مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

لاني بنايم..ولاني بصاحي!

وليد جاسم الجاسم
2014/03/09   11:47 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قبل أيام عزم حكومته حجب موقعي (يوتيوب) و(فيس بوك) بعد تاريخ 30 مارس.
وقال اردوغان مدللاً أكثر على أهدافه وقراره: «لن نجعل الأمة تحت رحمة فيس بوك ويوتيوب».
بعدما قرأت هذا الكلام.. أغلقت عيني وأخذت راحة قصيرة.. فرأيت وأنا (لاني بنايم ولاني بصاحي) كما يقول الفنان أبو بكر سالم مجلس الوزراء الكويتي وكأنه هو الذي أعلن هذا الإعلان، واتخذ هذا الإجراء وقرر أن يحجب الـ(فيس بوك) و(يوتيوب) وفوقهما (تويتر) و(انستغرام) بعد!!
فإذا بالزعيم الشاب للجماعة يعلن عن تجمع كبير في ديوانه وانه يتحدى القوات الخاصة وسوف يغلق الطرقات المؤدية الى المنطقة بسيارات مؤيديه لمنع دخول (عناصر وأزلام السلطة)، كما يعلن مؤيدوه أنهم مسلحون بالعصي لمواجهة أي نوايا غير سلمية وسوف يواجهونها بالمثل.
وإذا بالزعيم الآخر يعلن عن ندوة في اليوم الثاني في منطقته.. والجماهير تتدافع بعشرات الآلاف، ونسمع الكلمات العنيفة التي تصل أصداؤها الى المناطق المحيطة بدون مكبّرات صوت من فرط الانفعال وشدته في خطبة تستحق لقب «الخطبة الشقشقية الجديدة التي تضرب الديكتاتورية بالحديدة»!!
أما الأخ المناضل عباس الشعبي فقد قرر – حسب الحلم - ترتيب ساحة الإرادة.. ولكنه وجد الساحة فجأة مملوءة بالكراسي والطاولات وشاشات العرض العملاقة والميكروفونات ومنصة جاهزة لإطلاق الكلمات، فيما انتصب طابور طويل من الطاولات عليها بوفيه رائع مملوء بما لذ وطاب من الأطعمة المتنوعة والمفاطيح والقعدان عدا عن الفواكه والحلويات والمشروبات، بل وهناك كاميرات وضعت في كل الأركان لتصوير الحدث العظيم في الاحتجاج على القرار الدكتاتوري المتعسف.
وأقيمت الندوة دون أن يكلف أحد نفسه عناء توجيه السؤال المستحق: مَن نظم المكان؟ ومن جاء بكل هذه الأغراض؟ وماذا كلفه الأمر؟ ومن تكفّل بالدفع؟
أما منطقة الروضة فقد امتلأت بالحشود الجماهيرية الحية وفاضت الجماهير بمواقعهم ثم فاضت بالمنطقة.. ثم اضطر الجمهور الى التوسع وصولاً الى النقرة والسرّة والعديلية وأغلقت الشوارع المحيطة بهذه المنطقة الجميلة احتجاجاً على القرار الدكتاتوري للسلطات الرسمية الكويتية.
أحسست باختناق فجائي أيقظني من «الغفوة»، وتساءلت.. هل انتقد أحد منهم قرار اردوغان؟.. هل انتصر أحد منهم لمبادئه المعلنة في حربه على السلطات الكويتية ودعواته للحريات وللإصلاح؟ أليست الحريات واحدة؟ أليس الإصلاح واحداً؟ أليست الإنسانية واحدة؟
كيف يقبلون على الأتراك ما لا يقبلونه هنا؟..
ثم طرحت على نفسي السؤال الأهم: ترى لو كان رئيس الوزراء الكويتي إخوانياً.. وفعل ذلك.. هل كنا سنرى كل تلك التجمعات التي رأيتها في الحلم..؟ عقلي الباطن يؤكد لي.. نعم.. التجمعات ستعقد، ولكن لدعم القرار الدكتاتوري والإشادة به والحط من قدر وكرامة من لا يقبل الرضوخ الكامل لهم.
أخطر الناس على الحريات والديموقراطية من لا يؤمنون بها ولكنهم لأسباب انتهازية وصولية يمارسونها باحتراف منتظرين لحظة الانتصار.. التي يعقبها الإطباق على خناق الحريات.. وبدء مرحلة حقيقية من الدكتاتورية التي كانوا يزعمون محاربتها.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
314.0188
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top