مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فوز بنان

وزارة الشباب.. هل تحرض على الحكومة؟!!

د. فوزي سلمان الخواري
2014/03/18   12:23 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

البعض تهمّهم إثارة تلك المواضيع لكي تجد لها صدى على المستوى العالمي


بعد خروج الشباب بمسيرات متتالية بأعداد مهولة تعبيرا عن سخطهم عن الأوضاع التي تعاني منها البلد، أٌنشئت وزارة دولة للشباب على الرغم من وجود الهيئة العامة للشباب والرياضة والتي انضوت تحت مظلة الوزارة، ووضعت لها الرؤية التالية: «تتطلع وزارة الشّباب الى أهداف ورؤى تتّسم بالطموح الذي يُشبع رغبات الشباب وآمالهم، فتصوغ رؤيتها لتكون: «نحو شباب متمسّك بالقيم الأصيلة..مبدع وشريك في التنمية المستدامة للوطن».
عند صياغة «الرؤية» يتم الأخذ في الحسبان العديد من النقاط والتي أهمها وضوح المفردات المستخدمة فيها وقابليتها للتطبيق وأن تصف مستقبلا افضل، وعلى ما يبدو بأن من وضع رؤية وزارة الشباب بهذه الصور ينم عن عدم الفهم لأسلوب الصياغة ويدل على ان هناك تخبطاً في الهدف الأساسي من انشائها، فمن يستطيع ان يعرف ما هي «القيم الأصيلة» التي تريدون من الشباب التمسك بها؟!!! وكيف يكون الشاب «مبدعاً وشريكاً في التنمية المستدامة للوطن» وهو بالأساس ليس من ضمن الخطط التنموية للدولة؟!! أيضا ان اقحام مصطلح «التنمية المستدامة» لم يكن له سبب في كمال الجملة ويظهر حجم الجهل بالمعنى، «فالتنمية المستدامة» تعني حسب ما جاء بتوصيات قمة ريو التي نظمتها الأمم المتحدة بريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1992 حماية البيئة ووقف تدمير الموارد الطبيعية وتلوث الكوكب!!! وهي انشطة ليس للوزارة دور مباشر فيها وكان من الأجدر استخدام مصطلح «التنمية البشرية».
من الواضح بأن وزارة الشباب مازالت الى الآن تعمل بشكل نمطي ومكرر، فجل تركيزهم على «المشاريع الصغيرة» والدفع بالشباب للمبادرة بأفكار لا تخدم العمل الحكومي بقدر ما توجههم للعمل في القطاع الخاص وانشاء مشاريع خاصة وهذا دور «اعادة الهيكلة».وآخر ما ما تفتق به المسؤولون فيها، وهم يظنون بأنهم قد سجلوا انجازاً وابتكاراً بل هي مبادرة حديثة «ستشبع رغبات الشباب وآمالهم» وهي انشاء «مراكز اجتماعية» في المناطق للقيام بأنشطة أسرية؟!!! ان طموح الشباب لامس سقفاً سياسياً أعلى و«تعديلات على الدستور»، ومازالت وزارة الشباب تطرح مبادرات «للمشاريع الصغيرة» ومسابقات كالتي في رمضان وماراثوناً تقليدياً، بل الأدهى ان الوزارة خرجت من هدفها لاشباع رغبات وآمال الشباب الكويتي الى الشباب غير الكويتي المناهض للحكومة.
بالتعاون مع السفارة الكندية ومنظمة «صحافيون من اجل حقوق الانسان»، أقامت وزارة الشباب ورشة عمل مشتركة «لكتابة التقارير الصحافية في مجال حقوق الانسان»، وهذه الورشة وللعلم فان جمعية الصحافيين الكويتية تقيمها وبشكل دوري منذ سنوات، وكان من المفترض وتحقيقا لأهداف الوزارة بأن من يشارك فيها كوكبة من الشباب الكويتي المهتم بحقوق الانسان، حتى يتعرف على الطرق المهنية في كتابة مثل هذه التقارير ويحقق رؤية الوزارة في ان «مبدع وشريك في التنمية المستدامة للوطن»... الا ان من بين المشاركين في هذه الورشة من غير الكويتيين ومن المقيمين بصوره غير قانونية ممن سبق وان كتبوا تقارير للمنظمات الدولية ضد حكومة الكويت وممارساتها ضد المقيمين بصورة غير قانونية وممن سبق ان حرضوا على الحكومة ووصفوها بأشنع العبارات على «التويتر» ومع ذلك يتم تدريبهم على الحرفية في كتابة التقارير ليدينوا بها حكومة الكويت! فهل حققت ورشة العمل أهدافها في تنمية مهارات غير الكويتيين لكتابة تقارير صحافية في مجال حقوق الانسان ضد حكومة الكويت؟!!.أليس من المفترض ان تكون هذه الورشة موجهة للشباب الكويتي ممن لهم نشاط في مجال حقوق الانسان؟!!.أليس من المفترض ان تكون أهداف هذه الدورة تتماشى مع رؤية الوزارة؟!!! بل ان الأدهى من ذلك ان يتم مقابلة غير الكويتيين بالتلفزيون ويشكروا الوزارة التي ساعدتهم على تطوير مهاراتهم في كتابة التقارير للمنظمات الدولية!!!.
لقد تم ايصال هذا الأمر للمسؤولين في وزارة الشباب وتزويدهم بالأسماء والصور لعلهم يتداركون انشطتهم التي ليست موجهه بالشكل الصحيح للشباب الكويتي وللفئات التي من أجلها تم انشاء هذه الوزارة، فمن خرج في مسيرات ورفع اللافتات لا يعنيه كتابة «التقارير الصحافية في مجال حقوق الانسان» ضد بلده، ولا يمكن ان نتصور ان يقوم كويتي بهذا العمل سوى مجموعة الـ29 التي تضم «مقيمين بصورة غير قانونية»، وقبل أيام تم استضافة عضو من هذه المجموعة التي تقدمت بشكوى لدى منظمة الصحة العالمية على الكويت لمناهضتها حقوق الأطفال للحديث عن الوضع الصحي في الكويت !!!! ان مثل تلك المجاميع يهمهم اثارة مثل تلك المواضيع التي تجد لها صدى على المستوى العالمي لجذب الانتباه لقضيتهم التي نتمنى ان تنتهي الحكومة من معالجتها سريعا وتضع حدا لهذه المشكلة الانسانية.
اذا استمرت وزارة الشباب على هذا النهج فانها ستزيد من عدد الشباب المعارض للحكومة.

د.فوزي سلمان الخواري
@Dr_alkhawari
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
476.0114
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top