

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 03:02 توقيت الصلاة المغرب 17:26

مقالات

A A A A A

ملتقطات

بعيداً عن الانفعال

د.شملان يوسف العيسى

2014/03/18

10:14 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

الحالة النفسية للخدم تلعب دوراً كبيراً في ارتكاب الجريمة

في البداية نقدم تعازينا القلبية للأب المفجوع الأخ حمود فليطح، فقد جاءت ردود الفعل الشعبية والصحافية على الجريمة النكراء التي تعرضت لها فتاة كويتية شابة على يد خادمتها الأثيوبية متباينة، وهذا امر طبيعي في اي مجتمع انساني يتعرض لهزة بحجم الجريمة التي حدثت، لكن علينا كمجتمع ودولة أن نحكِّم عقولنا وضمائرنا وقوانينا بعيداً عن السطحية المستعجلة.
لقد تناول المختصون من علماء النفس والاجتماع هذا الموضوع بحذر وحيطة حيث اوضح الدكتور خضر البارون استاذ علم النفس لجريدة «الوطن» يوم الاثنين 2014/3/17 «أن اسباب الجريمة لا تنحصر تحت سبب معيَّن وانما لاسباب كثيرة فالحالة النفسية للخادمة تلعب دوراً كبيراً في ارتكاب الجريمة ايا كان نوعها حيث ان الخادمة تأتي للكويت مغتربة عن بلدها والاغتراب بحد ذاته بحاجة الى احتواء»، مشيراً الى ان الجرائم التي يرتكبها الخدم تكون غالباً سببها الغيرة والحسد فلباس المخدومة وعيشها برغد يثير حقد بعض الخادمات اللاتي يعكسن كيفية عيش مخدومتها على واقعهن في بلادهن وقسوة حياتهن.
أما استاذ الاجتماع الدكتور يعقوب الكندري فقد اكد أن المجتمع المحلي يعتقد بأن الجنسية الأثيوبية عنيفة وهذا الكلام غير دقيق فظروف الشخص وحالته وعوامل مجتمعه ربما دفعته الى ارتكاب جريمة، لا الى كونه ينتمي الى مجتمع معين او دولة معينة.
ما ازعجني فعلاً التصريحات غير المنضبطة التي اطلقها السياسيون من نواب مجلس الأمة الذين يريدون ركوب الموجة الشيعية والتلاعب على العواطف باعلانهم ضرورة منع العمالة من أثيوبيا في أفريقيا وقبلها ضغطوا على وزارة الداخلية لمنع دخول العمال الآسيويين من بنغلادش.
لماذا لا نراجع واقع الخدم في الكويت؟ الارقام الرسمية المعلنة تدل على وجود أكثر من نصف مليون خادم وخادمة يعملون في منازلنا ونحن الكويتيين «شعب الله المختار» ما شاء الله علينا نريد خدما متعلمين ومثقفين يعلمون اولادنا ويدرسونهم اللغة الانجليزية والرياضيات ويساعدونهم في حل الواجبات المدرسية كما نريد من الخدم ان يطبخوا وينظفوا ويغسلوا السيارات فجراً ويحرصوا على تغذية الأولاد ليلاً ومع كل هذا العمل المضني لا ندفع للخدم رواتب الا في حدود 60-50 ديناراً وبعض الأسر الكويتية لا تدفع اجور من يعمل لديهم لعدة شهور، وعندما يطالب المسكين الفقير براتبه يتم ضربه وابعاده.. لذلك لا غرابة من لجوء الخدم والضعفاء من العمالة الهامشية للانتحار وقتل النفس.
تقارير منظمات حقوق الانسان الدولية وتقارير وزارة الخارجية الأمريكية كلها تشير الى قضايا انتهاك حقوق الانسان والاتجار بالبشر في الكويت وبقية دول الخليج.
واخيراً نتساءل: اين غابت ضمائرنا الانسانية واين تعاليم الدين التي تطالبنا بحسن معاملة الضعفاء والفقراء من البشر، الفقراء والبسطاء في هذا البلد اخوتنا بالبشرية، اتركوا القضاء يأخذ مجراه ولا داعي للانفعال وردود الفعل السريعة.

د. شملان يوسف العيسى

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

448.0154


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة