مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

رحرحة

منير فوكس 3

أسامة غريب
2014/08/23   09:11 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



أكمل حسن مرجان روايته:
أدخلوني على أحد الضباط وفكوا القيود من يدي. هدأ هذا من روعي وطلب لي فنجان قهوة وطلب مني ان أحكي له ما حدث بالضبط دون كذب أو انكار. أقسمت بالله وملائكته وكتبه ورسله أنني نمت مبكراً وصحوت على طرقات رجال الشرطة على الباب. قال: وما علاقتك بالسيدة باتريشيا نزيلة الغرفة 8011؟. قلت في دهشة: باتريشيا؟ أنا لا أعرف أي باتريشيا. قال: من الواضح أنك أُلعبان وتنوي ان تتعبنا.. قال هذا ثم أشار الى أحد رجاله، فتقدم هذا مني وسدد الى صدغي صفعة هائلة. دارت الدنيا بي ثم تهاويت الى الأرض فأتى مجموعة من الرجال وجروني حتى أدخلوني حجرة صغيرة وهناك أروني فنوناً من الصفعات والركلات واللكمات.. ضربوني حتى تغيرت معالم وجهي وعجزت قدماي عن حملي. كنت أصرخ فيهم: بريء والله.. والله العظيم ما أعرف حاجة.. كانوا يتوقفون عن الضرب عندما يتعبون ويبدأون فاصلاً من السباب البذيء ثم يعودون لضربي من جديد.
توقف مرجان قليلاً عن الكلام وتجرع كأساً من النبيذ.. بدا ان استرجاعه لهذه الحكاية القديمة قد أثر فيه فرأيت عينيه تلمعان بالدموع.. والحقيقة ان ما حكاه أثر فيّ أيضاً لكنه أثارني لمعرفة بقية الحكاية. قلت له: وبعد الضرب والتعذيب.. ماذا حدث؟. قال: أعادوني للضابط مرة أخرى لكنه رفض هذه المرة ان يدعوني للجلوس وتركني واقفاً أرتعش من الألم والخوف. نظر نحوي ثم انشغل بأوراق أمامه ظل يطالعها ويكتب أشياء حتى ظننت أنه نسيني. وأكمل مرجان: رفع الضابط رأسه وقال: ها.. عقلت وستحكي لنا الحكاية أم ما زلت بحاجة الى انعاش للذاكرة؟ قلت باكياً: من الواضح ان هناك سوء فهم وأنكم تظنونني شخصاً آخر. قال: أولست أنت ساكن الحجرة 9060؟ قلت: بلى.. هي حجرتي. قال: اذن فأنت الشخص المطلوب.. قل لنا لماذا كنت تراقب غرفة باتريشيا هامر زوجة روجر هامر الدبلوماسي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة؟
- أعرف أنك لن تصدقني ولا أدري ماذا أفعل لكني لم أراقب أحداً ومؤكد أنك تقصد شخصاً آخر.
- لا.. أقصدك أنت.. لقد رآك الحارس مساء أمس وأنت تزيح الستائر بيدك أثناء وقوفك بالحديقة التي تطل عليها حجرتها بالدور الأرضي.. رآك تحملق في السيدة النائمة بالداخل.
- أنا؟
- نعم أنت.. ولقد ظن في البداية أنك صاحب الغرفة وربما تلهو وتمارس الألعاب مع رفيقتك فلم يهتم.. لكنه انتبه الى ان وقفتك صامتاً في الظلام قد طالت.
- أقسم بالله أنك تتحدث عن شخص آخر.
- ثم فوجئ الحارس بسلوكك المنحرف عندما رآك تداعب نفسك بينما عيناك تخترقان الحجرة التي كان ينبعث منها ضوء خافت.
- حسبي الله ونعم الوكيل.. من الواضح أنكم لن تصدقوني وليس عندي المزيد لأقوله.
- يعني لن تعترف؟
- أعترف بماذا؟
- لماذا فكرت في اغتيال زوجة القنصل؟ من الذي حرضك؟ وكم دفعوا لك؟
كنت أتابع حسن مرجان وهو يروي متهدج الأنفاس حواره مع الضابط عندما توقف فجأة ونظر نحوي قائلا: ولعلك تعرف أنه في ذلك الوقت من التسعينيات كانت الجماعات الجهادية قد نشطت في عملياتها الارهابية ضد رموز الدولة وضد السياح الأجانب، وقد دخلت أجهزة الدولة حرباً ضروساً ضد المسلحين من هذه الجماعات. قلت: نعم أعرف هذا وأذكر العملية التي جرت ضد الفوج السياحي بفندق أوروبا بالهرم وكذلك مذبحة الدير البحري بالأقصر وغيرها.
قال حسن: من سوء حظي أنهم ظنوني ارهابياً يتابع زوجة القنصل لارتكاب جريمة بحقها واعتقدوا ان ورائي تنظيماً هو الذي يوجهني. قلت: ولكنك لم تقل لي ما علاقة منير فوكس بهذه الحكاية؟. قال: منير هو أصل الحكاية.
لذت بالصمت وتركته يكمل الحدوتة...
يتبع..

أسامة غريب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1568.007
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top