مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

المصالح السياسية فوق حقوق الإنسان

عبدالله الهدلق
2014/01/08   10:23 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

المجتمع الدولي ضحى بحقوق الإنسان في إيران من أجل منافع سياسية لن تدوم


استغربت كاتبة المقال في صحيفة «واشنطن بوست» «شيرين عبادي» من انه في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الفارسي «محمد جواد ظريف» يصافح نظراءه الغربيين اخيرا في جنيف محتفلا بالاتفاق النووي المؤقت الذي يستمر ستة اشهر، كانت جثث اكثر من (23) شخصا تتدلى من حبال الرافعات في احدى ساحات طهران الكئيبة باعثة الرعب والفزع والخوف بين افراد الشعب الايراني الذي تنفذ بلاده «ايران» اعلى معدلات الاعدام من دون محاكمة في العالم، وتتساءل الكاتبة في نهاية مقالها: «كيف يمكن قبول مثل تلك الممارسات الفارسية مع تحرُّك زعماء العالم نحو مرحلة متقدمة من التقارب مع «ايران»؟».
لا شك في ان الدبلوماسية افضل من الحروب، ولكن التضحية بحقوق الانسان من اجل مصالح سياسية في ايران امر مرفوض، فقد ازداد معدل الاعدامات بلا محاكمات في بلاد فارس «ايران» بشكل لافت للنظر وغير مقبول، كما ان الكثير من الايرانيين يقاسون اوضاعا غير انسانية ويعانون من شظف العيش، بخلاف استمرار تعذيب المعارضين والمنشقين وتشديد الرقابة على اجهزة ووسائل الاعلام واضطهاد السنَّة والمجموعات العرقية كعرب الاحواز، والاتراك، والارمن، والتراكمة وغيرهم ولكن المجتمع الدولي مع الاسف الشديد يتجاهل حقوق الانسان في بلاد فارس «ايران» من اجل مصالحه السياسية في ايران.
ويفتقر كل نظام سلطوي مستبد الى الشرعية لذا يمارس النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي سلطة عسكرية ثيوقراطية دينية ويفرض نفسه وصيا على الشعب الايراني ويمارس التمييز العرقي والديني والطائفي والتعصب والعنف وينتهك حقوق الانسان، وعلى الرغم من ان الجمعية العامة للامم المتحدة قد تبنت قرارا يدين سجل بلاد فارس «ايران» في مجال حقوق الانسان فإن الاتفاقية الاخيرة بين مجموعة دول «5 + 1» وبلاد فارس «ايران» تجاهلت تماما كل تلك الانتهاكات، كما ان المجتمع الدولي ضحى بحقوق الانسان في «ايران» من اجل مصالح ومنافع سياسية لن تدوم.
هناك مخطط معيَّن وراء ما يجري هدفه تغيير النظام الفارسي وتحويله من خصم الى شريك وذلك من خلال التظاهر بقبول كلي أو جزئي بمطالب بلاد فارس «ايران» الرئيسية في ما يتعلق بملفها النووي العسكري، ويبدو ان ذلك المخطط هو ما احدث انقساما واضحا بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية حول السياسة الامريكية الاقليمية بشكل عام والوضع السوري بشكل خاص.
وفي سعيها لاقامة شراكة استراتيجية تتسم بانفراج ودي مع بلاد فارس «ايران» وتآلف امريكي – فارسي «ايراني» فإن السياسة الامريكية ستجرف منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط الى منزلق خطير جدا اذ ليس هناك سبب مقنع يدعو للاعتقاد بأن ايران تخلت أو يمكن ان تتخلى عن مخططاتها للهيمنة الاقليمية وهو ما سيؤدي كنتيجة لاحقة الى زعزعة الاستقرار بدلا من تعزيزه كما تروج طهران وحلفاؤها، وسيقود المنطقة الى صدام مباشر في النهاية نتيجة للسياسات الامريكية الخرقاء.
وهناك بوادر صفقة بين واشنطن وطهران تعمل بشكل واسع وجدي على انهاء ملفين اثنين شائكين هما:
< تسوية وانهاء سلاح «حزب نصرالله!» الارهابي الفارسي مقابل تجميد عمل المحكمة الدولية الخاصة بملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
< منح رئيس الوزراء العراقي جواد/نوري المالكي – بصفته وكيلا لبلاد فارس «ايران» في العراق وزعيما لـ«حزب الدعوة!» الارهابي الفارسي – ولاية ثالثة لحكم العراق بدعم كامل وتام من مرشد الثورة الفارسية «خامنئي».
وسيقدم المالكي – في سبيل ذلك – تنازلات سياسية واقتصادية وتجارية للنظامين الفارسي والبعثي النصيري لضمان بقائه في السلطة للمرة الثالثة.

المالكي يدمر العراق ويُبيد شعبه

فاقت جرائم ومذابح حكومة وكيل بلاد فارس «إيران» في العراق، زعيم حزب الدعوة الإرهابي الفارسي جواد نوري المالكي، التي تقترفها في الأنبار وضد ساكني مخيم ليبرتي، فاقت كل تصور بعد أن وصلت إلى مرحلة إبادة الشعب العراقي بالطائرات والدبابات حيث تبيد قوات المالكي المئات من أبناء العشائر في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى في وقت تقف فيه الأمم المتحدة موقف المتجاهل واللامبالي أمام تلك المجازر والمذابح الفظيعة التي تقترفها عصابات حكومة المالكي يومياً في العراق، مما يجعل صمت الأمم المتحدة تجاه مجازر المالكي ومذابحه وجرائمه بحق الشعب العراقي وحق ساكني مخيم ليبرتي يثير شكوك العالم ويُشكل مؤشرا خطيرا يدل على فقدان تلك المنظمة الدولية لمصداقيتها.
وباتت أكاذيب المالكي وافتراءاته مكشوفة للعيان حول تبريره لمجازره ومذابحه الأخيرة التي اقترفتها عصاباته الطائفية المسلحة لتطويق مدينتي الفلوجة والرمادي ومهاجمة المحتجين على سياساته الإجرامية حين قتلت تلك العصابات الإرهابية المواطنين الأبرياء الذين سبق أن توعدهم المالكي علنا بالموت إذا لم يرضخوا لحكمه الفاسد، فقد زعمت أبواق المالكي الإعلامية الكاذبة وروجت قصة مطاردة القاعدة والإرهابيين في صحراء الأنبار.
ويدين أحرار العراق من أنصار السنة قتل المدنيين الأبرياء وإبادة الشعب العراقي على أيدي عصابات المالكي الإرهابية، ويؤكدون إصرار الشعب العراقي الأبي وقواه الوطنية على مواصلة النضال حتى إسقاط حكومة المالكي العميلة لبلاد فارس «إيران» والقوى الذليلة المتحالفة معها، ويستغربون من صمت المجتمع الدولي إزاء مجازر المالكي وجرائمه بحق الشعب العراقي، وفصول القتل اليومي المنظم والممنهج التي تقترفها قوات المالكي الطائفية في العراق، ذلك الصمت الذي يشجع عصابات المالكي على ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح بحق الإنسانية وهو ما حدث فعلاً عندما صرح بعض أركان حكومة المالكي باستكمال استعداداتهم لشن حملة عسكرية مشابهة على محافظة ديالى وغيرها من المحافظات العراقية.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
486.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top