

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 06:10 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

تحية وتهنئة

د.يعقوب يوسف الغنيم

2014/07/10

08:58 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

من الرجال الذين لا ينبغي أن ننساهم لما يتميزون به من العلم والفضل رجل كريم من أبناء مصر هو الأستاذ الدكتور محمد صفي الدين ابو العز، وهو الآن استاذ متفرغ بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ورئيس الجمعية الجغرافية المصرية، ولد في سنة 1929م وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1948م، ثم ابتعث الى بريطانيا حيث حصل على دكتوراه الفلسفة في العلوم البحتة (الجغرافيا) من جامعة دورهام سنة 1953م. وعاد الى وطنه لكي يتدرج في الوظائف العلمية، وكان من ضمن هذه الوظائف انه كان استاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة الكويت منذ سنة 1966م حتى سنة 1967م وبعدها تم اختياره وزيرا للشباب في الحكومة المصرية وبقي في هذا المنصب منذ سنة 1968م حتى سنة 1971م، كان عمله في منصبه هذا عملا يشهد له الجميع، فقد قام بكل ما يتطلبه وجوده على رأس وزارة تعنى بشؤون الشباب.
والى جانب النشاط الوظيفي الواسع فانه لم يتأخر عن القيام بما يتطلبه منه القيام به من جهود في هذا المجال، فهو عضو في كثير من المجالس العلمية، وكثير آخر من الروابط العلمية وهو بالاضافة الى عمله بالتدريس عضو في مجلس ادارة الجمعية الجغرافية المصرية منذ سنة 1957م الى يومنا هذا، وهو – ايضا – عضو في روابط الجغرافيين الامريكيين، وروابط الجغرافيين البريطانيين، ولو اردنا إحصاء مجالات الانشطة الاكاديمية التي اسهم بها لوجدنا انفسنا وقد أسرعنا الخطا خلفه نتلقف أخبار ما صنعه طوال السنين لنجد ان كل ما عمله جدير بالتقدير، ولنجد ان المجال لا يفي بذكر كل شيء عنه، هذا ونحن حتى الآن لم نتطرق الى مؤلفاته القيمة، ولا اسهاماته في اقامة الندوات العلمية ومتابعته لطلابه من دارسي المرحلة العليا في الجامعة، ولقد كان من هؤلاء الطلاب النابهين أخي الاستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم الذي تلقى العلم على يديه في جامعة القاهرة، ثم كان دارسا على يديه في دراسته العليا حتى نال شهادة الدكتوراه، وقد أعجب الأخ كثيرا بهذا الاستاذ وهو يستحق الاعجاب – فعلا – فاستمرت صلته به الى يومنا هذا، وألف عنه كتابا فيما تحدث فيه عن ملامح من شخصيته ومنهجه العلمي.
أذكر الاستاذ الدكتور صفي الدين ابو العز الاستاذ العالم الذي كان احد اساتذة جامعة الكويت كما مر بنا آنفا، وأذكره في زياراته المتعددة الى هذه البلاد التي تحبه ويحبه أهلها، فكنت ألتقي به وأخويَّ د.مرزوق ود.عبدالله، مع بعض الأصحاب فنسعد بوجوده معنا، وعندما يعود الى وطنه فانه يحرص على الاتصال بجميع معارفه هنا ويكتب الرسائل كما لا ينسى التهنئة بالمناسبات.
نهض الاستاذ الدكتور صفي الدين ابو العز الى القيام بما يراه واجبا تجاه الكويت منذ اللحظة التي سمع بها عن العدوان العراقي في صيف سنة 1990م، وكان كثير السؤال والاتصال بالسفارة الكويتية بالقاهرة من اجل ذلك، وقد ذكر عنه اخي الدكتور عبدالله انه لقيه في ذلك الوقت، وقال في كتابه الذي اشرنا اليه:
«وقد اتفقت معه على تشكيل فريق عمل لإعداد كتاب يتناول بشكل موضوعي ابعاد الازمة العراقية الكويتية، والوضعية التاريخية للكويت منذ نشأتها، وعلاقاتها بالدولة العثمانية، ثم علاقاتها بالعراق الملكي والجمهوري، واخيرا المقومات القانونية لوضع الكويت بصفتها دولة لها كيانها المتميز».
