خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نيويورك تايمز

الأزمة السورية تعيد الدفء من جديد للعلاقات التركية – الإيرانية

2013/11/02   08:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



بقلم – تيم أرانغو:

يبدو أن الدفء بدأ يعود الى العلاقات بين تركيا وإيران اللتين تقفان على طرفي نقيض في الحرب الأهلية السورية.
هذا الدفء، الذي ظهر من خلال تأكيد الطرفين انهما يشعران بقلق مشترك حيال تزايد النزعة الطائفية، وانهما يريدان تنسيق المواقف فيما بينهما من أجل إحلال السلام في جارتهما سورية، جاء مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية لتركيا ومع سعي المجتمع الدولي لعقد محادثات سلام في جنيف من أجل وضع حد للصراع الدائر في سورية.
ويبدو أن المسؤولين الأتراك يريدون لعب دور الوسيط الآن بين الغرب وإيران حول سورية كما فعلوا سابقاً في المسألة النووية الإيرانية حينما لعبوا دوراً وسيطاً بين طهران وعواصم الغرب.
غير أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أوضح بما لا يدع مجالاً للشك خلال اجتماعه مع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران أثناء الزيارة انه لا يزال يعتقد بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. ولاحظ مسؤول تركي رفيع المستوى أن تركيا يمكن أن تدعم خطة لبقاء بعض مؤسسات الدولة السورية، لكن أنقرة ستواصل ضغطها على إيران كي تتخلى عن الأسد.
بل ويقول بعض المسؤولين الأتراك سراً إن تركيا سوف تواصل دعمها للثوار السوريين حتى مع اقتراب موعد محادثات السلام، وذلك لأن على هؤلاء الثوار التفاوض من موقع القوة لا الضعف في جنيف.
بيد أن الزيارة الإيرانية لتركيا تبيّن حقيقة صعبة وهي أن سياسة أنقرة في دعم الثوار لم تنجح في الإطاحة بحكومة الأسد بل وأدت الى زيادة خطر المجموعات المتطرفة المرتبطة بـ«القاعدة» التي باتت تهيمن تقريباً على ساحة المعركة في سورية.
وكانت تركيا قد تلقت في الفترة الأخيرة انتقاداً أمريكياً لسماحها بعبور الأسلحة والمقاتلين المتشددين لحدودها الجنوبية مع سورية.

لوم واستياء

إلا أن المسؤولين الأتراك لا يترددون أيضاً في صب اللوم على الولايات المتحدة في بروز المجموعات المتطرفة، وذلك لأن واشنطن لم تفعل ما يكفي لمساندة الثوار المعتدلين منذ بداية الصراع.
والواقع أن تركيا كانت قد أعربت علناً، مثل المملكة العربية السعودية، عن استيائها من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتقاعسهما في تقديم الدعم الضروري للمعارضة السورية، ولتراجعهما عن القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري مقابل تدمير ترسانته الكيماوية وانتهاج طريق الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
غير أن الحوار، الذي دار بين وزيري خارجية تركيا وإيران خلال مؤتمر للأمن عُقد في اسطنبول يوم الجمعة الماضي، أزال على ما يبدو العديد من الخلافات بين هاتين القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط تركيا وإيران على الرغم من أن لكل منهما أجندة خاصة بها، ليس فقط في سورية بل وفي العراق أيضاً.
فبينما أبلغ ظريف الصحافة أن الصراع الطائفي في سورية تقف وراءه «القاعدة» والمجموعات الجهادية الأخرى، وانه بات يشكل خطراً على بلدان مجاورة قائلاً: إذا استمر لهيب الطائفية في الشرق الأوسط ستظهر نتائجه في شوارع لندن، روما، مدريد ونيويورك، أكد وزير الخارجية التركية أوغلو ان التعاون بين أنقرة وطهران يمكن أن يساعد في منع حدوث مثل هذه السيناريوهات.

هجوم ساحر

ولاشك أن ظهور أوغلو وظريف معاً في المؤتمر يؤكد الهجوم الساحر الذي بدأته طهران على المستوى الدولي منذ تولي الرئيس الجديد حسن روحاني دفة السلطة إثر فوزه في انتخابات يونيو الماضي.
فقد ألمح روحاني منذ البداية أنه يريد إقامة علاقات أكثر دفئاً مع الغرب، مشيراً الى احتمال التوصل لاتفاق معه حول برنامج إيران النووي والعمل أيضاً من أجل الوصول لحل دبلوماسي للصراع السوري.
هذا الاتجاه أكده ظريف في تركيا من جديد عندما أبلغ الصحافيين ان تركيا وإيران ستعملان معاً لإنهاء الحرب في سورية، وقال: نعتقد أن على الناس اتخاذ قراراتهم من خلال صناديق الانتخاب، ومن الضروري الآن أن تنتهي المأساة في سورية من خلال مساعدة الدول المجاورة لها في ذلك وهذه من المسائل التي اتفقنا عليها معاً مع صديقي أوغلو.
ثم اختتم ظريف تعليقه هذا قائلاً: بالطبع يمكن أن يكون هناك خلاف بالرأي حتى بين الإخوة، لكننا سوف نبذل المزيد من الجهود للتغلب على مثل هذه الخلافات، والوصول لوجهة نظر مشتركة.

تعريب نبيل زلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.9996
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top