مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

السلوك الوظيفي للكويتي.. بين التَميّز والتَطنّز!!

ناصر أحمد العمار
2014/04/01   08:45 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الكويتي يشتغل شريطة منحه الفرصة والحوافز ليثبت ذاته وكفاءته لأي مهمة


انت مجنون! (اكو واحد يسوي مثل ما انت تسوي، ذابح نفسك في الشغل! ترى هذا عمل حكومي ولا راح يدري عنك احد) لا يكاد يمر يوم، الا وأحدهم يكرر عليه نفس الكلام، ومع التكرار وصل الامر الى (الطنازه عليه مع التحذير بأن الثمن الذي سيدفعه نظير هذا العمل سيكون باهظا) لأنه مخلص وجاد في عمله الى الحد الذي اشبع غروره، ووصل (فلان ومعه كثر) الى تحقيق مراحل عدة من الانجاز والتميز على مستوى العمل في المكان الذي يعمل فيه، يكتفي بالرد على امثال هؤلاء، بأن هذ الجنون (وفق ما تدعونه) في العمل ما هو الا القليل الذي يقدمه لخدمة الوطن و... والمجتمع الذي هو في أمسّ الحاجة لمثل هذه الجهود وجهود (المخلصين) ممن هم مصابون بنفس الداء!!.
الكويتي يشتغل، لكن شريطة ان تمنحه الفرصة والحوافز، الفرصة في تجربته واختباره من خلال اتاحة المجال له ليثبت ذاته المهنية وانه كفؤ لأي مهمة تنسب اليه، والحوافز بجميع انواعها، معنوية ومادية، لتغيير واقع ما هو حاصل لدينا هذه الأيام من هدر وضياع منظم لثروات الوطن الطبيعية من طاقات الشباب الكويتي ذكورا او اناثا، ولنا في التجارب المرة مع شبابنا خير دليل بدءا من تسلُّم البعض منهم للوظيفة لينضم الى الجموع المخيفة لأعداد الكويتيين الذين يشكلون بطالة مقنعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لو نظرنا الى الى الجانب الآخر(من شبابنا) اقصد من كان لهم الحظ الأوفر في الحصول على وظيفة في القطاع الخاص (بنوك، مؤسسات استثمارية....الخ) او بعض الجهات الحكومية التي تختلف من حيث طبيعة عملها الجاذبة، نجد ان الامر مغاير تماماً، من حيث التّقيد بالقيم المهنية للسلوك الوظيفي لأسباب كلنا يعرفها (ما في يمه ارحميني) لأن القضايا تتعلق في اهداف هذه المؤسسة سواءً من جانب تحقيق الربح أوالانتاجية. العاملون في هذه المؤسسات ليسوا من كوكب آخر، فهم نفسهم من الشباب الكويتي ومن البيئة ذاتها. دعونا نطلب الخدمة من عيالنا الموظفين في البنوك او في الشركات او المؤسسات الخاصة، تراهم مختلفين في كل شي، لأن النجاح اللي هم فيه ليس بسبب خلطة سرية، لكنه مزيج من الصفات المهنية والوجدانية التي أهلتهم لأن يكونوا كذلك، فهم يتمتعون (ذاتيا ككويتيين) بصفات عدة منها:
- الصدق والنزاهة مع الغير: وهذا ما يعبر حقاً نحو مدى احترام الشخص لذاته وقبل كل شيء الصدق مع الخالق عز وجل {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم}: لا يرون حاجة في الكذب مع الآخرين، دافعهم دينهم وشريعتهم ومبادئ وقيم مجتمعية تقودهم لذلك.
- الدافعية نحو العمل والعطاء (مبادر، مقدام، شقردي): انه امر غير ملموس، والدافع والحافز من أهم الأصول التي يجب ان يتمتع بها الموظف وتقوده الى ان يتقن عمله (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) ويأخذ زمام المبادرة نحو الابتكار او التميز بإنجازات غير مسبوقة او معهودة على الاقل..
- المبادرة (فطن، نبيه، يفهمها وهي طايرة... الخ): الموظف الناجح لا ينتظر من مسؤوله او اي أحد ان يقول له اعمل كذا او ان يملي عليه أفكارا او اقتراحات جديدة، بل ان المبادرات دائما تتصف بالذاتية او الذاتية المطلقة (ان صح التعبير) لأنه بالاصل شخص مبادر يعمل على تحقيق كل ما يُطلب منه، مع الحرص على توفير الجهد والمال والموارد وكذا الوقت.
- وضوح الرؤية في عالم سريع التغير (يسعفه في ذلك ثقافته الشخصية وأفكاره وقراءاته....الخ): الناجح يملك مجموعة محددة من الأهداف المرسومة وفق خطة مبرمجة ومجدولة ومفصلة يحاول من خلالها الالتزام بها مهما تغيرت الظروف (مو مع الخيل يا شقرا، انقيادي، اتكالي، انسحابي.. الخ) يخيل الى ان بعض شبابنا من الموظفين في بعض الوزارات لا يعرف ماذا نعني بالخطة، طبعا هذا اذا كان يعرف مكان وعنوان عمله!!.
- مهارات الاتصال (ذكاء اجتماعي بلا حدود علاقات اجتماعية قائمة على التواصل والتفاعل المتبادل: امتلاك الناجح من الموظفين لمهارات الاتصال الصحيحة شفهيا، وكتابياً فضلا لمهارة الانصات (آداب الانصات والحديث) الحيوي التي تؤدي الى التفاعل الايجابي مع المرسل (المتحدث) بهدف معرفة ما يقال بشكله الصحيح دون تأويل ليستوعبه بشكل ايجابي، بعض شبابنا من الموظفين (نطلب لهم الهدايا) لا يمّيز بين السلوك العام والثقافة الوظيفية، وبين سلوك وثقافة الفريج والديوانية والمقاهي التي تجمعه مع أصدقاء (كوت بوسته).
- الثقة بالنفس (نتاج طبيعي لتنشئة اجتماعية ونفسية وصحية وانعكاس لبيئة سليمة): تسمح الثقة بالنفس للموظف التفاعل بكل مهنية مع زملائه في الشركة او المؤسسة التي يعمل بها بغضّ النظرعن المنصب الذي يشغله، يجب ان يكون الموظف واثقا من نفسه عند تعامله مع الجميع حتى يمثل جهة عمله بأفضل حال.
- تحمل المسؤولية (لا تتأتى من فراغ بل هي من اهم مخرجات التربية الوالدية الصحيحة ونتاج ناجح للتكوين الاجتماعي والنفسي في مراحل العمر الاولى): الموظفون الفعالون يتميزون بثباتهم في سعيهم لإنهاء الواجبات المسندة اليهم وتسليمها للادارة بالجودة المطلوبة (حسب ما هو مطلوب منه وبعد تدريب ناجح من قبل المؤسسات الناجحة التي تحسن صقلهم)، فهم (لا ينحاشون) من عملهم بمجرد اشتداد وتيرة العمل (شغل وايد مثل ما هو حاصل عند البعض من العاملين في المؤسسات الحكومية) لأنهم أشخاص يتحلون بمهنية عالية لا تسمح لهم بخيبة ظن المكان الذي يعملون فيه.
- الابتكار (قبول واستعداد للتطور والعمل المبدع وصحة نفسية يتمتع بها الموظف): الابتكار من أهم عناصر حل المشكلة حيث يتجلى أبسط شكل من أشكال الابداع في قدرة الموظف على ابتكار الحلول للمشكلة التي تواجهه (حتى لو كان هناك حسد وغيره لأن اللي واثق من نفسة لا يتهم البتة في ذلك واعتماده على الله {إن الله يُحب المتوكلين} (آل عمران 159).
- التنظيم (الموظف اللي نجح من دون براشيم هو الذي يستوعب ماذا نعني بالتنظيم): اي قدرة الموظف على تنظيم وقته وفقا لأهمية الواجبات المنوطة به، فيضع أكثرالأشياء أهمية على رأس أولوياته حتى لا يدع نفسه تنشغل بالأمورالأقل أهمية بما يعيقه عن آداء واجباته المهمة، حتى لا يتعامل مع وقته بعشوائية.
بعض من الصفات الذاتية او المكتسبة التي يتصف بها الموظفون الكويتيون العاملون في بعض الجهات الخاصة او التي اشرنا اليها، لكنها وضعت حدا فاصلا مع من هم (ابتلش الوطن بهم وبدل ان يكونوا عونا له اصبحوا عالة عليه دون أدنى احساس بالمسؤولية بل شكلوا لأنفسهم ثقافة «التطنز» والتحريض على كل من يعمل بضمير وتميز لخدمة وطنية، والأدهى من ذلك ان ثقافتهم سادت وطغت على السلوك الوظيفي العام حتى اصبح التميز والاخلاص في العمل «طنازة» لكن لا ننسى ان نذكر ان اللوم لا يقع عليهم وحدهم فقط!!!).

ناصر أحمد العمار
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
459.0047
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top