خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

أمريكا لن تسمح لإيران بفرض حمايتها على الخليج

2013/10/13   06:12 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
سفينتان حربيتان إيرانيتان (خارك) و(سبلان).. (رويترز)
  سفينتان حربيتان إيرانيتان (خارك) و(سبلان).. (رويترز)

واشنطن تسعى لاستكشاف آفاق التعامل مع طهران مما يُظهر القلق الخليجي


بقلم – بيرنارد غيرتزمان:

في أعقاب توتر العلاقات على نحو ما بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، أجرى بيرنارد غيرتزمان، مدير التحرير الاستشاري في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، لقاء مع البروفيسور إف. غريغوري غوز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «فيرمونت» تناول فيه العديد من النقاط الهامة مثل التقارب بين الرئيسين الأمريكي والإيراني، ودور السعودية في سورية بالإضافة للعديد من المسائل الأخرى. فيما يلي أبرز ما جاء في ذلك اللقاء:
< ما الذي دفع المملكة ولأول مرة بالتاريخ للامتناع عن إلقاء كلمتها السنوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- أعتقد أن السعوديين أرادوا بذلك توجيه مؤشر للولايات المتحدة عن استيائهم من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
< تريد القول إن السعوديين لم يستسيغوا ذلك التقارب الواضح بين الرئيسين أوباما وحسن روحاني في الأمم المتحدة والذي تتوج بتلك المكالمة الهاتفية الشهيرة التي استمرت 15 دقيقة؟
- كان ذلك أحدث شيء، لكن بمقدورنا العودة بهذه المسألة لبضعة أيام الى الوراء. فالسعوديون أظهروا تأييداً قوياً للانقلاب العسكري في مصر في حين وجهت الولايات المتحدة رسائل مختلطة حوله، وأنا لا أريد القول هنا إن واشنطن تقف ضد هذا الانقلاب بالمطلق.
< لكن البيت الأبيض أبدى استياءه من القيادة الراهنة المؤقتة في مصر، وذلك من خلال وقف جزء من المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر.
- صحيح. والسعوديون لا يحبون هذا، كما لم يحبوا أبداً تراجع الولايات المتحدة عن تهديدها العسكري لنظام دمشق. وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لاستيائهم من واشنطن خلال الأسابيع القليلة الماضية. فبعد أن أعربوا عن تأييدهم علناً للضربات الأمريكية، أحسوا أن الولايات المتحدة سحبت من تحت أقدامهم البساط عندما لم تنفذ ما تعهدت به أمام العالم.
< وهم لم يحبوا بالطبع فكرة انضمام واشنطن لموسكو في اتفاق دبلوماسي لتجريد سورية من أسلحتها الكيماوية؟
- الحقيقة أن الأمر لم يكن متعلقاً بمدى معارضتهم لنزع الأسلحة السورية بل باستيائهم من ضياع ما بدا أنه فرصة لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية لنظام الأسد.
< وما مدى الدور السعودي في سورية؟
- في الحديث حول هذا يتعيّن علينا العودة لبدايات الانتفاضة، فقد كان السعوديون آنذاك متحفظين جداً وذلك كجزء من موقفهم العام إزاء انتفاضات العالم العربي. لكن لما أخذ الصراع في سورية سمة طائفية، واشتدت وتيرته، أحس السعوديون أن عليهم الوقوف بجانب أبناء الشعب السوري لرد النفوذ الإيراني.
لقد كان القطريون والأتراك هم من أخذ زمام المبادرة في البداية لدعم الثوار السوريين، ولم يدخل السعوديون اللعبة إلا بعد ذلك ليصبحوا في ما بعد الداعمين الرئيسيين للجيش السوري الحر والقوات العلمانية.
< أي المقاتلين الذين تدعمهم أمريكا؟
- بالضبط. وهذا نتيجة لقلق السعوديين من الإخوان المسلمين الذين كانوا يتولّون السلطة في مصر، وقلقهم أيضاً من الحركة الجهادية السلفية التي كانوا قد دعموها خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان لتنقلب عليهم في 2001/9/11.
< وهل لايزال هدف السعوديين الإطاحة بالأسد؟
- نعم، وقد أعلنوا ذلك علناً، وأحد أسباب استيائهم من اتفاق الأسلحة الكيماوية هو أنه لا يفعل شيئاً للتخلص من نظامه.

النفوذ الإيراني

< ولماذا يريد السعوديون التخلص من الأسد؟
- الدافع الرئيسي لذلك هو رغبتهم في التصدي للنفوذ الإيراني. لكن على الرغم من أن معظم الناس يرون الصراع في سورية من منظور طائفي لأن السعوديين سُنّة والإيرانيين شيعة وبشار الأسد من أقلية علوية، أعتقد أن المسألة الطائفية ليست أساسية بالمقارنة مع توازن القوة في المنطقة لدى المستويات العليا من صانعي القرار في المملكة.
لكن لابد من الاعتراف أن هذه المسألة مرتبطة بقوة بكل ما يجري لأن من الطبيعي أن يرتبط السعوديون بأبناء الشعب السوري السُّنّة وهم الأكثرية بينما يقف الإيرانيون بجانب المجموعات الشيعية في لبنان والعراق. لذا هناك خليط طائفي على الأرض يقابله توازن سياسي في القوة على المستوى الإقليمي.
< وهل انشغال الولايات المتحدة في قضاياها الداخلية اليوم يُبعدها عن الشرق الأوسط؟
- لا، لا أعتقد أن الأمر يصل الى هذا الحد، لكن ما هو واضح لي هو أن إدارة أوباما لا تريد التورط في الحرب الأهلية السورية ولاسيما عسكرياً. وهذا لا يعني بالطبع أن الإدارة غير مهتمة بالشرق الأوسط على نحو أوسع فهي تسعى الآن لاستكشاف آفاق التعامل مع إيران. وهنا يظهر العامل السعودي المتمثل في قلق السعودية ودول الخليج العربية الأخرى من أن يكون التقارب الأمريكي-الإيراني على حسابهم.
< لكن إذا نجحت أمريكا في إزالة التهديد النووي الإيراني، ألن تدعم هذه الدول هذا الاتجاه؟
- بالتأكيد، لكن ما يُقلق السعودية ودول الخليج هو أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران لهيمنة إقليمية إيرانية بمباركة أمريكية. وهذه مبالغة كبرى لأني لا أرى أن الولايات المتحدة ستسلم الخليج لإيران، فقد كان هدف السياسة الأمريكية في المنطقة منذ عقود هو منع أي قوة أخرى من السيطرة عليها من أجل النفط، ولهذا السبب خضنا حرب الخليج عام 1991-1990، ولا نزال نحتفظ بمنشآت عسكرية في مختلف بلدان الخليج.
إن الولايات المتحدة لن توافق أبداً على أن تصبح المنطقة تحت حماية إيران أو وصايتها.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top