

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 02:52 توقيت الصلاة العصر 14:57

مقالات

A A A A A

كورونا السعودي.. تمام يا فندم!!

خلف الدواي

2014/05/12

10:13 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

الأمر لم يجد شخصاً يعي حجم هذه المسؤولية التي تتجاوز حدود بلاده

كورونا.. ابن الخفاش من الناقة.. ام البعير من انثى الخفاش.. هو فايروس لم يقاومه احد من المصابين به كما قاوم حقيقة انتشاره وزير الصحة السعودي «المقال» د.عبدالله الربيعة».. لكن الفايرس انتصر!
من هنا اكتب هذا المقال كمواطن سعودي لا صحافي فقط في صحيفة «الوطن».. فحتى ماقبل اقالته بيومين وتحديدا بتاريخ 20 ابريل الماضي اعلن الوزير الربيعة ان اجمالي عدد الاصابات المسجلة في المملكة هو244 حالة منذ سبتمبر من العام قبل الماضي 2012.
اما الوفيات فلم يشأ الوزير المقال ان يتحدث عنها سوى بتأكيده انخفاض نسبة الوفيات من %60 الى %32.. ولكن احصائية صادرة عن وزارته نشرت يوم اقالته اوضحت ان عدد المتوفين بفايروس كورونا بلغ 81 ضحية خلال نفس الفترة أي سنة وسبعة اشهر.
د.الربيعة اسهب في بيانه الاخير واجتهد في نسج جمل التطمينات بعد ان عجت وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل اليوم الاعلام الاقوى في ظل وجود اعلام حكومي حتى النخاع.. وزعم حينها ان الاصابات بدأت تقل لكنه لم يكن اقوى من تأكيدات الاعلام الاجتماعي على انتشار المرض باكثر مما تعلنه وزارته.
ومنذ اليوم التالي لاقالة الربيعة واسناد وزارة الصحة الى وزير العمل عادل فقيه والاعلانات بدأت «ترخ» يوما بعد يوم عن الموت بمرض كورونا حتى ارتفعت الوفيات من 81 ضحية الى 139 ضحية يوم امس الاول 11 مايو الجاري ما يعني ان 58 مصابا توفوا خلال 19 يوما من اقالة الربيعة.
اما الاصابات فقفزت من 244 وهو الرقم الذي اعلنه الربيعة قبيل اقالته الى 480 اصابة في نفس الفترة مايعني انها تضاعفت.. فهل كان الوزير عبدالله الربيعة مسيطرا على المرض.. ام مسيطرا على المعلومة؟!! للاجابة ما علينا الا ان نتتبع مسيرة د.عبدالله الربيعة الذي اشتهر قبل ان يعين وزيرا للصحة بانه نجم عمليات فصل التوائم السيامية والتي اشتهرت بها المملكة في العقد الاخير بالذات في مستشفى الحرس الوطني الذي يشرف عليه د.الربيعة من واقع منصبه كمدير تنفيذي للشؤون الصحية برئاسة الحرس الوطني.. فكان ان سجلت باسمه 79 عملية فصل توائم سيامية!!.
بطبيعة الحال.. فان كل ذي عقل لو لم يكن طبيبا لا يجهل ان عمليات فصل التوائم لا يجريها جراح واحد وانما يشترك فيها فريق ضخم من الجراحين من مختلف التخصصات كل منهم يجري منها مايقع ضمن تخصصه.. من جراحي القلب والاعصاب والعظام والامعاء وغيرهم من المتخصصين وصولا الى جراحي التجميل وفق خطة عمل موزعة فيها الادوار..
شخصيا اعرف ان اغلب الجراحين المهرة المشاركين في تلك العمليات المعقدة هم من الطاقات السعودية النادرة.. لكن القراء لايعرفون سوى النجم الاوحد الذي يتصدى للكاميرات دون ان يرونا صورة أحد من الفريق الطبي الضخم على مدى 79 عملية فصل توأم سيامي.
ومابين ذلك التغييب لجهود اطباء وطاقات سعودية اكثر مهارة من جراح اطفال!!.. ومابين رفض فايرس لا يرى بالعين المجردة ان يبقى في الظل.. يكمن الجواب عن سر انتشار مرض كورونا منذ اقالة الوزير الربيعة من منصبه حيث صار اعلان وفيات هذا الفايروس القاتل نشرة يومية كنشرة الاحوال الجوية.
ننتهي بذلك الى ان ما نحن بصدده اليوم من خطر في السعودية بما لها من اهمية لدى مليار ونصف المليار مسلم تهوي افئدتهم الى اراضيها.. ويزورها عشرات الملايين منهم كل عام.. وبما لها من موقع جغرافي يربط بين قارتين يجعلها ممرا لملايين المغادرين من والى بلدانهم.. نقول ان ما نحن بصدده اليوم مرده ان الامر لم يجد شخصا يعي حجم هذه المسؤولية التي تتجاوز حدود بلاده فأصر على ان يدير وزارة على طريقة «كله تمام يا فندم».. وهي الطريقة التي أوغلت بها البطانات الصدورعلى مدى تاريخ الدول.

المصيبة أعظم

في يوم ما سوف تسأل طفلة قضت بمرض كورونا باي ذنب وئدت وستجيب بانها زارت مركزا صحيا موبوءا اخفي وباؤه عمدا.. لذا فاني كسعودي اجد ان الماسأة اعظم عندما يستمر الاعتماد على شخص مهما علا قدره العلمي كمستشار في اعلى سدة في بلادي مايجعلني اتساءل عن موعد تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.

خلف الدواي
Klf_dy@alwatan.com.kw
انستغرام / تويتر @klfdwy

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

945.0084


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة