مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الديموقراطية.. والحرية

وليد جاسم الجاسم
2014/01/21   08:53 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



أسامة شاهين.. عضو المجلس المبطل الأول (كما يحلو لهم أن يقولوا للتمييز بين المبطل رقم 1 والمبطل رقم 2) أعلن منذ يومين أنه قد تم بحث مسودة مشروع ائتلاف المعارضة داعياً ما اسماه (الكيانات الاصلاحية) إلى العمل على استكمال أسباب الحكم الديموقراطي (ولم يقل الإسلامي) في الكويت!
كلمة الديموقراطية التي تبدو جميلة ونموذجية ورائعة، وتكتسب قدسية أحيانا تضاهي قدسية ما يرد في الكتب السماوية عند بعض دعاتها ليست بجمال ما يدعون على أرض الواقع العربي، فالناس تحب (الديموقراطية) بسبب الالتباس الناتج عن الخلط المقصود والمتعمد بين (الحرية) التي يحبها الناس وهي ما فطر عليه البشر، وبين (الديموقراطية) التي هي وسيلة سياسية لتغليب رأي الأغلبية على الأقلية، رغم ان الأغلبية قد تتسلط على عباد الله وتدفعهم بالإرهاب أو الكذب أو الخداع لتأييدها فتحصل على المشروعية المزيفة باسم الديموقراطية لقمع الرأي الآخر والحرية التي فطر البشر على حبها.
الاعلامي العربي مصطفى الآغا كتب قبل أيام مقالاً جميلاً في صحيفة (الكويتية) عبر فيه عن رؤيته تجاه الديموقراطية التي هي أصلاً (ديموس/ وتعني الشعب) و(كراتوس/ وتعني السلطة). لكنه نوه بأن الديموقراطية كثيراً ما كانت نخبوية وخيرها لا يعم الجميع.
كما نوه إلى أهمية وجود مبادئ للديموقراطية ربما أهمها الشعور بالمسؤولية الجمعية (قبل الفردية)، وهذا ما لم يعرفه العرب وبالتالي لم يعرفوا المعنى الحقيقي للديموقراطية، ولهذا فإنها لا تصلح لهم.
العرب عموماً.. والإسلاميون خصوصاً إنما يحاولون امتطاء (الديموقراطية) ليصلوا عبرها إلى الكراسي والسلطة، وإذا بلغوها.. أزالوا الحرية ومارسوا الديكتاتورية باسم الديموقراطية شأنهم في ذلك شأن أية ديكتاتورية يخلعونها.
الديموقراطية بحد ذاتها لا يمكن أن تكون هي الغاية والمنتهى كما يحاولون أن يصوروها.. بل هي وسيلة لتحقيق حياة أفضل، والحياة الأفضل هنا ذات شقين، شق معنوي يرتبط بالحرية، وشق حسي يرتبط بسبل العيش الكريم.
فهل إذا امتطى جماعة الأخ الشاهين الديموقراطية وبلغوا السلطة سيوفرون للناس الحريات والحياة الأفضل؟ أم أنهم بدعوى الديموقراطية سيذبحون الحرية ذبحاً.
التجربة خير برهان.. والبرهان شاهدناه في تركيا، مثلما شاهدناه في مصر وشاهدناه في الجزائر وشاهدناه في ليبيا وشاهدناه في العراق، ونشاهدها الآن في سورية، والنتيجة التي نظنها الأصوب ان من لا يؤمن بالحرية يجب ألا يسمح له بتسلق الديموقراطية ليصل بنا الى القمع.
ولو راجعنا سجل بعض الاسلاميين من مدعي (الديموقراطية) وصراعاتهم مع الغير ومفرداتهم الاستهزائية والمتحاملة والمزيفة للحقائق أحياناً وصولا الى الدعوات الصريحة للقتل وسفك الدماء ودق الاعناق سيكون من السهل التعرف مدى عدم ايمانهم بالحرية وميلهم الغريزي نحو القمع المزين بالغلاف المقدس.
ولكن على الجانب الآخر، تكمن مشكلتنا الحقيقية الثانية مع حكوماتنا.. فهي ايضا – شأنها شأن القوى السياسية والدينية - حكومات غير راشدة رغم ان الحكومات تتلذذ عندما يصفها الآخرون بـ«الرشيدة»، لكن الراشد العاقل من يقدر على اتخاذ القرارات السليمة بينما حكوماتنا تعاني (السفه في الإنفاق) و(السفه في التحالفات) و(السفه في النظرة الى المجتمع).
ماذا يبقى أمامنا كمواطنين.. ان كانت هذه حكوماتنا وهذه معارضتنا.. والقلة القليلة من (التقدميين) في بلادنا سلموا رقابهم بيسر وسهولة الى قوى التخلف الرجعية التي لعبت بهم يميناً وشمالاً حتى فقدوا احترامهم لأنفسهم وفقدوا احترام الناس لهم، ثم انفض معظم القلة الذين التفوا من حولهم بعدما كانوا يرون فيهم الأمل المفقود.
وبعد كل هذا جاي تقول ديموقراطية؟! يا عمي رووووح.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
278.9969
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top