخلني في صاير الجنة» وصاير الجنة في لهجتها أي في مؤخرة الباب في المكان الذي يغلق فيه الباب من الخلف، فهذا دنو همة ولا يليق، وفضل الله أوسع، واذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فينبغي للانسان ان يرفع همته، والله هو الكريم الأكرم، والعظيم الأعظم.
وكذلك تعليق الدعاء بالمشيئة: «اللهم أدخلني الجنة ان شئت» فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، وهكذا كأن يسأل ربه أمراً ممتنعاً في العادة، كأن يقول: اللهم ارزقني الولد من غير ان يتزوج، أو ان يسأل أمراً يمتنع شرعاً كأن يدعو لأحد من الكفار ان يدخله الله الجنة، فالجنة محرمة على الكافرين، أو ان يدعو على أحد من المسلمين ألا يدخله الله الجنة، فهذا أمرٌ لا يكون، لأن الله وعد المؤمنين بالجنة، فهذا من الاعتداء في الدعاء.
4 - ومن ذلك الدعاء بالاثم وقطيعة الرحم.
5 - ومن ذلك ان يعجل الانسان في دعائه فيقول: «دعوت فلم يستجب لي» فهذا من أسباب رد الدعاء، وهو سوء أدب وسوء ظن مع الله -تبارك وتعالى-.
6 - ومن ذلك أيضاً ان يسأل أمراً يخالف السنن الكونية، وأخشى ان يكون دعاء كثير من الأئمة: اللهم اجعل الكفار وأبناءهم وأموالهم غنيمة للمسلمين، ايش غنيمة للمسلمين؟ هذا يخالف السنن الكونية، نحن في شهواتنا غارقون كيف يجعلهم غنيمة لنا وقد أخذوا بجميع أسباب القوة، وتمكنوا في الأرض، ونحن في غاية الضعف والتخلف؟ كيف يكونون غنيمة لنا؟ فلا يكونون غنيمة لنا الا اذا أخذنا بجميع أسباب القوة المادية والمعنوية، والله له سنن، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتضرع في غزوة بدر حتى يسقط رداءه، وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أخذ بجميع أسباب القوة، ويقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني به، اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض»(3)، وغير ذلك، ونحن جالسين في شهواتنا، وفي أهوائنا، وفي مشاكلنا، وفي بعدنا عن الله، وعدم الأخذ بأسباب القوة، ثم نقول: اللهم اجعلهم غنيمة باردة للمسلمين، هكذا كلهم في جميع مشارق الأرض ومغاربها، فلو دعينا على فئة على الأقل منهم كان ذلك مقبولاً، أما جميعهم ليكونوا غنيمة لنا فنحن لا نستحق ذلك، لأننا لم نأخذ بأسباب القوة، ولم نتأهل لهذا المستوى، الدعاة أنفسهم بينهم من الخلاف والشر ما الله به عليم، فكيف بعامة الناس؟! فالله له سنن، النصر لا يأتي ونحن جالسون، نقول: اللهم اجعلهم غنيمة باردة للمسلمين، الا اذا كان هذا على فئة معينة منهم اعتدت على المسلمين فهذا ممكن، أما الجميع هكذا فهذا له سنن لا يتعداها.
7 - وهناك صور أخرى من الاعتداء في الدعاء، ومن ذلك تكلف البكاء، فالانسان يمكن ان يتكلف البكاء اذا كان يصلي منفرداً، أما اذا كان مع الناس ويتكلف البكاء فيخشى ان يدخل هذا في باب الرياء.
أيوب السختياني كان ينشج نشيجاً اذا صلى في الليل لو أعطي الدنيا على ان يسمعه أحد ما فعله، في بيته يسمع له نشيج، صوت البكاء، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع له أزيز في صدره، ما كان يتكلف البكاء أمام الناس، فهذه قضية يخشى ان تدخل في هذا الموضوع، وبعض الناس يرفع صوته بالبكاء رفعاً زائداً كأنه جالس في مكان سخب أو مأتم أو نياحة، وهذا أمر لا يليق، وقد رأيت بعضهم قطع الصلاة من شدة البكاء، فهذا أمر لا يليق ان يفعله المسلم، والمسألة ليست عواطف، القضية قضية شرعية ينبغي ان تضبط بضابط الشرع حتى تقبل العبادة.
