مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

د.طه حسين والإصلاح الفكري

عبدالله خلف
2014/01/09   10:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

ابتعد عن الأحزاب وجدلها العقيم الذي جر البلاد إلى عدة اتجاهات


منذ بدايات القرن العشرين كان همه اصلاح الفكر الديني والادبي، كتب سيرته في (الايام) فلم يُشر الى شواغله السياسي.. درس في الازهر فوجد فيه تراكمات نقلية ومراجع صفراء لا تواكب العصر.. ابتعد طه حسين عن الاحزاب وجدلها العقيم الذي جر البلاد الى عدة اتجاهات.
يقول عنه الاستاذ رجاء النقاش في كتاب (الهلال) تحت عنوان (ادباء معاصرون): كان طه حسين اديبا وفكرا اصلاحيا.. وعندما دخل ميدان السياسة، وتوغل فيه كان كأديب ومفكر، ولم يدخله كسياسي.. ولم تستطع القوى السياسية التي ارتبط بها ان تفرض عليه طابعها الخاص، بقدر ما ترك هو طابعه على هذه القوى واستفاد منها لخدمة افكاره وقضاياه التي كان يؤمن بها.. ولم تدخل المعترك السياسي احزاب دينية بها، بل كانت هناك تيارات دينية اصلاحية، يقودها الشيخ محمد عبده.
حدث اول ارتباط بين طه حسين وبين الاحزاب السياسية عندما ارتبط بحزب (الامة) وهو حزب ارستقراطي كان يقوده لطفي السيد وكان طه حسين معجبا به.. وكان يمثل لطفي السيد رأس الفكر الحديث، وكان محررا لجريدة (الجريدة) التي اسسها حزب الامة سنة 1907، برأسمال مقداره عشرون الف جنيه وهو مبلغ كبير، وكانت الاحزاب ترى في حزب الامة حزبا رجعيا يمثل كبار الاقطاعيين والاغنياء، ومواليا للانجليز والحكومة..
طه حسين لم يكن من اسرة غنية ولكن نبوغه أهّله لعضوية حزب (الامة).
وكان طه حسين يعيش في بيئة ازهرية متحفظة.. ويؤيد تيار محمد عبده المتنور، وكان لطفي السيد أكبر عقل مثقف ثقافة غربية.. واراد لمصر ان تتجه اتجاها غربيا.. وكان في مصر مجموعة من المفكرين العرب والذين يطلق عليهم «الشوام» ويمثلون السوريين واللبنانيين والاردنيين، منهم يعقوب صروف، وشبلي شميل، وفرح انطون وعلى اتصال بمفكري العراق.. وساند طه حسين في فكره التحرري الاصلاح الادبي والفكر الديني، لطفي السيد.
وقفت الاحزاب الوطنية من حزب (الامة) موقفا معادياً.. لأن هذا الحزب كان يهادن الانجليز ويتعاون معهم.. وقال رجاء النقاش: طه حسين قد ارتبط بحزب الامة من خلال التيار الفكري لا من خلال الفكر السياسي.. وارتبط بالفكر الحر المتفتح على الثقافة العربية.. وكان ثائرا على الفكر المحافظ في الازهر ووجده مع التيار الثقافي لحزب الامة مع لطفي السيد.
لم يكن طه حسين مؤيدا للاقطاع والرجعية بل كان باحثا عن مجالات الفكر المتحرر وكان الشخص الذي يميل اليه هو لطفي السيد من كبار الاقطاعيين.. وتحول من حزب الاغنياء والاقطاعيين (الامة) الى الحزب (الوطني) الذي كان محافظا متعصبا في كثير من القضايا للامور الدينية المرتبطة بالسياسة.. وكان ينظر الى الخلافة الاسلامية أو الوحدة الاسلامية.
وكانت تركيا رمز التخلف الشرقي، متمثلة بحكومة السلاطين المستبدين الطغاة الرجعيين، لا يعترفون بالديموقراطية بل كانوا يهدفون الى جر مصر والبلاد العربية الاخرى الى سياسة التتريك، وشجعت على تعليم التركية لتكون اللغة الرسمية في بلاد العرب، لغة المؤسسات الحكومية ولغة الجيش والسياسة، ودخل طه حسين في معركة السفور والحجاب مع الشيخ عبدالعزيز جاويش وحرية المرأة، واختلف مع الحزب الوطني الذي ينادي بالحجر على المرأة.. وكان هذا الحزب يميل الى الدولة الدينية ويؤيد الخلافة العثمانية باعتبار ذلك استمرارا للخلافة الاسلامية.
ونادى طه حسين بفصل الدين عن الدولة، والاخذ بفكرة الدولة المدنية العصرية.. لذا ترك طه حسين حزبي الامة والوطني وتفرغ لاصلاح الفكر الادبي والفكر الديني.

عبدالله خلف
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1311.0107
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top