مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

واشنطن وسوء التقدير الإستراتيجي

عبدالله الهدلق
2014/05/19   09:15 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط التي شملت إسرائيل والمملكة العربية السعودية والأردن، والتي تعد الثالثة له منذ أن أصبح وزيراً للدفاع الأمريكي، التقى «تشاك هيغل» في محطته الأولى الرئيس الإسرائيلي «شيمون بيريز» ورئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، وبحث معهما قضايا الأمن الإقليمية والأمن الثنائي بما في ذلك التعاون الإسرائيلي في مجال الدفاعات الصاروخية، كما شارك في اجتماع وزراء الدفاع الأمريكي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي في «جدة» الذي يعتبر الأول منذ عام (2008).
واختلف الطرفان الأمريكي والخليجي حول تحديد معنى الشراكة الاستراتيجية بعد أن طرح «هيغل» قضايا الملفين الفارسي «الإيراني»، والسوري والشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، ولم يخرج الوزير الأمريكي عن سياسة سيده في البيت الأبيض حول تلك الملفات التي يماطل في حلها حتى نهاية فترة حكمه في يناير (2015)، كما أن إدارة «أوباما» قد غضت النظر عن ممارسات رئيس النظام البعثي بشار الأسد الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري أكثر من (80) مرة منذ توقيعه على اتفاق التخلص من مخزونه الكيماوي.
وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي قد حدد في حوار المنامة في العام (2013) ثلاثة محددات تحكم سياسة واشنطن في منطقة الخليج العربي هي:
< الإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي وفقاً لاتفاقيات الشراكة الدبلوماسية والعسكرية.
< تطوير وتحسين الأداء العام للقوات العسكرية لدول الخليج العربي.
< عدم استبعاد الخيار العسكري للتصدي للبرنامج النووي العسكري الفارسي بعد أولوية الدبلوماسية لمجابهة مصادر تهديد أمن المنطقة.
على الرغم من كل ذلك فقد أدركت دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية سوء التقدير الاستراتيجي لواشنطن، فاستبقت زيارة «هيغل» للمنطقة بمناورات «سيف عبدالله» السعودية التي تعد الأكبر في تاريخ المنطقة حيث شارك فيها (130) ألف مقاتل بحضور دول الخليج العربي ومصر والأردن والمغرب وباكستان، وبعثت تلك المناورات برسالة واضحة مفادها:
< تحالفات دول الخليج العربي مع باكستان والصين تجعل دول الخليج العربي في حالة استعداد وتأهب وجاهزية للتصدي للتهديدات الفارسية «الإيرانية» ومجابهتها والتعامل مع وكلاء وحلفاء ايران بندية تامة.
< الاستعداد للصراع النووي الإيراني القادم بتطوير صواريخ (DF – 3) الجيل الجديد من الصواريخ الصينية القادرة على حمل رؤوس نووية متحدين بذلك الاتفاق النووي الأمريكي/الإيراني.

دور الإعلام في ظل الأحداث المتسارعة

طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء البحرينية فقد أكدت وزيرة الإعلام البحرينية «سميرة رجب» أن وتيرة الأحداث الأخيرة المتسارعة التي شهدتها منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط أوجبت إعادة النظر والتفكير في مجال الإعلام والاتصال ومهامهما ووظائفهما وفي علاقة المجتمع ودوره الجديد على مستوى التأثيرات الداخلية والعلاقات الدولية، وجاءت تأكيدات الوزيرة في كلمة ألقتها بمناسبة احتفالية مملكة البحرين بمرور (75) عاماً على صدور أول صحيفة نظمتها هيئة شؤون الإعلام البحرينية.
وأوضحت الوزيرة أن الإعلام بات يستخدم كأداة إضافية من بين أدوات التأثير اللاأخلاقي في إطار صراعات وحروب غير معلنة على المستويين الإقليمي والدولي، وتعمل وسائل الإعلام الدولية بإمكانيات ضخمة تجعل من الصعوبة على بعض الدول التفريق بسهولة بين الإعلام الموجه من جهة وحق الشعوب من جهة أخرى في الحصول على الأخبار والمعلومات والتعبير وإبداء الرأي، مما يشكل نوعاً من الفوضى الجديدة التي يصعب تنظيمها في غياب التشريعات اللازمة في معظم دول العالم.
وحول تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع بين التوجيه والتحليل والتوعية والتثقيف يقول «محمد طلعت طايع» الصحافي بالأهرام المسائي ورويترز للأخبار: «لوسائل الإعلام التقليدية والحديثة تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد والمجتمع، وتشكيل رؤيتهما تجاه قضايا مجتمعية والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حولها، ويؤكد عدد كبير من علماء الإعلام والاتصال أن الدول والأنظمة السياسية تسعى للهيمنة على وسائل الإعلام ليبث من خلالها أفكاراً واتجاهات بغرض التأثير على الجمهور لصالح النظام السياسي وخلق حالة من الانقسام بين المواطنين تجاه قضايا معينة».
ومن هذا المنطلق تحاول بلاد فارس «إيران» إقناع بعض السذج أنها ندٌّ ومعادلٌ استراتيجي لأمريكا، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فبين البلدين بون شاسع وأزمنة وأجيال وإمكانات هائلة لأن إيران تعتبر في العرف الاقتصادي والتقني ضمن العالم الثالث أو النامي، بينما أمريكا سيدة العالم الأول، لذا فإن الفرقعة السياسية والدعائية والتهديد بالقوة الفارسية لا تعدو كونها مزحة ثقيلة، واختياراً ساذجاً لردة الفعل عند الخصم الأقوى.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
385.0104
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top