

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 09:56 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

أغلوطات الأشاعرة فيما ينسبونه لأهل السنة والجماعة (3)

فرج المرجي

2014/05/18

09:03 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد:
فما زلتُ أُتابع معك - أخي القارئ الكريم - بعض الأغلوطات التي ينسبها الأشاعرة لأهل السنة والجماعة، لتقف أيها القارئ المنصف، على شناعة غلطهم، وشدة ظلمهم في قولهم ان الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، اذ لو كانوا كذلك، لما أكثروا التهم والتدليس والتجاهل لِما قرره أئمة أهل السنة والجماعة، الذين هم أئمة الاسلام - كمالك والشافعي وأحمد والسفيانين، والأوزاعي وحماد وغيرهم، من أعلام المسلمين الذين سطروا للاسلام والمسلمين، ما يسيرون عليه، منهاجاً وديناً، مما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فقد أوجبوا على الأمة ان يكون أخذهم واعتمادهم، في تلقي الدّين، ومعرفة أحكام رب العالمين، من القرآن والسنة، اللذين هما وحي الله {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} (فصلت).
فلا للعقل، ولا لجدال أهل الكلام، بل للسمع - الذي هو القرآن والسنة - انقادوا وسلَّموا، ولذلك أسلموا وسَلِموا، فلله تعالى الحمد والمنة - وحده لا شريك له.
أما الأشاعرة فقد قدموا العقل على النقل عند ظاهر التعارض - وصرحوا بذلك في كتب أئمتهم - كالسنوسي في شرح الكبرى، والجويني في الشامل والرازي في تقديسه - وسار على ذلك تلامذتهم - فلا أدري! بأي عقل سيعتمدون؟ ومن خالفهم! هل سيكون من عقلاء؟ وانا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.
ومما يَنقُله الأشاعرة، ويتناقلونه فيما بينهم، ليتهموا به أهل السنة والجماعة - وهم برآء منه - ان أهل السنة والجماعة - أتباع سلف الأمة - ممثلة!؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ويقصدون بذلك التخويف من اتِّباعِهم، والتنفير لأتْباعهم.
فأولاً: ما التمثيل؟
ثانياً: من الممثلة؟
فالتمثيل هو جعل مثال لأي شيء تصفه.
وأما الممثلة، فهم فرقة تنتسب للاسلام تقول ان صفات الله تماثل صفات المخلوقين - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - فلا يعقلون من صفة الغضب لله - التي وردت في القرآن - الا كغضب المخلوقين، وعَجَبُ الله الا كعجب المخلوقين، ومحبة الله الا كمحبة المخلوقين، وغيرها من الصفات الذاتية أو الفعلية.
وهذا القول لا شك ببطلانه، وبُعد صاحبه عن الحق والصواب، لأنه لا يحوز تمثيل صفات الخالق الكامل - جل وعلا - بصفات المخلوق الناقص، وقد قال الله تعالى {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ان اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)} (النحل)، وقال تعالى {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (الاخلاص)، وأبلغ من ذلك وأخص، قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: 11)، بل ان أهل السنة والجماعة أكثر الناس نصيحة لهؤلاء الممثلة، وأشدهم مقالاً في التنفير من مذهبهم وقولهم، وأبلغهم هتكاً لأستارهم، وربما أشكل واشتبه على الأشاعرة، ان مذهب أهل السنة والجماعة اثبات صفات الله، كما جاءت في القرآن والسنة، ولكنهم جهلوا أو تجاهلوا، أو خفي عليهم، أن اثبات أهل السنة والجماعة، لصفات الله تعالى، على ما رسمه لهم أئمة الاسلام، مستنبطينه من القرآن، من غير تعطيل ولا تمثيل، ومن غير تكييف ولا تأويل، على حد قول الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} (الشورى)، فنفى الله تعالى المماثلة لصفاته، وأثبت الصفات اللائقة به، فأهل السنة والجماعة يثبتون معنى الصفة، ولا يمثلونها، ولا يكيفونها، لأن هذا حد ما أخبرهم الله به وعلموه من كلامه {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (الطلاق: 1)، ومن أراد تقريب ذلك لفهمه، فلينظر الى صفة الذات لله تعالى، فالكل يثبتها معنىً، ولا يثبت لها كيفية، ويقول انها لا تماثل ذوات المخلوقين، وذلك للفرق بين ذات الخالق، وذات المخلوق، ولأنه تعالى أخبرنا عن ذاته، ولم يخبرنا عن كيفيتها، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فأبعد عن فكرك العلل العقلية، والمقدمات الفلسفية والمنطقية، يسلم لك دينك الذي تعبدك الله بوحيه.
وللكلام بقية لايضاح الأغلوطات وبيان الحق الذي يجب اتباعه.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه فرج المرجي

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

380.0058


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة