مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«طوفة عروق»

درس أخلاقي مهم.. في شكوى «صفاء»!!

منى العياف
2014/03/10   09:34 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أسدل الستار عن القضية المرفوعة من النائب صفاء الهاشم على رئيس مجلس الأمة بالتنازل من قبل الشاكية بعد ان كانت طالب النائب العام برفع الحصانة عنه، في القضية التي كانت صادمة للجميع منذ بدايتها، لأنها «السابقة الأولى» في تاريخ الكويت التي نرى فيها نائباً يشكو رئيس مجلس الأمة أمام القضاء.. ولو نظرنا الى هذا الموضوع من عدة زوايا لأخذنا منه العبر والدروس.
وأهمها ان يعلم أي شخص مهما كبر مركزه أو نسبه او حتى قوته بأمواله فإنه أمام مسطرة العدالة والحق مجرد فرد له حقوق وعليه واجبات يجب ان يؤديها!.
٭٭٭
كانت مواجهة النائب صفاء لاتهامها من قبل رئيس المجلس بأنها تكيد له، محل ترقب من الجميع منذ البداية، انتظاراً لما ستؤول اليه هذه القضية بالذات، وقد تدرجت النائب في مطالبتها الرئيس بالاعتذار منها باستخدام كل الوسائل المتاحة، وصولاً الى لجوئها الى القضاء، ومن ثم فأنا أعتبر ما حدث هو درس اخلاقي بكل المقاييس حتى لو اعترض البعض على رأيي هذا واعتبرها مجرد قضية شخصية وشخصانية، ففي الحقيقة هي ليست كذلك لأنها ليست متعلقة بتصور البعض ان ما حدث مجرد خلاف بين شخصين تخاصما فيما بينهما، وانما تعد احدى أهم القضايا التي عرفناها، ذلك انها ستحدد فيما بعد طبيعة العلاقة بين منصب رئيس المجلس والنائب في البرلمان.
٭٭٭
وبناءً على الوقفة الصارمة التي اتخذتها النائب ازاء تصريحات الرئيس وما واكبها ايضاً من تصرفات، والتي رأيناها على مدى العديد من الجلسات ورأينا فيها تعبيراً عن «شخصانية» مباشرة، نجد أنه لم يحقق أي شيء.. ولم يجن أي ثمار، سوى انه في نهاية المطاف قد أوقع نفسه بنفسه أيضاً، وربما للمرة العاشرة في تاريخه، بأخطاء لا أدري كيف يمكنه ان يبررها في القادم من الأيام!.
والدرس الواضح في ما جرى هو ان كل محاولات الرئيس في «شخصنة» الخلاف بينه وبين «صفاء»قد سحبت من رصيده الكثير، والدليل على ذلك هو الاحراج الذي تسبب فيه للجنة التشريعية وأعضائها، عندما استمعوا اليه، وهو يؤكد لهم لدى عرضه التسجيل وقراءتهم للقصاصات عن كيدية الشكوى، والزعم انها مع سبق الاصرار والترصد، ووجد الأغلبية من أعضاء اللجنة أنفسهم في موقع لا يحسدوا عليه واضطر البعض التأكيد على اتهاماته، وان كنت لا أريد التعليق على ملابسات هذه اللجنة، لأن ما قالته وما حدث بعد ذلك من زملائهم من أعضاء المجلس ومن الرئيس نفسه يكفيهم!.
٭٭٭
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا على رئيس مجلس الأمة هو كيف يحدث هذا التناقض الصارخ من جانبك؟ كيف وقعت فيه؟ فقد سقت للجنة كل المبررات التي رأيتها دفاعاً عن وجهة نظرك، للتأكيد ان ما حدث من النائب «صفاء» هو أمر كيدي.. الا أنه من المفارقات الصادمة انك خلال جلسة تصويت النواب على القرار قلت كلاماً مختلفاً! بل قلت كلمة حق في معانيها.. كانت هي الأولى والأجدر بأن يكون عنوانك ومسطرتك منذ بداية الخصومة، لقد قلت بالجلسة: «ان القضية ليست كيدية وان الشاكية لها حق ان تتقاضى».. فأي واحد نصدق؟ مرزوق رئيس المجلس الذي يختصم نائباً ويتهم بالكيدية.. أمام اللجنة التشريعية.. أم مرزوق الذي نفى الكيدية عن النائب أمام كل النواب؟ كيف وقعت في هذا التناقض الصارخ؟ كيف أمكنك ان تبدل رأيك 180 درجة على هذا النحو، وأكثر من هذا.. فهذا الكلام الذي قلته جاء عكس كلام اللجنة، والذي ورد في تقريرها الذي وزع على الأعضاء؟!.
٭٭٭
تناقض غير مبرر، فالصفحة الخامسة من تقرير اللجنة التشريعية حول الخلاف ورد فيها نصاً ان السيد مرزوق الغانم اوضح «انه هناك كيدية بالقضية المرفوعة ضده من قبل السيدة صفاء الهاشم، حيث قدم للجنة مستندات تثبت جميع تصريحاتها».. .
كما ورد في تقرير اللجنة ايضاً ان «القضية كيدية حيث أصبح أي قرار يتخذه مكتب المجلس يتم تحريفه بشكل أو بآخر وهذا يعتبر ضرباً لمجلس الأمة وتعطيلاً لسير عمل»!!.
هذا كلامك يا رئيس المجلس.. وتلك هي الكلمات التي وردت في تقرير اللجنة التشريعية التي نعرفها، اما الذي لا نعرفه هو كلامك الذي تحدثت به من مقاعد النواب أثناء جلسة مناقشة رفع الحصانة والتي طالبت فيها النواب «برفع الحصانة عنه وقلت: («الشكوى بحقي أنا وأراها لم تمنع عملي في المجلس».. «وأدعوكم الى رفع الحصانة عني والشكوى لم تعق عملي في المجلس وبالتالي لا تتوافر الكيدية، واعتبر عدم رفع الحصانة عني فيه ظلم للشاكية»)!.
٭٭٭
لا أدري كيف تبدلت المواقف لكن بالنهاية الرجوع الى الحق فضيلة!.
لكن ثمة درس مهم آخر أعطته النائب «صفاء» لرئيس المجلس.. فهو باعترافه المسجل أمام اللجنة، والمتضمن في تقرير وزع على الأعضاء، أكد فيه انه لم يكن يقصدها بكلامه.. وهذا يعني اعتذاراً علنياً منه، اعلن تماماً اقتناعي به.. ثم ايضاً عاد وأقر بان شكواها له لدى النائب العام غير كيدية، فهذا معناه انها حققت هدفها بالوصول الى نهاية القصة، ولم تمل أو تكل للحصول على حقها، ثم قامت هي بعد ذلك بالتنازل له.. وهذا موقف ناضج أحييها عليه وينم على عدم الشخصانية، وفي اعتقادي ان هذا درس اخلاقي من نائب حديث العهد بالعمل في دهاليز السياسة يستحق الاشادة به، اما الرئيس فأعتقد انه أخذ الدرس الكافي والوافي، وعلم ان المبادئ لا تتجزأ وان كرسي الرئاسة قد يكون اليوم لك.. وغداً انت لا تعلم لمن يكون ومن سيجلس عليه، اذن فهو زائل، اما مواقفك وآراؤك فستبقى أمام ميزان التاريخ فيكون شاهداً لك أو شاهداً عليك!!.
أخيراً لا عزاء للمنتفعين من هذه الخصومة والتي أتى الاصرار بثمارها وأخذ كل ذي حق حقه!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1040.0059
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top