خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

منافع متبادلة

2014/01/06   04:55 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
منافع متبادلة



لا يختلف الكثير من المراقبين على أن الأحزاب الإسلامية بمختلف نكهاتها وألوانها تعمل ضمن اجندة واحدة، وإعادة النظر في السجل التاريخي لتأسيسها تظهر الأجندة المخابراتية منذ لورنس العرب مرورا بالمخابرات البريطانية التي وجدت في المد الإسلامي (الأخضر) الحل الأمثل لمواجهة المد الشيوعي (الأحمر)، وانتهاء بتشكيل تنظيم القاعدة في أفغانستان بتمويل عربي واستخدام أمريكي لتنتهي الى إشكالات واضحة في المشهد السياسي ما بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة.
اليوم يطرح السؤال عن حملة التخادم ما بين هذه الأحزاب الإسلاموية في المنطقة، مرة فيما بينها وأخرى ما بينها وبين الجهات التي توظفها لخدمة مصالحها بشكل مباشر او غير مباشر، كما سبق وأن فعل الخميني «رحمه الله» في تجرّع كأس السم لإيقاف حربه التي استمرت 8 سنوات لتصدير ثورته الى الخليج العربي، فإذا بخلفائه اليوم يصدرونها من خلال البوابة الأمريكية، والتيار السلفي العربي يرقص فرحاً لتفجيرات الانتحاريين في مدن العراق وهي تنثر أشلاءهم في طرقاتها.
والمعركة اليوم في الأنبار ليست أكثر من هذا التخادم لتبادل المنفعة لأسباب متعددة، لا تقبل الكثير من الجدال، الأول ان رئيس الوزراء العراقي الذي يواجه استحقاقات مخيفة من الإخفاقات أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة بحاجة الى رؤوس اهل السُّنّة ليحظى بموافقة المرشد الإيراني على ترشيحه لرئاسة الحكومة لدورة ثالثة، ويحتاج أيضاً الى موافقة الأمريكان الذين حذّروه لأكثر من مرة في الخلط ما بين الأهداف الإيرانية والأمريكية في حربه ضد الإرهاب، لكن حاجة واشنطن الى يد عراقية لمحاربة «داعش» في الأنبار وفقاً لما ذكره جون كيري بأنها حرب عراقية!
في المقابل، تتخادم الأطراف السلفية مع الأهداف الإيرانية في العراق وحتى في الملف السوري حينما تترك الإرادة الشعبية وتتعاطى مع نقل معركتها الى أرض الغير، في حين تواجه استحقاقات مباشرة على أراضيها مثل الاستحقاق في البحرين او في مناطق نفوذ إيرانية محتملة في السعودية ناهيك عن الوضع في اليمن.
كل ذلك يجعل من الأهداف الحيوية لأجندات التيار السلفي الإسلامي يتعاطى مع الأهداف الإيرانية بالصياغة ذاتها حينما يجعل من الأرض السياسية الرخوة في العراق وسورية مناطق تصفية نفوذ وليس مناطق تعاون لردم الفجوات السياسية، التي تحتاج الى حوار مباشر إيراني سلفي بشكل عام وهناك كما اعتقد أكثر من مركز إسلامي لتقريب وجهات النظر بين المذاهب، من الأفضل لهذا التنافس الديني على النفوذ ان يناقشه بدلاً من سفك دماء المسلمين.
ولكن!!!
لأن هذه الأحزاب بنوعها الإيراني المحض او تلك التي تنادي بأعلى صوتها بالأصولية السلفية ترتبط بلا مواربة بالأجندة الصهيونية وعلاقاتها ما تحت الطاولة وما عليها مع إسرائيل، تتخادم مع هذه الأهداف لسفك دماء المسلمين خدمة لأهداف الصهيونية، وإلا فإن القتال يكون ضد إسرائيل وعلى أرض فلسطين المغتصبة وليس داخل الأنبار اوفي مدن سورية وأزقة دمشق ونكاح بناتها المهجرات بمئة دولار!

بغداد – مازن صاحب


التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.9995 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top