مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

مفطح في المدرسة؟.. درس كامل الدسم

خلف الدواي
2014/05/29   12:13 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



زعمت مصادر تربوية أن تحقيقاً سوف يتم بشأن مقطع الفيديو الذي انتشر أمس لطالب في احدى المدارس الابتدائية احتفل مع زملائه بانتهاء العام الدراسي بجمعهم الى وليمة «مفطح»، وفي ذلك فإن ثمة أسئلة تستوجب الطرح عن التناقضات التي يضع قياديو التربية وزارتهم فيها من خلال تعاملهم ضمن الاطار العام للعمل الحكومي على طريقة ردود الأفعال.
فما هي الجريمة التي ارتكبت في ذلك المشهد الجميل والرائع بل الدرس العملي الذي يفوح منه عبق الأصالة المجتمعية ولم تدفع فيه الوزارة دينارا واحدا؟ فلو راجع مسؤولو الوزارة الأنشطة التربوية التي يفتتحونها في كل أسبوع بمختلف المراحل الدراسية لوجدوا انها دائما ما تختار التراث لتلبس عباءته في احتفالاتها.. أطفال بدشاديش وغتر وأنواع العقل من المرعز الى المقصب، والبشت، والسديري.. وللبنات البخنق والمسرح والدراعة والعباءة والبوشية من ملابس النساء في زمن الأصالة والكرم.
أيضا لا تكاد تخلو مدرسة من لوحات تجسد الماضي من الأدوات المنزلية التي تدل على كرم الأولين في مجتمعاتنا من القدور الكبيرة ودِلال القهوة اضافة الى لوحات جدارية للديوانية ومضيف بيت الشعر بما لها من رمزية الكرم.
وكل ذلك موجود أيضا في كتب مادة التربية الوطنية التي تتطرق في بعض فصولها للعادات والتقاليد التي لا نذكرها الا ونذكر معها الكرم والتكاتف ممثلا بالحرص على التواصل و«الجمعات».
فيا قيادات «التربية» ان اصحاب العقل والبشوت والسديري الذين تعرّف وزارتكم الأبناء اليوم بتاريخهم واداتهم هم من كانوا يفرحون باجتماع أهل «الفريج» في الحاضرة.. وأهل «المقطان» في البادية على ولائم قوامها «المفطح» كما قام بذلك الطالب النجيب لزملائه.
كذلك البوشية والعباءة اللتين خصصتموهما للرقص فقط..كانت تلبسها نساء الرعيل الاول من بدو وحاضرة ولم تكن منهن من تعتمد على خادمة..او يطلب زوجها عشاء ضيوفه «ديلفري» بل كانت هي من توقد النار وتعد الوليمة لضيوفه وتقدمها «مفطح».. وما اكبر فرحها اذا ما سار ابنها على نهج ابيه في جمع اصحابه على وليمة في دارها، وهو ما قامت به مديرة المدرسة مع أبنائها الطلبة في مقطع الدرس الاصيل.
إذن نحن في ذلك المشهد الجميل بابتسامات الأطفال حول صحن «المفطح» أمام درس عملي كامل الدسم وعالي القيمة الغذائية لعقول الابناء لم يقطع يوم عمل كما هي ولائم الفطائر في كثير من مكاتبكم فتعطل مصالح الناس.. ولم تقدم فيها وجبات متعفنة او معلبات منتهية الصلاحية كتلك التي تبيعها بعض ادارات المدارس في الايام المفتوحة..
ولأن صفوف المدارس تجمع كل الملل والنحل، اجزم بأن صحن المفطح الذي قدمه الطالب النجيب لزملائه التف حوله اطفال من مختلف شرائح المجتمع..
فللطالب صاحب الوليمة نقول: كثر الله خيرك.. ولمديرة المدرسة نقول «كفو وبنت رجال».. ولإخوانه الطلبة نقول عوافي الله لا يفرقكم.. بدو وحضر سنة وشيعة.

من الدرس

مع نهاية الوليمة تردد صوت سيدة فاضلة كانت تجلس مع أبنائها الطلبة على الصحن تراقبهم ولم تمد يدها للأكل معهم.. وبانتهائهم كان صوتها واضحا تقول للطفل صاحب الوليمة «على عرسك».. وهذه دعوة كانت يدعى بها لمن يولم لأصحابه وهو غير متزوج.. وهي ايضا قيمة تضاف الى الدرس العملي تعلم أطفالنا ما يقولون في مثل هذه المناسبات.. فأفضل الله عليك أيتها المعلمة الفاضلة بمديد العمر لتحضري زفاف ابنك الطالب وتذكريه بدعوتك له.


خلف الدواي
Klf_dy@alwatan.com.kw
انستغرام/تويتر @klfdy
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.9998
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top