

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 03:21 توقيت الصلاة المغرب 17:27

مقالات

A A A A A

فلسفة أبي العلاء

عبدالله خلف

2012/08/23

10:41 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

تحدث المعري في شعره عن فوضى الأخلاق عند الناس واستبداد الحكام

أبو العلاء المعري، أعظم شاعر أنجبه القرن الرابع الهجري، وهو ابرز شاعر عربي خاطب الانسانية بالفلسفة الشعرية.
هو من بيت علم وأدب وقضاء، تولت عائلته قضاء المعرة. عزلته كانت بسبب فقده لبصره ورغم ذلك انكب على قراءة الادب والفلسفة حيث تتلمذ على يد ابيه، وعلى (خالويه) لخص حياته وافكاره في بيتين:
أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن الخبر النبيث
لفقدي ناظري ولزوم بيتي
وكون النفس في الجسم الخبيث
وقد تحدث في شعره عن فوضى الاخلاق عند الناس واستبداد الحكام وتجد آثاره الثقافية والفلسفية في شعره خاصة في «اللزوميات»، حيث حبه للعزلة، وسخطه على الحياة والناس والمجتمع وسادته.. وتشاؤمه وسخطه من اوضاعهم وتلون مسالكهم وما فيها من رياء واكاذيب والجهل المنتشر بين الشعوب العربية ولقد شهد عصره في القرن الرابع على فتن وفوضى وانقسام الامة الاسلامية على نفسها وكثرة الحروب مع الدول المجاورة والمسلمين والعرب مع بعضهم بعضا.
واتاح له القرن الرابع الهجري وفرة الثقافة والأدب وتراجم الفلسفة اليونانية والهندية والمنطق وعلوم الديانات والملل والطوائف واستغل ثقافته الفلسفية للتعبير عن آلامه وآلام شعبه وامته.
وقد أعجب بالشاعر الكبير ابي الطيب المتنبي ولم ير في الامة العربية شاعرا مثله ورأى نفسه في شعر المتنبي وتعبيره:
انا الذي نظر الأعمى الى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم..
وشرح ديوانه في (معجم احمد)
وكما ضجر المتنبي من مجتمعه وانقسام الامة العربية والاسلامية حتى اختار من تولى غير العرب لحكم البلاد العربية ووصف المعري الدنيا بانها دار آلام وعذاب، وانتقاده للحكام المتسلطين جعله في فقر مدقع لا يعينه احد من الامراء او الملوك أو الولاة.. ويرى ملوكا لا تراعي شعوبها فسأل: لماذا يأخذون عليهم الضرائب؟:
وأرى ملوكا لا تحوط رعيةَ
فعلام تُؤخذ جزية ومكوس؟!
وقال:
مُلَّ المقامُ فلم أُعاشر أُمةً
أمرت بغير صلاحها أُمراؤُها
ظلموا الرعيةَ واستجازوا كيدها
فعدوْا مصالحها وهم أُجراؤها
ويذم الدنيا ذماً ويسخط على ناسها:
لعمرك ما الدنيا بدار إقامةٍ
ولا الحيُّ في حال السلامة آمن
وان وليداً حلَّها لمعذبٌ
جرت لِسواه بالسعود أَيامِنُ
واختلف الناس في فكر ابي العلاء، من فلسفته الى شؤمه وتطيّره واثارته لثوابت الفكر الديني.. ومن اقواله في خيبة امله في الناس:
وزهدني في الناس معرفتي بهم
وعلمي بان العالمين هباء
ان مازت الناس اخلاق يعاش بها
فإنهم عند سوء الطبع اسواء
وبعدي من الناس برء من سقامهم
وقربهم للحجى والدين أدواء
فما اذنب الدهر الذي انت لائم
ولكن بنو حواء جاروا واذنبوا
لم يقدُر الله تهذيبا لعالمنا
فلا ترومن للاقوام تهذيبا
تروم تهذيب هذا الخلق من دنس
والله ما شاء للاقوام تهذيبا
بني آدم بئس المعاشر انتم
وما فيكم وافٍ لمقتٍ ولا حب
عصا في يد الاعمى يروم بها الهدى
ابر له من كل خدنٍ وصاحب
فأوسع بني حواء هجرا فإنهم
يسيرون في نهج من الغدر لاحب

وقد تجنبه الحكام عند الإشارة الى ظلمهم وطغيانهم، وما عساهم يعملون به. ان ارادوا سجنه وهو في سجن دائم.

عبدالله خلف

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

326.0135


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة