مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

عملية الافتراس (ي) .. للشيخ العفاسي

وليد جاسم الجاسم
2014/01/04   09:00 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



تعرّض الشيخ مشاري العفاسي الى عملية تشبه محاولة (الافتراس الجماعي) من قبل ناشطي الإخوان المسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي من المباشرين المعلنين وآخرين مستترين لكنهم يظهرون وقت اللزوم للمساهمة في ضرب من ينحرف عن المسار الذي يرونه أو يختلف عن الفكر الذي يروِّجونه، في عملية كبرى للإرهاب الفكري احترفوا ممارستها منذ زمن على وسائل التواصل الاجتماعي التي احتلوها مبكراً وأصبحوا خير من يوجهون مساراتها.
طبعاً.. هناك الكثير من (طراطير وأتباع) وسائل التواصل الاجتماعي ممّن ينتهجون أسلوب (مع الخيل يا شقرا) وتراهم على الفور يشاركون في عمليات (الافتراس الجماعي) كنوع من التقليد لأنهم أقل من أن يكون لهم فكر مستقل، أو لأنهم يبحثون عن المزيد من المتابعين وبعض كلمات المديح والإطراء على غرار.. كفو.. كفو، أو كدور مرسوم لهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون، ولكنهم يشاركون ويضربون ويهاجمون.
كل الجرم الذي ارتكبه الشيخ العفاسي هو أنه (شغّل مُخَّه) ودعا الأتباع من (الطراطير) الى أن يشغّلوا مخهم في التعاطي مع الأزمة المصرية.
كل ما قاله إن للفريقين في مصر أخطاء، وبالتالي لا تلزم نفسك ولا غيرك بالدفاع عن أحد الفريقين.
أيضاً.. استنكر (حبهم) لمن أمرهم بالمكوث في الميادين و(تسبّب) في قتل المسلمين. وهو هنا لم يخطئ إنما هذا النوع من التفكير السويّ المتحرر من القيود والتوجيه يمثل أكبر خطر عليهم وعلى قدرتهم في السيطرة على الناس واقتيادهم، وخصوصاً إذا جاء الفكر السليم المنطقي ممّن يحظى بشعبية جارفة ومحبة كبيرة مثل العفاسي، فإن خطورته عليهم وعلى قدرتهم على اقتياد الناس تكون مضاعفة.. ولهذا.. عقابه يكون مضاعفاً مثلما رأينا ليكون عبرة لأي شخص آخر من ذوي الشعبية يشغل مخه ويفكر بمنطق.
ووضعهم العفاسي في (خانة اليك) عندما سألهم متحدياً.. كيف تنكر عليّ موقفي في مصر.. ولا تنكر على حماس موقفها رغم أنها تضع يدها بيد قتلة (حماس السورية).. وأعني إيران.
مع مثل هذه الأسئلة المنطقية والزوايا العقلية الحرجة.. لا يملكون إلا أن يجن جنونهم.. ويضربوا بوحشية ودون أي وازع أخلاقي أو ديني وصولاً الى الافتراس الجماعي.
والمزعج أكثر ان مثل هؤلاء بثقافتهم المناوئة للحرية والتفتح الذهني والتحرر من سطوة الحزب هم مَن قادوا الحراك الإصلاحي في الكويت، فكانوا عنصر تنفير وتخويف، فالجميع تقريباً يعرفون أن حكوماتنا الفاسدة رغم كل بلاويها أكثر رأفة ورحمة بالبشر من مثل هؤلاء رغم كل استتارهم المزيّف بالديموقراطية واحترامهم الكاذب للفكر الحر والحريات.
لقد صدق العفاسي عندما قال (سيأتي يوم يطالبون فيه بالمصالحة، وسيكررون دعوتي ولكنها ستكون متأخرة). وصدق أيضاً عندما قال (لا تناقشوا متعصّباً أو كذاباً)، ولكنهم - يا شيخ - لا يفقهون.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
377.0095
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top