مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

العقد الفريد

عين فيها حول… وعين رمدا!

مفرج الدوسري
2014/09/03   09:24 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كان جيل الرواد يختلفون في الكثير من الأمور ولم يشهر أحد منهم بالبلد


الوطن غالي، في سبيله ترخص النفس ويهون المال، لما صار الغزو تناسى كل كويتي الخلافات وقام بواجبه، سواء من في الداخل أو في الخارج، الكل شعر انه فقد روحه بفقدان ثرى الكويت في ذاك اليوم، والكل قام يقول ويصرح انه بيفعل ويسوي اذا رجع للديرة، اتذكر ذاك الشعور الذي لا يوصف لما دخلنا الكويت بعد منتصف الليل كمتطوعين في الجيش ولن تفارقني لحظة السجود شكرا لله عز وجل الذي حرر بلدنا من الباغي المحتل، صورة لا يمكن نسيانها، الكل ساجد ويمرغ وجهه على الثرى الغالي بين يدي المنعم والمتفضل سبحانه عرفانا بفضله ومنه، سجود طويل كأن أصحابه لا يريدون رفع الرؤوس في لحظة عشق وهيام بتراب وطنهم الغالي الذي فقدوه في لحظة غدر وخافوا ألا يستعيدوه، ما اروع تلك اللحظات، وما اجمل الكويت التي تستحق التضحية والفداء.
٭٭٭
اليوم وبكل أسف تغيرت الاحوال، ولا اعني ان من كان يحب الكويت بالامس يبغضها اليوم، حاشا لله، ولكن اصبحنا نسمع مزاعم من لم يعد يعجبه شيء في الديرة ونشاهد افتراءاته التي طالت كل شيء، في تجن واضح وفجور معيب لصاحبه، الكويت كبقية بلدان الدنيا فيها المصلح والمفسد، والتعميم مرفوض، وكذلك اظهار البلد بشكل تعمه الفوضى ويقوم على السلبيات والفساد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ظلم، فالمحب لوطنه الحريص على سمعته لا يتخذ من التشهير به والتعريض بأهله منهجا ليتصدر المشهد كمصلح، وهنا لا اعني شخصا بعينه وانما اشير لمن اصبح هذا السلوك ديدنه.
٭٭٭
الجوانب المشرقة في الكويت كثيرة على الرغم من الاخطاء التي لا ننكرها والتقصير الواضح في بعض الخدمات وهو الامر الذي نراه في الكثير من البلدان التي لا يقبل مواطنوها التشهير بها، فإن كان في الكويت من يتقاعس عن اداء واجبه كمواطن ويقف موقفا سلبيا فإن فيها الكثير من المخلصين والمجتهدين الذين يعملون بصمت بعيدا عن الاضواء لا يريدون سوى وجه الله سبحانه وخدمة البلد وراحة الضمير، وفيها الكثير من اهل البر والاحسان ممن جبلوا على العطاء والايثار ويشهد لهم العمل الخيري في الداخل والخارج، وفيها الكثير من الكفاءات التي تم تكريمها عالميا على تخصصاتها النادرة وعلى ابتكاراتها المتميزة، فيها اهل الفكر والثقافة والابداع، لم ولن تخلو الكويت من ابنائها وبناتها الذين اخذوا على عاتقهم الرقي بوطنهم والعمل على اظهاره بشكل مشرف، فلماذا التعميم؟ لماذا لا يرى من اصيبت عيناه بالرمد وملأ قلبه الغل ذلك، لماذا لا يرى البعض الكمال والجمال الا في قلة من المحيطين به حتى وان كانوا لا يساوون شيئا وليس لهم بصمة تذكر؟ لماذا يطعن البعض في وطنه ويشمل اهلها ببذاءته من اجل تصفية الحساب مع الخصوم؟ يعني الكويت ضايعة واهلها تايهين وانت اللي بتسنعها؟! الله يلعن النرجسية!

نقطة شديدة الوضوح:

كان جيل الرواد رحم الله من رحل منهم وامد في عمر الاحياء بصحة وعافية يختلفون في الكثير من الامور فكريا وسياسيا ولم يذكر ان احدا منهم شهر في البلد أو طعن في خصومه مهما بلغ الخلاف بينهم، بل على العكس حفظ كل طرف منهم مقام الطرف الآخر ولم يرض له بالاهانة، لذلك استطاعوا في تلك الفترة التي رافقت بداية ظهور النفط التخطيط لوطنهم بشكل جيد ورعاية مصالح الشعب بكل امانة دون المساس بمن لا يتوافق معهم ودون ان يجعلوا من خلافهم معه معوقا للنهضة والتطور، تعلموا ممن سبقوكم الرقي في الاختلاف والتسامي وتقديم مصالح الوطن والامة، تعلموا شلون يكون العطاء، عيب الواحد «هاد» لسانه اربع وعشرين ساعة يشتم ويسب ويطعن على الخرطي!

مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
285.0118
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top