مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«الفساد.. ظاهرة نعيشها»

المهندس جاسم محمد حسين قبازرد
2014/03/05   10:38 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

هذه الظاهرة الأنانية لا تقدر التضحيات وتستبيح القيم العالية لأخلاقيات المناصب


خلق الله لنا البصر والبصيرة ولكن للأسف البعض يظن أن الناس يرون ببصرهم لا ببصيرتهم وهذا هو واقعنا المرير المؤسف مع تصرفات بعض مسؤولينا.
وليصعب علي ان اغض الطرف على استمرار احوال بلدنا الكويت التي نشهد فيها «ظاهرة» انتشار وتفشي انواع من فنون الفتن والفساد منها الاداري والمالي والاجتماعي في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ابطالها من ابناء هذا الوطن الذين منحوا الثقة والذين يتحملون مسؤولية المراكز التي يتبوأوها.
فأتوجه بكلمتي المختصرة مخاطباً بعض الكويتيين الذين تقلدوا مناصب مهمة في المؤسسات الحكومية ومن جعلوا انفسهم ملكيين اكثر من الملك فاعتقدوا في غفلة من سكراتهم المتغطرسة بأنهم يمتلكون هذا المنصب وتناسوا ان الغرض من جلوسهم على الكرسي هو خدمة المواطن والوطن شاءوا ام ابوا مقابل راتب شهري من المال العام وتقع عليهم مسؤولية اداء مهامهم بإخلاص وامانة وحكمة وان يتقوا الله في ذلك فلا يخونون تلك الأمانة التي بين أيديهم، فنتساءل باستغراب وحيرة من تصرفات بعض المغرورين عندما يتعدون حدود صلاحياتهم ومسؤولياتهم فيستغلون نفوذهم لمصالح مغايرة لمصالح الأمة ومنها حماية المال العام ويتمادون في تصرفاتهم واقوالهم.
فنجدهم قد جعلوا أنفسهم اوصياء على عباد الله من اهل الكويت حتى بلغ بالبعض الأمر تارة أن يطعنوا في عقيدة المواطنين ويشككوا في ولاء البعض للوطن وتارة أخرى في انسانيتهم واعتبروا أنفسهم منزهين عن تلك التهم ونسوا أو تناسوا حكمة ما هو مكتوب على مدخل قصر السيف العامر «لو دامت لغير ما اتصلت اليك» وغفلوا حقيقة أمرهم بأن الكرسي الحكومي هو الجماد الذي يشرفهم.
ومما يدفعني للوقوف عند هذه «الظاهرة» ونحن نعيش ذكرى تحرير الكويت العودة الى الذكريات الأليمة للغزو الصدامي لوطننا الغالي متأملاً ومنادياً يا شهداء الكويت الذين فديتم بأجسادكم وأرواحكم الطاهرة حماية الوطن وكرامته وشرف اهله، هل كنتم تتوقعون بعد تضحياتكم الغالية ان بعض الأبناء من اهل الكويت الذين افترضتم ان يكونوا متعاضدين متحابين ومتآزرين للحفاظ على الوطن وممتلكاته قد صاروا عاقين للوطن واهله؟ فسار بعضهم على خطا ابليس بغطرسة فرعون ليمرحوا وينشروا الفساد والظلم محتمين خلف الكرسي الحكومي.
كيف يتقبل العقل المنصف الإنساني الخلوق المسالم الشاكر لنعم الله عليه أن يعيش هذه «الظاهرة» الأنانية الفردية التي لا تقدر التضحيات وثمن الاستشهاد في سبيل الوطن وتستبيح القيم العالية لأخلاقيات المناصب والكراسي التي ارتقوا إليها.
أتوسل الى الله تعالى ان يكشف لنا زيف ونفاق هؤلاء الشواذ من ابناء هذا الوطن بما يمارسونه من فساد بحق المواطن والوطن فتسوَد وجوههم ووجوه من يدعمهم.
ادعوك يا رب العالمين أن تمن على صناع القرار الخيرين من اهل الكويت بالهداية والحكمة والرأي السديد في حسن اختيارهم لمواطنين اكفاء صالحين امناء للمناصب القيادية ليحسنوا حماية مؤسسات وممتلكات الدولة من الفساد والتلف وهدر المال العام.
اننا نشاهد جلياً بعض العاقين وهم يتباهون في مفاضلة بأنسابهم وعقائدهم ويستغلون السلوكيات الهدامة النابعة من نفوس ضعيفة ومن سياسات التكتلات التي ينتمون اليها ويسعون بالتسابق لغزو وزارات الدولة ومؤسساتها بسرعة النار في الهشيم للاستيلاء على ما يمكنهم من المال العام ولنشر نفوذهم لمصالحهم الشخصية الضيقة على حساب الوطن والمواطنين الأبرياء المسالمين.
مهما اخذت هؤلاء البعض العزة بالإثم ليفسدوا في ارض الكويت فان الله بالمرصاد وانه لا مفر من عقاب الله للمستكبرين الظالمين أينما حلوا في الدنيا قبل الآخرة مهما طال الزمن..
وان كان البعض يدعي الاسلام له ديناً، فعليه ان يتذكر قول الله تعالى {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
وفي الختام نصف حالنا في ظل هذه «الظاهرة» كما قال الشاعر:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولوا فبالأشرار تنقاد

والله نسأل ان يحفظ الكويت وأميرها المفدى واهلها الأوفياء من كل سوء ومكروه.

المهندس جاسم محمد حسين قبازرد
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
340.0012
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top