مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

ولا نزال في الانتظار

عزيزة المفرج
2014/08/30   10:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



لصالح الجميع أصبح لزاما الخروج من سياسة (تقسيم الادوار بين الفئات الاجتماعية) المتمثلة بالتكريم الدائم لبعض المواطنين بالمناصب العالية ذات المنافع والمزايا المرتفعة، وكأنها سجلت بأسمائهم، وتدويرهم بينها باستمرار، وتجاهل وتناسي غيرهم على اعتبار ان هؤلاء المنسيين لا خشية منهم ولا خوف، فهم مضمونو الولاء، حكمتهم في الحياة الله لا يغير علينا.
ان هذا الفرض لوجوه بعينها علينا كافة، اما لانتمائها الحزبي لحدس أو للمنبر، أو لجذورها القبلية، واختيارها لشغل الوظائف العليا والمؤثرة في الدولة، وحرمان باقي أبناء الشعب منها، وعدم منحهم الفرصة لإثبات وجودهم، وتجاهل الشباب خاصة المتعلمين وحاملي شهادات الجامعات الأوربية العريقة، واقصائهم لصالح من يقل عنهم علما ومعرفة أمر أصبح مستفزا، ومثيرا للغضب والاستهجان.
هذا التعلّق المرضي بوجوه بعينها منحت الفرصة تلو الأخرى لكي تعمل، ولكنها لم تحسن العمل ليس له عندنا غير تفسير واحد، ان الحكومة مصرة على المضي في طريق الفشل، وأنها مصرة على لفلفة نفسها ببشت المرحوم، والبقاء على طمامه، وأنها غير مهتمة بالانتقادات المستمرة للطريقة العقيمة التي تعمل بها، وتدير بها شؤون الدولة، رافعة شعار اللي مو عاجبه يطق راسه بالطوفة، والباب يوسع جمل.
كتب مواطن طفران تغريدة على حسابه يقول فيها: «عطونا فرصة»، فردت عليه مواطنة طفرانة بتغريدة تقول: «مو معارض ولا عندك قبيلة ولا مناسبهم من وين تييلك فرصة». هذه التغريدة والرد عليها، والانتقادات الأخرى الكثيرة للحكومة من مختلف شرائح المجتمع لطريقة ادارتها للبلد لابد من الانتباه لها، والخطورة كل الخطورة الاستمرار في تجاهلها. أصبح واجبا الآن الوقوف في وجه الفساد الذي امتدت جذوره في كل مكان، وعدم التغاضي عنه، أو تّشجيعه بعدم الاقتصاص من الفاسدين بتغريمهم ورميهم في السجون، والاكتفاء باحالتهم للتقاعد، أو بنقلهم الى وظيفة أخرى لا تقل بريقا عن سابقتها، وتجاهل الشرور الكبيرة التي تأتي من وراء تلك الحلول، وها هي أنظمة كثيرة لم تكن لتنتهي، وتسقط، وتصبح تاريخا لولا الفساد وبلاويه. قد يكون رضا جميع الناس غاية لا تدرك، ولكن ليس مستحيلا ارضاء أغلبيتهم، ولا يتطلب ذلك من الحكومة الا ان تنفض عن نفسها الغبار والأتربة، وتتخلص من جميع عوامل الفشل، وآخرها فشلها في تنفيذ خطة التنمية، وخسارتنا لمليارات الدنانير التي لا نعرف أين ذهبت، والى ماذا انتهت. نحن في الكويت لسنا عاجزين عن ان نحصد النجاح في مختلف المجالات كما يفعل الآخرون خاصة اخوتنا في الخليج، ولا ينقصنا لتحقيق ذلك الا الجدية والحرص أولا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وثانيا التعامل مع الجميع بمسطرتي القانون والعدالة، فهل تعي الحكومة ذلك، وهل تبدأ باتخاذ تلك السياسة، أم لايزال علينا الانتظار أكثر؟!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
682.0073
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top