مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ثلاثة أيام في الصعيد 1

ناصر أحمد العمار
2014/05/06   09:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



حالي كحال الطلبة الكويتيين الذي (تطشروا في مشارق الارض ومغاربها) بحثا عن جامعات يكملون دراستهم فيها، وآخرون لنيل الشهادات العليا مثل الماجستير والدكتوراه.وبما انني من الفئة الاخيرة كانت وجهتي الى جامعة جنوب الوادي في محافظة (قنا) والتي تعتبر من كبرى الجامعات المصرية (أفضل كثيراً من غيري من الطلبة المساكين الذين اجبروا على الذهاب الى بلدان أبعد بكثير، ومعاناة مضاعفة، وتكاليف مالية، وجهد لا يصدق).
تهبط الطائرة بحفظ لله ورعايته على مدرج مطار سوهاج احدى المدن التي وصلت من خلالها الى محافظة قنا، جميع الركاب الصعايدة ملتزمون في الجلوس بمقاعدهم حتى لحظة وقوف الطائرة في المكان المخصص لها، نموذجا لاحترام تعاليم وأنظمة الملاحة الجوية قلما نجده! لم تكن الصورة الايجابية الوحيدة التي تدل على احترام اهل سوهاج وبقية الصعايده العائدين الى ديارهم للأنظمة، فقد قدم العاملون في مطار سوهاج نماذج من الأسلوب الحضاري في التعامل، اشعروني به بدءاً من نزولي من الطائرة ومرورا بقاعة استقبال المسافرين واجراءات الدخول واستلام الشنط وانتهاءً بالصعيدي (ياسر) الذي لم اكن اعرفه سوى انه واحد من عشرات قائدي مركبات تكسي المطار الذين تجمعوا حولي املا بأن يظفر احدهم بإيصالي الى هدفي، لكن ياسر كان مختلفاً عنهم، فلم يغادرني مثلما غادر جميع اصحاب التكاسي فور معرفتهم بحضور من يصطحبني الى حيث اريد، بل اصر ياسر على ملازمتي وهو يستشعر محاولاتي اليائسة بالاتصال بصديق احد الصعايدة الذي يعمل بالكويت والمتعهد بخدمتي - رغماً عني - بدءا من استقبالي في المطار وحتى ايصالي محافظة قنا رضيت بهذه الضيافة ام أبيت! لكن تبين (بعد مرور يوم) ان امرا قاهراً منعه من الحضور واتمام مهمته. لقد اصر ياسر الواقف بجانبي على امرين.. الاتصال من جهازه الخاص على اي من الجهات التي ارغب الاتصال بها محليا كانت ام دوليا، أو ان يأخذني بسيارته الى هدفي، وكان له ما اراد.اصطحبني ياسر الى مدينة قنا واستغرق الوصول اليها قرابة الثلاث ساعات تبين ان ياسر الصعيدي كان يعمل في الكويت وانه غادرها نهائيا بسبب زعله من كفيله الكويتي الذي فضل الموظف الفلسطيني عليه ووافق على استقالته فور التقدم بها، وعاد الى بلده سوهاج لأن كرامته - حسب ما قال - لاتسمح ان يعمل في شركة فضل صاحبها موظفاً فلسطينياً عليه! ياسر (قَدَع) تبين ان اصراره في ملازمتي منذ خروجي من المطار دون الآخرين من اصحاب تكاسي المطار، وأقناعي بالتوجه معه الى (قنا) كان بسبب لقمة العيش التي من الله عليه بها اثناء عمله في الكويت وما كسبه وادخره من مال، فضلا للعشرة التي كانت بينه وبين الكويتيين لذلك اراد ان يرد الجميل (لانه ابن اصل) فالتزم بتأمين وصولي الى قنا بنفسه، والقيام بما يستطيع به من واجب ومن حسن تعامل وكرم ضيافة اعتاد عليها أبناء صعيد مصر.
ياسر استهل معي سلسلة المفاجآت التي اكتشفتها عند زيارتي (قنا) التي سأذكر منها في مقال قادم اذا كان للعمر بقية..

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
277.0062
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top