مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الفهم الطاير لاحتفالات فبراير!!

ناصر أحمد العمار
2014/02/01   09:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

المواطنة يجب أن تقترن بالإخلاص للوطن في حلوه ومره وشدته ورخائه


غلطان من يعتبر ان الفرح بالعيد الوطني يمكن ان نعبّر عنه من خلال الاغاني والاناشيد الوطنية وعرض أوبريت وزارة التربية، والأهازيج التي تقام هنا وهناك بهذه المناسبة، أو ان تمتلئ صالة التزلج بالجمهور سواء لحضور حفلات الأغاني او الأناشيد الاسلامية والأمسيات الشعرية والثقافية، أو إغلاق شوارع السالمية لاقامة الكرنفالات والاحتفالات وحشد الجماهير في الجزيرة الخضراء لتستمتع ببرامج العيد الوطني أو حضور ومشاهدة عروض خفر السواحل البحرية او العرض الجوي لسلاح الطيران الحربي الكويتي فوق ساحة العلم او في طريق الصبية!! ان التفاعل الحقيقي في هذه المناسبة يجب ان نعبّر عنه طوال العام ولا يقتصر على فبراير فقط ثم يكشّر البعض منا عن انيابة في وجه الوطن فيصيبه بخدش من نوع القطع العميق خاصة من اولئك الذين فهموا المواطنة وفق اهوائهم بعد ان استخرجوها من قاموس بعض دول الخريف العربي، ان الفرح والتعبير عن ذكرى استقلال البلد وتحريرها، يجب ان يكون من خلال ابراز المواطنة الحقة، لأنها هي المحك الحقيقي لحب الوطن وهي الفرح والمرح والبهجة والنشوة.
ثمة تساؤلات عميقة في طرحها تحاول تحديد مفهوم المواطنة وتجذرها لتعزز خيارا وحيدا لضبط العلاقة بين المواطنين، ليرقى من دائرة انحصاره كمفهوم في الدفاع بالقول واللسان، الى مرحلة أسمى من ذلك، لجعله سلوكا يترعرع وينمو فينا منذ نعومة أظفارنا.
يقول عبد الكريم الشيظمي: المواطنة تنسج العلاقات، وتتبادل المنافع، وتخلق الحاجات، وتبرز الحقوق، وتتجلى الواجبات والمسؤوليات، ليتولد موروث مشترك من المبادئ والقيم والسلوك والعادات، يسهم في تشكيل شخصية المواطن ويمنحها خصائص تميزها عن غيرها، ليصبح الموروث المشترك حماية وأمانا للوطن وللمواطن، فالمواطن يلوذ به عند الأزمات ولكنه أيضا يدافع عنه في مواجهة التحديات، لأن المواطن لا يستغني عن الوطن والوطن لا يستغني عن المواطن، فوجود أحدهما واستمراره المعنوي رهين بوجود الآخر واستمراره. والفصل بينهما تماماً كفصل الرأس عن الجسد، او فصل الام عن أبنائها.. ان كلمة مواطنة تعني معايشة المرء مع الآخرين في وطن واحد متضمنا الانتماء اليه والولاء له وفق أداء الواجبات المقررة والتمتع بالحقوق المتفق عليها.
المواطنة ليست عبارة عن قصيدة تكتب في مدح الوطن أو مقالة تكتب في اليوم الوطني أو هوية (نشيلها في مخابينا)، بل هو شعور يُستَلهم، وسلوك يتمثل. المواطنة مسؤولية وإخلاص للوطن، لا نشيد نتغنى به. المواطنة يجب ان تقترن بالإخلاص للوطن في حلوه ومره، في شدته ورخائه، في الأفراح والأتراح، في السلم وفي الحرب، لا يعرف لفبراير تاريخ ولا المناسبات الوطنية الأخرى موعد الا رمزاً. المواطنة لا تخضع لأحكام الظروف بل هي خارج نطاق الاعتبار أيا كانت حدوده، لأن المواطنة هي مجموعة من الحقوق والواجبات التي يجب ان يقوم بها المواطن تجاه وطنه، المواطنة هي الانتماء والاحساس به روحياً ومادياً، وهي الرابط الذي يجمع المواطن بوطنه. المواطنة ليست في فبراير فقط.


ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
356.0095
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top