مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

حديث الساعة

ما يخطر على البال من دروس الاحتلال

أحمد بودستور
2014/08/05   10:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

الحكومة هي التي تساعد على البطالة بسبب فتح الباب على مصراعيه للعمالة الوافدة


قال الشاعر:
إن القلوب إذا تنافر ودّها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «مثل المسلمين في تراحمهم وتوادهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى» وهذا الحديث الشريف ينطبق على اهل الكويت بكل شرائحهم واطيافهم ايام الاحتلال ولعل من اهم دروس الغزو العراقي الغاشم في الثاني من اغسطس سنة 1990 هي الوحدة الوطنية.
ان الوحدة الوطنية ليست مرسوماً أو قانوناً بل هي مشاعر واحاسيس تنبض بها القلوب وتجري في العروق مجرى الدماء ولعل ملحمة بيت القرين تروي قصة الوحدة الوطنية ايام الاحتلال وهي شاهد على المحبة وتآلف القلوب بين المواطنين فلم يكن هناك مكان للتفرقة والكراهية والقبلية والطائفية فقد كان السني والشيعي والحضري والبدوي يقاومون المحتل العراقي في خندق واحد وكانوا يعيشون تحت سقف واحد لأن ما كان يجمعهم هو حب الكويت وصفاء القلوب وصدق النية.
ما أحوجنا اليوم الى تلك المشاعر الجميلة التي سادت ايام الاحتلال ولكنها بادت بعد التحرير ولعل النظام الانتخابي وتوزيع الدوائر كرّس مشاعر الفئوية والقبلية والطائفية فهناك فرز للمناطق السكنية على اساس الطائفة أو القبيلة ولعلي اتفق مع النائب والوزير السابق احمد باقر والذي اختلف معه كثيرا على ان نظام الصوت الواحد من اسباب الخلافات السياسية وحالة الانقسام التي يعيشها المجتمع الكويتي هذه الايام لدرجة الوصول الى التخوين والطعن في الوطنية!!
وكما ذكر النائب والوزير السابق احمد باقر ان نظام العشر دوائر بصوتين هو الافضل وانا اتفق معه في ذلك والتجربة اكبر برهان.
ايضا من الدروس التي تخطر على البال هو منظر الشباب الكويتي وهو يعتمد على نفسه ويقوم بالاعمال التي كانت تقوم بها العمالة الوافدة مثل العمل في المخابز والجمعيات التعاونية وتمديد الكهرباء والادوات الصحية واصلاح السيارات والبنشر لدرجة جمع اكياس القمامة!!.
اليوم للأسف عادت العمالة الوافدة وبعدد اكبر من السابق مما يشكل عبئا كبيرا على الخدمات مثل الطرق والكهرباء والماء والمدارس والمستشفيات والمزعج ان اغلب هذه العمالة هي عمالة هامشية لا يستفيد من وجودها سوى تجار الاقامات!!.
ان الشباب الكويتي اليوم ينتظر في طابور الباحثين عن العمل لمدة سنوات حتى يحصل على وظيفة مريحة في القطاع الحكومي أو يحصل على مكافأة دعم العمالة مقابل الحصول على وظيفة وهمية!!.
وطبعا الحكومة هي التي تساعد على البطالة بين الشباب بسبب فتح الباب على مصراعيه للعمالة الوافدة ووضع العراقيل امام الشباب الراغبين في العمل الخاص وذلك بعدم توفير التمويل والقسائم الصناعية لهم.
دولة الكويت سقطت خلال ساعات وشطبت من الخريطة لأنه ببساطة لم يكن الجيش الكويتي بحالة استنفار وهذا ما ذكره النائب السابق ناصر الدويلة في لقاء معه على قناة «سكوب» وهو كان ضابطا في الجيش في ذلك الوقت وقال لو كان هناك حالة استنفار للجيش لكان بالامكان صد هجوم الجيش العراقي لحين وصول مساعدة من الخارج ولكن كانت هناك تطمينات من الرئيس المصري السابق حسني مبارك وذلك لاعطاء فرصة للمفاوضات بين الوفد الكويتي والوفد العراقي في مدينة جدة في السعودية.
الدرس المستفاد هو ان لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وان يكون هناك استنفار للجيش في حالة الخطر حتى لو كانت هناك تطمينات وان يتم تزويد الجيش بأحدث الاسلحة والمعدات وتطوير سلاح الطيران وشراء احدث الطائرات وان يتم اعادة تطبيق قانون التجنيد الالزامي ولكن بالطريقة التي تطبق في الامارات العربية المتحدة.
ان دولة الكويت باقية بإذن الله وليست دولة مؤقتة كما يروّج البعض، وما تشهده الكويت هذه الايام من ازمات سياسية وصدام بين المعارضة أو الاغلبية والحكومة هي ازمة وتعدي لما تملكه القيادة السياسية من حكمة وحنكة وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

أحمد بودستور
abodstor@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
277.9992
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top