8 - وهناك صور أخرى كأن يسأل الانسان ربه أمراً ممتنعاً عقلاً هذا لا يكون، أو تحصيل حاصل، كأن يقول مثلاً: اللهم أدخل الكفار النار هو سيدخلهم النار بغير دعائك هذا، فهذا تحصيل حاصل، وهكذا في صور مختلفة.
9 - وأخشى ان يكون تزيين الصوت بالدعاء من الرياء فلا أعرف له أصلاً، تلحين الدعاء، كأن يجعل الدعاء على هيئة الآيات التي تقرأ، يرتل الدعاء وانما ينبغي ان يلقى الدعاء دعاءً جزلاً في القاء جزل، وفيه خضوع لله -عز وجل- وخنوع وانكسار وتذلل، وأيضاً فيه تأدب في الصوت والنبرة لا يرفع رفعاً زائداً، وانما يسمع من وراءه دعاء الخاشع الخائف الذليل، ثم يؤمن من خلفه تأميناً مناسباً لائقاً مع مقام المعبود الذي يناجونه ويقفون بين يديه -سبحانه وتعالى-، أما رفع الأصوات بالبكاء الشديد وبعضهم اذا ذهب الى بعض المساجد رأيته يعبي جيوبه من المناديل، لأنه يتهيأ لنياحة! فهذا أمر لا يحسن ولا يليق، وكثير من الناس يجرون مع العواطف، ولا ينضبطون بالضوابط الشرعية.
وهناك صور أخرى غير هذه، لكن لا أحب الاطالة عليكم، وقد أطلت، أسأل الله -عز وجل- ان يتقبل منا ومنكم، وأن ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
تنبيه:
وأنبه الى ما ذكر الله بعد هذه الآيات من قوله: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ اصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ان رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] فالافساد في الأرض، والدعاء من غير خوف، ومن غير طمع هذا كله من مضنة رد الدعاء، كما ذكر الله -عز وجل-، فالانسان الذي يريد ان يستجاب دعاءه ينبغي ان يكون صالحاً مصلحاً، لا يكون مفسداً في الأرض ويرفع يديه ويقول: يارب يارب، والله -عز وجل- يمقته ويرده خائباً، نسأل الله ألا يردنا واياكم خائبين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الهوامش
- أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب: الدعاء اذا علا عقبة (6021)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب: استحباب خفض الصوت بالذكر (2076/4) (2704) بدون جملة: «والذي تدعونه أقرب الى أحدكم من عنق راحلته» وهي عند الامام أحمد (402/4).
2 - أخرجه أحمد (86/4).
3 - أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب الامداد بالملائكة في غزوة بدر واباحة الغنائم (1383/3) (1763).
=======
إلى لقاء جديد أيها الابن البار عبدالله...
بقلم محمد سالم الخضر
قليلة هي اللحظات التي يقف فيها اللسان متلعثماً وعاجزاً عن التعبير، وبالأخص حينما تقف أمام رجلٍ تحمل في قلبك له المودة والاجلال لتعزّيه بفقده الولد، من الصعب حينها ان تنتقي كلماتك، والأصعب من ذلك ان تكون تعزيتك ذات أثر في قلبه، لا كسائر التعازي العادية التي بالكاد تستطيع فك عباراتها.
ها أنا أقف أمام قامة كبيرة من قامات العمل الخيري في الكويت، أقف أمام د.عبد المحسن الجار الله الخرافي الذي قدَّم للعمل الخيري، ولبلده الكويت الكثير.
