مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«القارة السمراء»

وسمية المسلم
2014/01/16   09:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

أفريقيا عبارة عن خزان مليء بالموارد الزراعية والحيوانية ومجال واسع للاستثمار


من الحكمة والبعد الاستراتيجي المستقبلي أن تستضيف دولة الكويت بقيادة الحكيم أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه رؤساء الدول الأفريقية في قمة «شركاء في التنمية والاستثمار» التعاون بين الدول العربية والدول الأفريقية كشركاء في التنمية بانعقاد القمة الأفريقية الثالثة في دولة الكويت في الفترة من 20-19 نوفمبر لعام 2013 من السنة الماضية لما تتمتع به قارة أفريقيا من العوامل الجاذبة للاستثمار فقارة أفريقيا عبارة عن خزان مليء بالموارد المعدنية والزراعية والحيوانية ومجال واسع للاستثمار.
قارة أفريقيا تقترب من قارة آسيا عبر برزخ السويس الذي شقت فيه قناة السويس ويفصلها عن شبه الجزيرة العربية من الناحية الشرقية البحر الأحمر الذي يضيق جنوباً عند مضيق باب المندب ويحدها شرقاً كذلك المحيط الهندي وهما من أنشط البحار من الناحية التجارية ويحدها شمالاً البحر المتوسط وهو صلة الوصل بين أفريقيا وأوروبا وتكاد قارة أفريقيا أن تتصل بقارة أوروبا عند مضيق جبل طارق حيث لا يزيد عرضه عن 14 كم ويحدها غرباً المحيط الأطلسي وجنوباً التقاء المحيطين الهندي والاطلسي عند رأس الرجاء الصالح.
سيطرت الدول الأوروبية على قارة أفريقيا عندما بدأت حركة الكشوفات الجغرافية حيث كانت أسبانيا والبرتغال من أوائل الدول الأوروبية الاستعمارية لقارة أفريقيا وعندما بدأت الاكتشافات البرتغالية برحلة فاسكو داجاما التاريخية الى الهند عبر رأس الرجاء الصالح في سنة 1498م حيث سيطرت الدول الأوروبية «البرتغال – أسبانيا - بريطانيا – بلجيكا - ألمانيا – ايطاليا – والولايات المتحدة الأمريكية - والتي أبدت اهتماماً بالقارة في ميدان النشاط التبشيري والتجاري».
اهتم الأوروبيون وسيطروا على الموارد الاقتصادية الزراعية والمعدنية. ادخل الأوروبيون الزراعة الواسعة التي تعتمد على الآلات وتنتج الحاصلات النقدية بكميات كبيرة مخصصة للتصدير مثل زراعة المطاط ونخيل الزيت والكاكاو والقطن والبن وقصب السكر والشاي والأناناس والفول السوداني وغيرها من الحاصلات النقدية في كل من الكونغو وليبيريا والسنغال وغانا ونيجيريا وزراعة الشاي والبن في شرق افريقيا وخاصة في كينيا وتنزانيا وأوغندا. وتتوافر حياة زراعية غنية بسبب توافر المياه العذبة سواء كانت من الأنهار مثل نهر النيل ونهر الكونغو ونهر النيجر ونهر الزمبيزي وغيرها من الأنهار والأحواض والبحيرات وتوافر الحياة النباتية الكثيفة وخاصة في نطاق الاقليم الاستوائي والمدارين بسبب سقوط الامطار الغزيرة طوال العام ورطوبة مرتفعة وتربة بركانية خصبة والغابات الاستوائية الكثيفة لا تستغل بسبب كثافتها وتأخر القاطنين فيها وعدم وجود وسائل النقل الحديثة ومن اهم اخشابها الماهوجني والأبنوس. كما يستخرج الصمغ من أشجار الهاشاب والطلح من السودان ومن الدول المستفيدة من ثرواتها الخشبية ساحل العاج ونيجيريا والغابون وأثيوبيا.
وقارة أفريقيا عبارة عن مخزن مليء بالثروات المعدنية وموارد معدنية كامنة ما زالت غير مستغلة ومن اهم المعادن الألماس – الذهب - النحاس - الفوسفات – الحديد - القصدير - البلاتين وغيرها من المعادن وكذلك تتوافر مصادر الطاقة مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي وقد استغل الاستعمار الأوروبي قديماً الثروات المعدنية عن طريق شركاته.
ورغم توافر حشائش السافانا فانها لا تستغل جيداً في الرعي لتأخر الرعاة وعدم توفر العناية البيطرية وعدم معرفة الأهالي بالتهجين وتتوفر في أفريقيا أنواع عديدة من الحيوانات منها الماشية والماعز والأغنام والأبل والتي يمكن التوسع في استغلالها اقتصادياً ولكنها لا تستغل نتيجة الجهل والفقر وقلة طرق وسائل النقل الحديثة.
تعتبر قارة أفريقيا من القارات القليلة في كثافتها السكانية ويتوزع السكان توزيعاً غير منتظم، وقد استنزفت تجارة الرقيق موارد القارة البشرية وخاصة العناصر الشابة وذلك خلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر وفقدت أفريقيا 50 مليون نسمة وصل الى الأمريكيتين حوالي 20 مليون نسمة.
ومن الاسباب الرئيسية لتأخر النهضة الصناعية للقارة:
< النسبة العالية من الأمية والفقر والجوع والمرض.
< العادات والمواقف وأشكال التنظيم الاجتماعي المحلية التي من شأنها أن تعرقل نمو اقتصاد حديث.
< قلة إمكانات النقل والمواصلات.
< قلة رأس المال الذي يمكن استعماله لتشجيع زيادة الانتاج الزراعي والصناعي ومن ثم رفع المستوى المعيشي للمواطن الأفريقي.
< مشاكل النزاعات العنصرية والتي تعد من أخطر المشاكل الأفريقية.
كان لزاماً على الدول الأفريقية بتهيئة الطرق المناسبة اقتصادياً وسياسياً وقانونياً في الدول الأفريقية لتكون قادرة على استمالة رؤوس الأموال العربية للاستثمار والتنمية فيها من خلال نبذ استخدام العنف والاعتداءات والارهاب والقرصنة وتفعيل دور المؤسسات الاقليمية والدولية لتكون هي المرجعية في توجيه الاستثمار والاشراف والرقابة عليه وربط مصالح الشعوب وفقاً للقانون الدولي ومبادئ العادلة وربط الاستثمار والتنمية بالمصالح الشعبية.

وسمية المسلّم
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
347.9982
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top