مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

على المحك

«حوار وطني عاجل»

عبدالرحمن المسفر
2014/07/06   08:07 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

إن وضعنا التخوين والتحريض نصب أعيننا فلن يكون حصادنا إلا الشوك


«العقل والحكمة وسيلتا الشعوب المتحضرة لاخماد الفتن العاصفة» - من وحي المنطق - ثلاث صور يجب ألا تغيب عن الشعب الكويتي ونحن نكتوي هذه الأيام بنيران محنة ملتهبة تفجرت من النفوس منطلقة الى الشوارع والميادين العامة، الأولى صورة التفاف الكويتيين بمختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية حول قيادتهم الشرعية في مؤتمر جدة الشعبي ابان الغزو العراقي للكويت، والثانية صمود من تبقى من أبناء الكويت داخل وطنهم في وجه الاحتلال الغاشم وتوحدهم في الدفاع عن الأرض والعرض ومكتسبات الوطن، والثالثة فرحة تحرير الكويت من براثن الغزاة وتعاهد الكويتيين كافة - في حماس منقطع النظير - على تعمير ما دمرته آلة العدوان والمحافظة على وطنهم من الضياع.
وكل ذلك يعني ان علاقة مؤسسة الحكم بالشعب _ تاريخيا وواقعيا_ هي علاقة مبنية على التراضي والتوافق والتواصل والحوار الدائم، ولذا ينبغي ان نعيد قراءة تاريخنا جيدا، ونسارع فورا الى عقد حوار وطني شمولي، يعيد للدولة توازنها ويصون مؤسساتها من الانهيار والعبث، ويجدد الثقة بالسلطات العامة، ويقطع الطريق على المتربصين ومثيري الفتن ومريضي العقول والضمائر.
معالجة الأخطاء بأخطاء من شأنها ان تفاقم الأزمة الراهنة، وتبادل الاتهامات والملامات لن يسفر الا عن تأجيج لغة التحدي، واستعراض القوة أو المبالغة في استعمالها لن يزيد المشهد الا تعقيدا...والحل الأمثل هو تغيير الخطاب والنهج معا، فالعقول الهائجة تحتاج الى من يستوعبها ثم يحاورها، والأصوات الصائحة تريد من يسمع أنينها، وفي أذهان الناس تحتشد تراكمات لابد من فهمها، كي نتمكن من تفسير سلوكهم وفك «شفرة» قناعاتهم.
القنابل الدخانية والرصاص المطاطي يفرقان الجموع، ولكنهما يخلقان قضية مصيرية ويوحدان أهداف المستهدفين، ويزيدان المناصرين، فالكلمة تقاومها الكلمة وليس فوهة البندقية، والسلوك المضطرب يردعه قانون صارم يمتثل له الجميع، والهيبة تترسخ صورتها في بيئة لا يميل فيها ميزان العدالة، ولا يتمايز فيها الناس بحسب سطوتهم ونفوذهم وأموالهم، والنار كما قالت العرب تأتي من مستصغر الشرر، فان لم نحثُ عليها التراب في مهدها، أصبحت بركانا متلظيا يأكل الأخضر واليابس، ولنا في ثورات الربيع العربي ألف عبرة وموعظة.
ان لجأنا الى الماضي ونبشناه فلن نجني الا جراحات السنين، وان وضعنا التخوين والتحريض والثأر نصب أعيننا، فلن يكون حصادنا الا الشوك والألم، فحب الأوطان وسلامتها يقتضيان التسامح والتصالح، وفي سبيل وحدة الصف وبقاء الألفة وصفاء العيش يجب ان يلتقي المتخاصمون والمختلفون في وجهات النظر على طاولة الوطن، ينزعون رداء المصالح ويبحثون عن نقاط الالتقاء ويتذكرون ان المركب سيغرق بمن فيه اذا غاب العقل وسادت روح التعصب والانتقام.
ضربنا أروع الأمثلة في التضحية فداء للكويت، وقاوم أحرارنا وحرائرنا بطش المحتل، وأثبتنا للغازي الغاشم أننا جسد واحد لا فرق بين مكوناته، فهل نجعل حبل الحكمة ينفلت من بين أيدينا؟! هل سنتفرج على تمزقنا ودمارنا؟! أين هم عقلاء الوطن؟! أليس هذا وقتهم؟! أليست الدعوة الى صوت الحكمة تشكل مطلبا وطنيا ملحا؟! أين هم رسل الهدى من رجالات الكويت المخلصين؟! أليس هذا يومهم؟!
أخيرا: الحوار الوطني المسؤول وحده هو ما يقرب بين العقول والقلوب....اللهم احفظ وطننا الغالي من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


عبدالرحمن المسفر
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2271.9988
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top