مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

الإعلام الديني (2-2)

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/01/27   09:29 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

تغيير مسماه إلى إعلام هادف حتى لا نحمل الإسلام ما لا يحتمل


تتفاوت وسائل الاعلام في اهتمامها بقضايا المسلمين وفق توجهات مسؤولي المؤسسة الاعلامية، وأحيانا مزاجيتهم، سواء في القضايا السياسية أو الانسانية أو الاغاثية أو الفكرية أو الثقافية، فعلى سبيل المثال.. من غير المقبول تجاهل حملات الابادة العنصرية للمسلمين في بورما، والاعتقالات العشوائية بلا محاكم في غوانتانامو.. وغيرها من القضايا لأسباب خاصة بقيادة الاعلام في تلك المؤسسة، ليس لها علاقة بالجانب الاعلامي المهني.
كما تختلف في أسلوب طرحها للقضايا القيمية والأخلاقية والسلوكية والتوعوية والتنموية، وفق مساراتها وأهدافها، كمن يحضر مغنية خليعة أو راقصة لطرح قيم فاضلة، أو استضافة مغالين في الدين للحديث عن الوسطية.. وغيرها من النماذج الغريبة.
ورغم ذلك كله، فان الانجازات الاعلامية الكثيرة في مختلف الوسائل والدول واللغات، تعد مكاسب كبيرة جدا في عالم مليء بالمتناقضات، وتغطي مساحات واسعة من الاحتياجات والتوعية والتنمية، فما نراه من متابعات للمقالات والصفحات الدينية، والبرامج الفقهية والتوعوية، الاذاعية والتلفزيونية، له دلالة على اهتمام الناس بها، وبالاعلام الديني بشكل عام، وأنهم يثقون به، وهم بهذه المتابعة يستشعرون أمرين.. الأجر، والفائدة وان قلّت.
ولتطوير هذا الاعلام المهم، لابد من اجراء العديد من الأمور، منها:
-1 تغيير مسماه من اعلام ديني أو اعلام اسلامي الى اعلام هادف أو تنموي أو قيمي أو توعوي، حتى لا نحمل الاسلام ما لا يحتمل.
-2 عدم فصله عن مناحي الحياة وعدم تركيزه فقط على القضايا الفقهية والتعبدية والعقائدية والفكرية والتاريخية - مع أهميتها – وتوسيع مساحة التوعية القيمية والأخلاقية والسلوكية التي تحقق في النهاية أهداف الاعلام الديني.
-3 الاستعانة بالمتخصصين المهنيين حتى لو كانوا غير مسلمين، لتطوير العمل الاعلامي مع تأكيد الضوابط الشرعية.
-4 مبادرة حكومات الدول الاسلامية والمؤسسات الاقتصادية ورجال الخير لدعم هذه المنابر الاعلامية، فلا اعلام بلا مال.
-5 التنوع والتطور والابداع والتميز سمة أي عمل ناجح يريد الاستمرار.
-6 دعم المبادرات الايجابية المدروسة التي تخدم القيم والأهداف الاعلامية.
-7 مواكبة العصر والأفكار الحديثة.
-8 وضع خطة للفئات المستهدفة، ولا تكون الأعمال عشوائية.
-9 الابتعاد عن التكرار والحشو والتقليدية.
وأخيرا.. وقبل ذلك كله، لابد من احسان النوايا، واخلاص العمل لله عز وجل، لا العمل فقط من أجل المال أو البروز أو تحقيق مصالح شخصية، حينها سنجد البركة قد عمت العمل كله.
وباعتقادي أننا لسنا بعيدين عن تحقيق ذلك، وأيضا لسنا قريبين منه، فأي عمل يحتاج الى جهود كبيرة لتحقيقه، ثم لاستمراره، وهذا كله يحتاج الى نفس طويل وصبر واحتساب، وسنلمس حينها كيف تعم البركة على الجميع.
٭٭٭
سئل شيخٌ عن رجلٍ يقوم الليل ويفعل الطاعات، ولكنه يغتاب كثيراً.
فقال: لعل الله سخَّرهُ ليعمل لغيره.

د. عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
318.0104
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top