مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

العملة الكويتية الجديدة

أحمد الدواس
2014/08/01   09:29 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تبديل العملة فرصة لتنظيف السوق من الأموال المحرمة وكشف المخبأة في المنازل


في قديم الزمن عندما عاش الانسان حياةً بدائية، لم يكن للنقود وجود فقد كان تبادل السلع يتم بالمقايضة، فاذا أراد شخص ان يبادل فاكهة كالموز مثلاً مقابل البيض فالشخص الأول يبحث هنا وهناك عن شخصٍ آخر لديه بيض، لكن لهذا التعامل عيوبا، فاذا أراد أحدهم ان يبادل دجاجة ببعض اللحم فان صاحب الدجاجة يطلب من صاحب البقرة ان يذبحها حتى يعطيه جزءاً منها، وبالطبع فان مالك البقرة لن يذبح البقرة كلها من أجل ان يعطي صاحب الدجاجة جزءاً منها، وفي ظل مجتمعٍ كهذا يكون التبادل مزعجاً والتجارة بطيئة.
بمرور الزمن اتفق الناس على استعمال وسيط يتبادلونه بينهم، يمكن حمله بسهولة وبالامكان تخزينه بالمنزل، فقرروا مثلاً استخدام «الملح» لأهميته، فيخرج أحدهم حفنةً من الملح، لنقل بحجم كف اليد، ليبادلها بـ2 أو 3 بيضات، لكن الملح كوسيط يذوب في الماء وقد يتلف، فلا يصلح للتبادل، ثم استعملت المجتمعات الانسانية «المحار والقواقع» وغير ذلك، كوسيلة للتبادل بين الأفراد.
وهكذا الى ان اكتشف الانسان ان الذهب والفضة لا يتأثران بالتقلبات المناخية، فتم استخدامهما قبل آلاف السنين كوسيط للتبادل وأيضاً لتخزين القيمة ويمكن حملهما بسهولة، كما أنهما لا يتعرضان للتغيير بمرور الزمن، وقبل مائة عام عندما نشبت الحرب العالمية الأولى، أو في حدود ذلك التاريخ لتسهيل التحليل، لم تمتلك أوروبا كمية كافية من الذهب والفضة، ولما كان لابد من الانفاق على الجنود فكرت أوروبا باصدار الورقة النقدية على ان تتعهد بأن تدفع لحاملها كمية من الذهب ان أراد ان يصرف العملة الورقية في البنك، وتدريجياً اعتاد الناس على هذه العملة كوسيط للتبادل، ولم يذهب بعضهم الى البنوك ليستلموا الذهب بدلاً منها، اطمئناناً وثقة بقيمة الورقة النقدية التي تصدرها الحكومة على شكل نقود.
يُلاحظ ان قطع الذهب والفضة مستديرة الشكل وبها «خطوط»، وحتى وقتنا الحاضر نجد ان قطعة الـ100 فلس الكويتية مثلاً بها هذه الخطوط التي يشعر بها الانسان اذا لمس أطراف القطعة، لماذا؟ يعزى السبب الى ان بعض الناس في الزمن القديم كان يقطع جزءاً صغيراً للغاية من السطح المستدير لعملة الذهب أو الفضة وأخذ يجمع هذه القطع متناهية الصغر لتتكون لديه كمية من الذهب أو الفضة، أي أنه في الواقع سارق أو لص، فقررت الدولة آنذاك اضفاء الخطوط عليها.
وفي يوم الأحد 29 يونيو 2014 تم التعامل بورقة نقدية كويتية جديدة أصدرها بنك الكويت المركزي، هي الاصدار السادس لأوراق النقد الكويتي، وهذا التبديل للعملة له بعض الفوائد، فمن المعروف ان هناك أموالاً غير مشروعة يحصل عليها من يتاجر بالمخدرات، سواء تحدثنا عن بلدنا أو أي بلدٍ آخر، فتاجر المخدرات عادة ما تكون لديه بضعة آلاف من نقد البلد، فاذا كان التاجر موجوداً في الكويت فان قرار الحكومة بتبديل العملة يجعله يهرع نحو البنك لاستبدالها بالعملة الجديدة، وهنا سيُفتضح أمره، فالبنك والجهات الرقابية سوف تسأله عن مصدر الأموال، وهناك أيضاً من المواطنين من يجمع المال في بيته فيضطر عند تغيير العملة الى مراجعة البنك لتبديلها، فكيف يتصرف البنك مع مواطن يأتيه بكيسٍ من النقود به مبلغ 3000 دينار أو ما يزيد على ذلك، هنا يتعامل البنك مع كل حالة وفق مبدأ معرفة العميل، وهناك قواعد رقابية يلتزم بها موظفو البنك بدقة لتحديد ما اذا كان الايداع يستدعي الريبة أم لا.
وهكذا فان تبديل العملة في أي دولة فرصة لتنظيف السوق من الأموال المحرمة وكشف الثروات الناجمة عن أنشطةٍ غير مشروعة، وكشف الأموال المخبأة في المنازل، وهو اجراء يضيق الخناق على تجار المخدرات بما لديهم من أموال اكتسبوها بطريق غير شرعي، ويجعلهم يهرعون نحو البنوك لاستبدالها فيتعرضون للمساءلة والتصريح عن مصدرها، والا فان أموالهم ستصبح غير صالحة للتداول قريباً.

أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
271.0142
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top