مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

هل انتهى الاعتدال العربي؟

د.شملان يوسف العيسى
2014/07/20   07:47 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

دول الخليج ركزت أكثر من اللازم على البعد الأمني في محاربة الإرهاب وأهملت البعد الثقافي


تواجه دول الاعتدال والوسطية العربية وهي مصر والاردن والمغرب ودول الخليج العربية معضلة جديدة تتمثل في ازدياد التطرف والعنف والارهاب بين شريحة الشباب في هذه الدول خصوصا بعد الاحداث الدموية المؤسفة في كل من سورية والعراق وليبيا واليمن والسودان وغيرها.. كما ان الاعتداء الصهيوني الغاشم على غزة وجرائم القتل والتشريد والدمار لكل شيء في غزة يضع دول الاعتدال العربية في موقف حرج تجاه شعوبها والرأي العام العربي الغاضب من عدم تدخل العرب لانقاذ اخوتهم في فلسطين.
دول الاعتدال العربي مواقفها هي رفض العنف والقتل والتطرف من كل الجماعات الجهادية الدينية مثل القاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وغيرهم لان هذه الجماعات تحمل افكارا متعصبة ولا يؤمنون بالحوار ولغة التفهم والعقل وكل همهم هو القتل والدمار وتخريب كل ما هو حضاري أو انساني، هؤلاء التكفيريون الجهاديون اساؤوا للاسلام والمسلمين وشوهوا صورته في كل ارجاء المعمورة.
السؤال كيف يمكن التعامل مع هذه الجماعات الاسلامية المتصرفة؟ وخصوصا ان الشباب العربي اصبح وقودا لهذه الجماعات؟ هل يكفي ان تتخذ هذه الدول المواقف المعروفة باطلاق بيانات الادانة والرفض واتخاذ خطوات امنية احترازية وتوجيه الائمة في المساجد لاتخاذ مواقف تبرز الوجه الحضاري للاسلام.. رغم اعتدال هذه الدول وموقفها الواضحة ضد الارهاب والارهابيين الا ان قطاعا لا يستهان به من شباب هذه الدول ينخرطون في العمل الجهادي في كل من سورية والعراق واليمن وربما ليبيا مستقبلا.
لماذا لا يلتزم هؤلاء الشباب بفكر ووجهة نظر حكوماتهم؟ هناك اسباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.. لكن يمكن القول ان دول الخليج العربية ركزت اكثر من اللازم على البعد الامني للارهاب واهملت البعد الثقافي في محاربة الارهاب.. ونقصد بالبعد الثقافي.. التعليم والاعلام والمساجد واهمال الفن والموسيقى والمسرح والسينما والفنون بكل ابعادها، لذلك اصبحت بلداننا حاضنة طبيعية للتطرف والارهاب، هل يعقل ان تجد شبابا مرفها يعيش في دول ريعية نفطية توفر له كل وسائل الراحة والامن والامان يفضل الذهاب للقتال في سورية والعراق واليمن، فهؤلاء الشباب يؤمنون بأن دولة داعش الاسلامية هي دولة الخلاف القادمة وان على شباب العرب والخليج التوجه الى هذه الدول لنصرة العمل الاسلامي وغاب عن نظر هؤلاء الشباب المتطرف هجرة ورحيل اكثر من مليون عراقي وسوري بعيدا عن دولة داعش الارهابية بحثا عن الامن والامان.
كيف يمكن معالجة هذه الاشكالية؟.. فالاحصائيات الرسمية وغير الرسمية تشير الى انخراط الشباب المغربي في العمل الجهادي فوزير الداخلية المغربي صرح لجريدة «الشرق الاوسط» الاربعاء 16 يوليو الحالي بأنه يوجد 1122 جهاديا مغربيا في سورية وقدر عدد من ذهبوا من اوروبا للقتال في سورية والعراق ما بين 1500 – 2000 مقاتل واكد بان اكثر من 200 جهادي قتلوا هناك.. هل لدى دول الخليج احصائيات وارقام عن عدد الجهاديين في دول الاضطراب العربي؟ الارقام التي نشرتها الصحافة الغربية تشير الى وجود اكثر من 20.000 جهادي سعودي و700 جهادي كويتي في كل من سورية والعراق.
ما هو مستقبل منطقتنا اذا تمزق العراق؟ ورفض المالكي الابتعاد عن رئاسة الوزارة للمرة الثالثة؟ كل التقارير تشير الى توقع حروب اهلية في العراق وبدء مرحلة مضطربة ليس في العراق.. بل في الوطن العربي كله.
دول الجوار العربي وهي تركيا وايران واسرائيل بدأت تتحكم بمصيرنا.. فتركيا تؤيد استقلال الاكراد وتدعم الاخوان المسلمين وايران تدعم ثوار حماس في غزة واصبح لها نفوذ وقوة في العراق وسورية ولبنان والآن فلسطين، اما استمرار اسرائيل في حربها التوسعية.. تعني نهاية الدولة الفلسطينية والحلول السلمية ودخول المنطقة كلها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
289.0084
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top