وبناء على ذلك، فقد تولى الدكتور صفي اختيار فريق علمي متخصص ضم عددا من العلماء كانوا قد شاركوا في مسألة تحكيم منطقة طابا المصرية، بالإضافة الى عدد من الباحثين الكويتيين الذين تطوعوا لهذا العمل الوطني المهم، وقد أدى ذلك الى صدور كتاب: «الكويت وجوداً وحدوداً» باللغة العربية والانجليزية والفرنسية، وقد كان جهد الدكتور صفي الدين ابو العز واضحاً في الوصول الى هذه النتيجة، وهو الذي تابع تحرير هذا الكتاب واختار له هذا العنوان المميز، فاكتسب الكتاب النجاح الواسع مما جعله مرجعا علميا مهما موثوقا به فيما يخص هذه الأزمة الكبيرة. وقد طُبع منه اكثر من مائتي ألف نسخة في اللغات الثلاث. ووزع في كل مكان. وهكذا تفاعل الأستاذ الدكتور صفي الدين أبوالعز مع مأساة الغزو العراقي للكويت، وقام بعمل يحسب له عندما قاد الحملة التي أنجزت كتاب: «الكويت وجوداً وحدوداً».
وبعد، فإنني مدين لهذا الرجل بالكثير، ومعجب جدا بما يتميز به من علم وخلق. أما أنني مدين له فإنه رجل كريم تأبى نفسه إلا ان يبعث لي برسائل التهنئة بالمناسبات المختلفة، وكنت على عكس ذلك لا أقابله بهذا الود الذي أكتمه في نفسي ولا يعبر عن قلمي، ولكنني الآن ارجو منه أن يتقبل مني هذه الأبيات:
يا صاحب العلم والأخلاق والشرفِ
أصفيت ودك كل الناس في سَرفِ
أثنت عليك قلوب أنت ساكنها
ودَبَحت ذكرك الأقلام في الصحفِ
وأنت أفضل موصوف بعارفه
وليس مثلك أن نبحث بِمتصفِ
أسهمت في عمل يشقى الرجل به
إذ كنت – دوما – لبذل الجهد في شغف
تدنو إلى كل إشكال فتجعله
سهلا كزهر الربا زاهٍ لمقتطفِ
كأنه بعد ما أبديت من عمل
قد لامسته – بلطف – كف محترف
تجلو لنا كل حين مظهراً عجباً
مما تصوغ كمرآى الروضة الأُنُف
تمضي الحياة فلا نلقى سواك بنا
يحنو ويرعى، وفي كل الشؤون يفي
فذاك ما ملأ الأرواح من مِقَةٍ
وكيف ننسى كريما بالجميع حفي
يهنيك ما أعلنته الناس قاطبة
من كل شهم بفضل منك معترف
أعمال فكرك لازالت لنا علما
ما بين مؤتلف منها ومختلف
دامت لك الحسنات الغر ما طلعت
شمس وما ازدان وجه البدر من كلفِ
ما كان ذكرك إذ يعلو وليد هوى
أو كان ناتج ما تأتيه بالصدفِ
قالوا – ذهولا – من المعطاء قلت لهم
ليس الذي قد ذكرتم صُنعه بخفي
فأنت إن سألتم عنه أخبركم
بكل ما يقتضيه الصدق ذلك صفي
٭٭٭
يا راعي العلم ما زلنا على أمل
بأن تُفيض علينا أفضل الطُرف
وقفت بين جماعات الدروس ضُحىٍ
ما بين مغترف منها ومرتشف
وأبدعت كفك البيضاء ناصعة
أسفار علم تُواليها فلم تقف
في كل يوم نرى بحثا نُسر به
حتى عَدَدْناه فينا أجمل التحف
٭٭٭
يا راعي العلم في أرض الكنانة قد
جاء البشير ليُجلي حالك السدفِ
العيد أقبل فلتغتنم بشاشته
فقد تبدى على أحوال منكشف
واملأ – كما شئت – هذا الكون من فرح
فالسعد لاح، ومن رام الفلاح كُفي
واقبلت مصر في ثوب تتيه به
وانزاح عنها الذي يودي إلى التلف
أعيت فعالك من جاراك مجتهدا
حتى توارى على استخذاء مقترف
ذكرتنا علماء الأمس في دأب
ما كان فعلك إلا صورة السلف
أنت الذي صغت للآداب زينتها
وما تزال تواليها إلى الخَلَفِ
لك التحية تترى لا نفاد لها
وعشت في كل حين دُرة الصَدفِ

د. يعقوب يوسف الغنيم

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

357.0103


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة