خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

ما بعد زيارة المالكي إلى واشنطن

2013/11/01   06:40 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
ما بعد زيارة المالكي إلى واشنطن



في حوار المدن الذي يخوضه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي خلال زيارته الى الولايات المتحدة، تظهر استحقاقات متبادلة بين المدن محل النزاع الاقليمي من جهات نظر أمريكية وايضا من طهران وانقرة ودمشق، ناهيك عن بغداد واربيل والانبار وسواها التي تعتصم منذ اكثر من 10 اشهر للمطالبة بما تصفه حقوقا سلبها المالكي وحكومته.
لكل واحدة من هذه المدن قراءتها المتناقضة عن الاخرى، وفي جردة حساب واقعية، فان نتائج هذه الزيارة تؤثر مباشرة على ملفي العلاقات الأمريكية الإيرانية ومؤتمر جنيف -2 بعد ان تجرأ الاخضر الابراهيمي ليعلن وصفه عن العربية السعودية باعتبارها المعرقل الابرز لانعقاده، يضاف الى ذلك ان ما تتداوله وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تعويض التحول الإيراني بكونها من دول الحافة النووية، مقابل الاتساق مع السياسات الأمريكية الحالية في المنطقة، فضلا عن تسارع الخطوات التركية للترحيب بزيارة مقبلة للمالكي من اجل رفع الفتور في العلاقات بين البلدين.
كل ذلك يجري والقوات السورية النظامية تستعيد سيطرتها على بلدات وقرى بعد ان تحول النزاع الى تصارع على المصالح ما بين الجيش السوري الحر المدعوم اوربيا وأمريكيا مع «داعش» مختصر مضمون وجود تنظيم القاعدة في هذا الملف، الذي رفض كليا من اغلب الاطراف الا بعض الاطراف العربية وبالأخص اطرافا خليجية.
عراقيا مازال النزاع السياسي بين بغداد واربيل يتمحور ما بين نموذج الدولة الاتحادية بصلاحيات واسعة كما اتفق عليه في مؤتمر لندن الذي رعته واشنطن لاطراف المعارضة العراقية، وتضمنه الدستور العراقي على مضض من قبل القوى الشيعية الإسلامي، التي وجدت ان الشعب العراقي في الوسط والجنوب مازال يرفض حتى فكرة العودة الى المحاكم الشرعية للاحوال الجعفرية !!
لذلك هناك من يراهن من نواب ما يعرف بالمحافظات السنية المنتفضة على ربط تقديم الدعم الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لولاية ثالثة بالكثير من مطالب ساحات الاعتصام بل وهناك من يرحب بربط الصفقات العسكرية بهذه المطالب، بما يفتح الابواب العراقية كاملة امام التدخل الأمريكي الذي يحتاجه المالكي اليوم بقوة من اجل ولايته الثالثة، فهل يقدم هذه التنازلات؟؟؟
الواضح ان ما يدعو اليه المالكي حول المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب وما شدد عليه بوصفه «الحرب العالمية الثالثة» لا يمكن ان يجري الا ضمن التوجهات الجديدة بان يكون فيلق القدس الإيراني بقيادة الجنرال سليماني هو القوة الضاربة لمكافحة هذا الارهاب من تنظيم القاعدة ومن يدعمها، لاسيما في المنطقة، وعدم الحضور السعودي خاصة والخليجي عامة في هذا الاطار من الحلول الاقليمية، يعني خسارة فادحة يمكن ان تمرر الكثير من المخططات الإيرانية والاسرائيلية على حد سواء لشراء نتاج الاحتلال الأمريكي للعراق.
مثل هذا التحليل لا يعتمد نظرية المؤامرة بل منهجية التحليل المستقبلي لرسم سيناريوهات تأخذ معطيات واقعية كمدخلات تعالج في سياق سياسات معلنة ومعروفة لتنتهي الى مخرجات يمكن توقعها وترجيح اي سيناريو مستقبلي هو الافضل لكل واحدة من هذه المدن التي تطرح طموحاتها الاستراتيجية واحتياجاتها المرحلية على مستوى علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الاوسط الجديد من بوابة زيارة المالكي الى واشنطن التي ربما سترسم ملامح سياسات أمريكية حتى الربع الاول من القرن الجاري.
مشكلة العراق انه يسعى من اطراف غير حكومية الابتعاد عن فرضيات اللبننة وتحوله الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية المقبلة، يما تبقى مصالحة المالكي والاحزاب الإسلاموية الشيعية والسنية على حد سواء ان تتواصل في جعل العراق واهله وقودا هذه الحرب الطائفية القذرة التي يراد لها ان تصفي القوة الإسلامية والعربية لصالح المشروع الأمريكي الاسرائيلي الإيراني، هذه الحرب التي جعلت اللبناني والمصري وحتى المواطن السوري على دراية بان غضبهم من سياسات حكومية فاشلة لا يمكن الموافقة على التغيير السياسي بنموذج العرقنة، وتحويل بلدانهم الى ساحة لتصفية هذه الحسابات والانتقال الى نموذج اقرب الى رقعة الشطرنج التي تطبقها واشنطن وإيران وغيرها من القوى الاقليمية في العراق الجديد حتى ان احد النواب المعروفين يتفاخر بان 39 مخابرات لدول اجنبية تسيطر على العراق كله!!
والسؤال عن ردود الافعال ما ظهور نتائج زيارة المالكي الى واشنطن مرة في جنيف -2 واخرى في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة وثالثة في الدور الجديد لإيران ما بعد روحاني..كيف ستقرأ من دول عربية بارزة..بحاجة الى اجابات موضوعية مقبلة.


بغداد - مازن صاحب


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.9914 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top