ان كان قد اسمى كتابه عن رواد العمل الخيري في بلاده: (محسنون من بلدي)، وكتابه عن رواد التربية والتعليم في بلاده: (مربَّون من بلدي)، فهو من كبارهم، لا أقولها تحيَّزاً –وان كانت شهادتي فيه مجروحة- لكنها شهادة حق لرجلٍ قدَّم الكثير فأحسن، ومن حقه علينا ان نحمد صنائعه ونذكره بالخير، وفي الحديث: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
والحديث عن د.عبد المحسن الجار الله الخرافي –أمين عام الأمانة العامة للأوقاف- يطول، أمام سجل كبير من الانجازات والتفاني في العمل، وليس المقام مقام تناولها.
وبعيداً عن سجل انجازاته الذي لم أذكر منه الا طرفاً، أقف اليوم أمامه لأرى أباً رحيماً صبوراً حامداً لله تعالى على فقده ابنه الشاب البار (عبدالله).
ذكرني موقف د.عبد المحسن تجاه فقده ولده، ورضاه التام على قضاء الله تعالى وقدره، بما ذكره الامام ابن الجوزي في (المنتظم) عن العلامة أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي من أنه ظهر منه عند فقده ولده صبرٌ جميلٌ، قلَّ ان تسمع عنه.
فقد دخل عليه بعض أصحابه وهو جالسٌ يروِّح ابنه بعد موته، فكأنه أحس من الداخل عليه انكاراً لما يفعل، فقال له: انها جثة علي كريمة، فما دامت بين يدي لم يطب قلبي الا بتعاهدها، فاذا غابت فهي في استرعاة من هو لها خير مني.
وقال العلامة ابن عقيل الحنبلي –رحمه الله- مرة متحدِّثاً عن نفسه: (لما أصبت بولدي عقيل خرجت الى المسجد اكراماً لمن قصدني من الناس والصدور فجعل قارئ يقرأ: {يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ان لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً}، فبكى الناس وضج الموضع بالبكاء، فقلت له: يا هذا ان كان قصدك بهذا تقبيح الأحزان فهو نياحة بالقرآن، وما نزل القرآن للنوح، انما نزل ليسكن الأحزان، فأمسك).
وأعظم من هذا كله، ما قاله مخاطباً ولده بعد موته: (لولا ان القلوب توقن باجتماع يا بني، لتفطَّرت المرائر لفراق الأحباب).
وفي الحديث-على ضعف فيه- ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسمَّوه بيت الحمد) (1).
فنسأل الله تعالى ان يرزق حبيبنا (عبدالله) الفردوس الأعلى، برحمة الله تعالى وكرمه، ثمَّ ببره لأبيه وصبره على ما أصابه، وأن يكون شفيعاً لأهله.
عظَّم الله أجرك يا د.عبد المحسن، وآجرك في مصيبتك، وأخلفك خيراً منها.
والى لقاء جديد يا عبدالله، فانّ القلوب موقنة بفضل الله تعالى ورحمته وكرمه.
هامش:
(1) سنن الترمذي (1021) ومسند أحمد (19725).
=======
عام يطوى وعمل يبقى
هي الأيام تهرول، والساعات تطوى، والشهور تتزاحم، ثم نفاجأ بأن عاماً قد انطوى، وأصبحنا على مشارف عام آخر.
سباق مع عجلة الزمان، قانونه ألا رجعة للوراء، وما ذهب من الوقت والأيام، فقد سُجّل لامحالة، إما على صاحبها، أو لصاحبها، لا تدرى متى الساعة.
فقيامة المرء تبدأ منذ لحظة وفاته، ونزوله قبره، فاذا مات العبد، فهنا تكون قد بدأت رحلته الأبدية الى عالم الآخرة.
هكذا الدنيا في حقيقتها، ما هي الا ساعة.
فلنجتهد مستعينين بالله، باذلين جُل طاقاتنا ان نجعلها لله على الطاعة، لنُكرَم من ربنا بالجنة، ومن نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم بالشفاعة.
مراجعات مع عام مضى: لماذا؟
يحتاج المرء دوماً ان ينظر بعين الاتعاظ والاعتبار لما جرى له في عامه المنصرم.
ليهون عليه الحساب في الآخرة.
وليحقق قول أمير المؤمنين عمر – رضى الله عنه –: حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا.
