مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

معاليكم.. لا لزوم للتجنيد الإلزامي

حسن علي كرم
2014/03/18   10:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

يجدر بالدولة توفير المال والجهد إلى مصرف أكثر فائدة وأقوى رسوخاً


صرح قبل أيام معالي وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح بأن مشروع قانون التجنيد الإلزامي (خدمة العلم) موجود في لجنة الدفاع البرلمانية. وإذا كان هناك خلاف داخل اللجنة ومع الحكومة يتمحور حول تجنيد المرأة فيظل موضوع هذا الخلاف جانبياً بالنظر إلى أساس الموضوع والذي هو التجنيد الإلزامي.
عودة التجنيد الإلزامي بنسخته القديمة أو بنسخة معدلة هي إصرار على اجترار الخطأ بامتياز حتى وان كان هذا الخطأ يعود على الوطن بنتائج فادحة..!!
لقد كان التجنيد الإلزامي بالنسخة السابقة عبثا وعبئاً ومضيعة للوقت والجهد والمال.. هذا بخلاف ما كان يتعرض له الشباب المجندون من العنت والاهانات والتكليفات خارج الواجب العسكري، مقابل اعفاء المجند من الواجبات العسكرية المنوطة به واعفائه من الوجود في الموقع المعين فيه. هذا علاوة على أن هناك شباباً مكلفين من ذوي النفوذ والواسطة لم تطأ أقدامهم معسكرات التجنيد ولم يرتدوا الملابس العسكرية..!!.
التجنيد في ذلك الوقت كان فاشلاً، وأجزم أن هذه المرة سيكون أفشل. لذلك أقول حرام صرف الأموال والوقت والجهود على مشروع فاشل.
ولعل ما يهمني بل لعلي أجزم أن الأهم هو النظر للسلوك الاجتماعي الآخذ نحو العنف في مجتمع خرج من غزو غادر ومن حرب ما زالت تداعياتها جاثمة ولم تعالج، بل لعل العجز واضح في بنية الدولة وفي ادائها من التعامل التربوي والاجتماعي والأخلاقي مع تلك السلوكيات الظاهرة على السطح، فمتى عرفت الكويت جرائم القتل والشجار وعصابات النهب والسطو المسلح والمخدرات وتهريب السلاح وغيرها من السلوكيات المنحرفة التي تجري جهارا نهارا وفي وضوح الشمس ورابعة النهار..؟!!
كيف ولماذا امتلأت السجون بآلاف الشبان من مرتكبي الجرائم لولا الانحراف وظاهرة العنف التي تعم ارجاء المجتمع؟.. فماذا عسى أن يضيف التجنيد من السلوك الأخلاقي إلى الشباب غير المزيد من العنف واستعراض القوة..؟! هذا علاوة على ما تعج به البلاد من ظواهر العنف الفكري والديني والمذهبي وانعكاس ذلك على علاقة الناس بعضهم بعضا، فالعنف اشكال والاخطر على أمن المجتمع هو العنف الديني والخلاف الفكري الرافض للآخر.
بدلا من فرض التجنيد لماذا لا نفكر كيف نعيد الى مجتمعنا وداعته المفقودة؟ وهذا ما ينبغي ان تسعى اليه الدولة بكل مؤسساتها التربوية والتعليمية والدينية والاجتماعية واندية رياضية ومؤسسات المجتمع المدني اولا وآخرا.
ان مقتضيات الدولة لا تؤخذ بالتقليد والمحاكاة للآخرين. فكون بعض البلدان الشقيقة قد سارعت نحو تطبيق نظام التجنيد ان نقوم مهرولين خلفهم، فان طبقوا التجنيد عندهم، فهم ادرى بأحوالهم اجتماعية كانت أو أمنية فنحن سبقناهم ولم نرهم هرولوا خلفنا (!!) فما بالنا نحن نعاني من الخفة والهرولة. خاصة اننا جربنا وفشلنا، واذا كانت الامور تؤخد بالمحاكاة والتقليد والمجاراة، فهناك دول كانت تأخذ بالتجنيد فألغته.. واكتفت بالخدمة التطوعية في السلك العسكري. فلماذا لا نجاري أو نحاكي هذه البلدان وخاصة ان لها تاريخا طويلا في الخدمة الالزامية؟.
ولعل السؤال هنا: ماذا نتوخى من عسكرة المجتمع؟ هل نتجهز لحروب قادمة؟ أو عدوان يحيق ببلادنا في وقت راحت الجيوش فيه تخفف من افرادها وتتزود بالسلاح المتقدم تكنولوجيا.
ان هذه ليست المرة الاولى التي اتناول فيها هذا الموضوع واكتب به أو عنه. فلقد تناولته مرات عديدة. وفي كل مرة اعيد الاسطوانة ذاتها، وهي انه لا حاجة ولا لزوم للتجنيد، ذلك ان ارتداداته الاجتماعية والسلوكية اخطر على المجتمع ولاسيما على المجندين انفسهم.
لذا.. يفيد القول ثالثا ورابعا وعاشرا يجدر بالدولة توفير المال والجهد الذي ستصرفه على التجنيد وان توجهه الى مصرف اكثر فائدة واقوى رسوخا من ضياع وقت الشباب في مهمة لا لزوم لها.

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0085
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top