مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

الإحباط والفساد المالي

د.خالد أحمد الصالح
2014/01/19   09:52 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

البعض من الشعب يتمنى المشاركة في الفساد لكنه لم يُمنح الفرصة بعد!


من منا لم يلاحظ الاحباط الذي يسود الشارع الكويتي؟ لا يكاد يجتمع ثلاثة من المواطنين أو يزيد الا وعبارات التشاؤم والاحباط هي التي يُبدأ بها الحديث وهي التي ينتهي بها الكلام.
الاحباط الجماهيري ظاهرة ليست بجديدة، وهي ليست مقصورة على الشعب الكويتي، ففي كل دول العالم تعاني مجموعة من الناس من الاحباط وعدم القدرة على تحقيق طموحاتهم، ولكن في الكويت أخذت ظاهرة الاحباط منحى عاما.
منطقيا يجب ان تكون الكويت من الدول التي يقل فيها الاحباط، فالكويتيون تتوفر لهم منذ ولادتهم حتى وفاتهم رعاية حكومية شاملة.
الكويتي يُلف عند ولادته بلحاف الحكومة ويدفن عند وفاته بكفن الحكومة، وبين الولادة والموت يتعلم الكويتي مجانا ويتعالج مجانا واذا تأخر السكن يُعطى بدلا ماليا ليؤجر سكناً، واذا لم يتوظف يُعطى بدلا للوظيفه ومعظم المواطنين يعملون في الحكومة التي تغض النظر عنهم ولا تحاسبهم ولا تفصل أحدهم من عمله على الرغم من ان انتاجية أغلبهم لا تزيد عن النصف ساعة كما أشار بذلك البنك الدولي، كما ان الحكومة لا تُحصّل من الشعب ضرائب لا على دخلهم ولا على الخدمات التي تقدمها لهم.
لكن كل ما تفعله الحكومة لارضاء الشعب الكويتي لم ينجح، بل انه مع انتشار الفساد المالي أصبح الشعب يرى الرفاهية الحكومية كالرشوة تُمنح له من أجل غض النظر عن الفساد المالي الهائل الذي يعم البلاد، والذي جعل الكويت تحتل المرتبة الأسوأ بين دول مجلس التعاون والمرتبة 69 عالميا في مؤشرات الفساد المالي، هذا هو سر الاحباط الذي يشعر به المواطن الكويتي.
13 مليار دينار أي حوالي أربعين مليار دولار فائض الميزانية، رقم ضخم جدا تزداد معه مشاعر الاحباط لدى الشعب الكويتي بدل الفرح والبهجة، والسبب؟ زيادة الفساد التي تجعل تلك الأموال تتبخر لصالح المفسدين.
(الداو) (استاد جابر) (محطة مشرف) (طوارئ الكهرباء) (التأمين الصحي) (اقالة المخلصين في الخطوط الكويتية) وعشرات الأمثلة الكبيرة والصغيرة تعكس خوف الشارع الكويتي من الفائض فهو يُترجم في النهاية الى مشاريع ضارة تنتهي بارتفاع عدد الفاسدين وحرب على المصلحين، لقد أصبح الفساد يأكل من قيمنا حتى بات الشعب يخشى ان ننتهي الى أمة بلا قيم، فكيف اذا لا ينتشر الاحباط.
نعم الفساد المالي لا يعني فقط سرقة أموال النفط، بل يعني زيادة الفساد الاداري، وانتشار قيم المادة وانتهاء عصر الأخلاق والمتاجرة بكل شيء حتى بالدين، هذه هي النتائج الحتمية للفساد المالي.
سرقات ضخمة يتذكرها الشعب الكويتي ويرى أصحابها وهم يجلسون فوق الرقاب ويُستقبلون بالدواوين كالفاتحين، واذا ما أدخلوا المستشفى لعارض صحي ازدحمت ردهات المستشفى من الشعب الذي جاء للاطمئنان على صحة من سرقهم، اختلت القيم وانتهت كلمة (أفا) من ألسنة الرجال، لهذا يشعر الشعب بالاحباط لأنه أولا ليس قادرا على منع تلك الجرائم، ولأنه ثانيا يخشى مقاطعة من يقوم بها، وأخيرا لأن البعض من الشعب يتمنى المشاركة بالفساد لكنه لم يُمنح الفرصة بعد!!.
هذا الارباك في القيم والخلل في المفاهيم هو السر وراء احباط الكويتيين، ليس نقصاً في المعاشات وليس رغبة في السفر للعلاج في الخارج وليس زيادة في قرض البيت.
يا سادة يا قادة البلد، حاربوا الفساد المالي وحاكموا من يقوم به وسوف ترون كيف ينتعش الشعب ويعود له الأمل ويزول الاحباط، هذه هي وصفة الاحباط، واسألوا أهل القيم.

د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
353.0052
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top