ليطمئن بالاً، ويرتاح نفساً، ويقرّ قلباً، ويسعد في حاله مع الله، والنفس، والناس.
ماذا يُراجع؟
1 - ماذا كانت حالته مع خالقه.
2- أَكَان لله خاشعاً متذللاً، مُحباً دائماً ومُتقرّباً؟
3 - أَكَان مع الله في صباحه ومسائه، وحال شربه وطعامه، ونومه ويقظته؟
4 - أَكَان مع الله في خوف ومراقبة لرزقه، وهل شابهه حرام أم كان حلالاً طيباً؟
5 - أَكَان لله طائعاً، وله عابداً، ولدينه عاملاً؟
6 - أَكَان متيناً في الخُلق، مثقفاً في الفكر، سليماً في العبادة، صحيحاً في العقيدة؟
7 - أَكَان نافعاً لغيره، منظماً في شؤونه، مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر؟
8 - أَكَانَ مع الله محافظاً على الصلوات اقامة وخشوعاً، مجاهداً نفسه ان يجعلها في الجماعة؟
9 - أَكَان مع دعوة الاسلام محباً، ولأهلها مجالساً، ولرفعتها بسلوكه عاملاً؟
10 - أَكَان للدنيا مطلّقاً، وللحور العين متشوّقاً، ولمهرها مُقدِّماً ومُسدِّداً؟
11 - أَكَان للحظة خروج الروح دائماً مستعداً، وللقاء ملك الموت متهيأً؟
12 - أَلَامَسَ قلبه في عامه المنصرم كثيراً من التأثر بحال المسلمين..كالشام، والعراق، وفلسطين، وبورما،....؟
13 - أَدَمِعَتْ عيناه ولو مرة في عامه المنصرم من خشية الله؟
14 - أَكَان فيه بالدعاء دوماً متضرعاً، وبه بين يدي خالقه متذللاً، ومنطرحاً وسائلاً وراجياً؟
15 - أَتَحلّى فيه بذوقيات التعامل مع خَلْق الله، وأدبيات التحاور، ورقّة المشاعر، وجمال الأحاسيس؟
16 - أَكَان فيه بزوجته رحيماً، ولها مُحبّاً، ومن النار واقياً، ولصدرها بالحنان ودفء المشاعر عامراً ومُهيمناً؟
17 - أَكَان فيه ببنيه مُربياً، وناصحاً، ومشاوراً، وعادلاً، ومتلاطفاً، أم كان متسلطاً، وقاسياً، ومنهم وعنهم مبتعداً؟
18 - أَكَان فيه مع وظيفته نموذجاً، بخُلقه يقتدى الغير، وبقيمه وأدبه يؤثّر، وبتفوقه الوظيفي يفوق ويظفر؟
19 - أَكَان فيه على الاخلاص حريصاً، ولتحصيله وتحقيقه مجتهداً، وللنيّة دائماً عاقداً، ولها مُجدّداً؟
20 - أَكَان فيه لغايته النبيلة - رضا الله- يعمل، ولها يسعى ويجد؟
وقفة صادقة
حقيقة، يحتاج الأمر الى الوقوف وقفة صادقة للمراجعة، وليكن المراجِع نفسه صادقاً في مراجعته: (مع الله...مع الناس...مع النفس).
وقتها سيجد الواحد منا قصوراً كبيراً، وهنا وجب الاجتهاد على التقويم، وتجبير المكسور من السلوك، والقيم، والعمل بصدق نحو التغيير لكل رائع وجميل.
إلهنا...أسعِدْنا بعام جديد، نلقاك فيه على ايمان، وحب منك يا رحمن، وأسبغ فيه على عبادك المسلمين، في كل البلاد والأوطان، قراراً من عندك، واستقراراً وأماناً، ونجاة من الفتن، ونسألك ان تنزل على سائر المسلمين وبلدانهم سحائب رحمتك، وكثير غفرانك، وأن تردنا اليك غير خزايا ولا مفتونين، يا رب العالمين...آمين.
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0099
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top