خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

لحظة المصير في العراق

2014/01/18   06:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
لحظة المصير في العراق



ما بين انتخابات مفصلية ينتظر أن تغيّر نتائجها الخارطة السياسية العراقية، وحرب على الإرهاب في صحراء ومن الأنبار، تبدو قراءة الواقع العراقي بحاجة الى لحظات تأمل متأنية لأن الأسابيع المقبلة ترسم معالم لحظة مصيرية لمستقبل البلد ككل.
الأول: ان التغيير في عراق اليوم كان أمريكياً بامتياز، وانهياره وتحوله الى نوع من الفرهود السياسي، لينتهي بعد ذلك الى طراز من المحاصصة الطائفية والقومية التي قسمت البلد عمودياً وأفقياً، حتى بات الهويات الفرعية هي الأصل والهوية الوطنية للعراقي تلاشت مع تصاعد نبرة استخدام تلك الهوية الفرعية في الوصول الى الوظائف العامة.
الثاني: عراق اليوم ليس بإمكانه التوصل الى تطبيقات مؤصلة في ثقافة الديموقراطية، فصندوق الاقتراع يتوقف عند الولاء العشائري والمناطقي، اعتماداً على كلمة يمكن ان تصدر عن المرجعية الدينية بهذا الاتجاه او ذاك، لذلك فنتائج هذه الصناديق لا تعدّ حقيقية في التمثيل الشعبي وفقاً لعقد اجتماعي سياسي، كون مثل هذا العقد المفترض غير موجود أصلاً في تطبيقات التوافق الديموقراطي التي حجمت قدرات حكومة تمتلك موازنات توفق موازنات 6 دول!
الثالث: ان الميول الاستراتيجية لدول الإقليم النافذة مازالت تتعاطى مع الوضع العراقي بذات المعايير التي وضعتها لمقاومة ظهور الهلال الشيعي واذا به يظهر في الحقبة الإيرانية الجديدة بعد الاتفاق النووي بين طهران والمجتمع الدولي بزعامة واشنطن، لكن استمرار دول الإقليم العربية خاصة، في سياساتها المعادية للحكم الشيعي في العراق، جعل الكثير من الأمور تفسر بذات معطيات الهويات الطائفية، وهو ما حذر منه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لأكثر من مرة بأن (أكراد العراق ليسوا سرّاقاً والسّنّة ليسوا إرهابيين)، لكن اغلاق مكتب جريدة «الشرق الأوسط» في بغداد والموافقة على اتفاقية تبادل السجناء مع إيران ورفضها برلمانياً مع السعودية يدلل على وجود مثل هذه المعايير بوضوح.
رابعاً: مازالت الأولويات الأمريكية ان يكون العراق معبراً لفكرة الشرق الأوسط الكبير من خلال زيادة صادراته النفطية، وإحداث الزلزال الشيعي-السُّنّي لمعاقبة المنقطة على احداث الحادي عشر من أيلول باعتبار ان القوة الرمزية للإسلام الجهادي لابد أن تنتهي بعاصفة من الرفض الشعبي له داخل المجتمعات الإسلامية ذاتها وما تفعله «داعش» في سورية والعراق من اكل القلوب أمام الكاميرات نموذج لذلك كل ما تقدم يؤكد ان العراق ساحة تصفية حسابات شيعية-سُنّية عراقياً وإقليمياً، لأن قياداته مازالت تعيش مراهقة سياسية تتعاطى مع نزواتها الشخصية أكثر من اعتباراتها الوطنية، فهل سيفهم الناخب العراقي ذلك؟

بغداد – مازن صاحب


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
86.0129
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top