مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بلادُنا جزء من جزيرة العرب...بيضةُ الإسلام المحروسة

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي
2012/08/12   02:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



الحمد لله الذي قال:(كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلبَنَّ أَنَا وَرُسُلي ان اللَّهَ قَويّ عَزيز) وأصلي وأسلم على رسوله القائل: «ان الشَّيطان قد أَيسَ ان يَعبُدَهُ المصلون في جزيرة العرب» أما بعدُ:
فقد بعث الله الاسلام في جزيرة العرب وانطلق الدعاة، وانتشرت بعوثُ الْحقّ شرقا وغربا حاملة راية الموحدين داعية الَى عبادة الله وحده لا شريك له، وانقاذا للانسان من طوفان الْمُبَادئ الْمُنحرفة والْمَفاهيم الزائفة، وكان ظهورُ أَمْر هذا الدين ظُهُورَ خيري وبركة على الناس عامة وعلى العرب خاصة، وأصبحت الجزيرة العربية نقطة البداية لتوحيد العالَمين، على شهادة ألا اله الا الله فلا معبود حقي في الوجود الا الله، قال تعالَى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْركُواْ به شَيْئا} [النساء36]، وقال تعالَى {وَمَا أُمرُواْ الاَّ ليَعْبُدُواْ الَها وَاحدا لاَّ الَهَ الاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْركُونَ} [التوبة31]، ومن جزيرة العرب جُدّدت الدعوة الَى توحيد رب العالَمين، دعوة الأنبياء والْمُرسلين، وكانت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، وحظيت الجزيرة بتلك الميزة والخصيصة، فكانَ لَها من الشرف والْمكانة العَليَّة ما كان.

دعوةُ الاسلام الَى حماية البيت الحرام

ومن أجل حراسة جزيرة العرب وحفاظاً على دين الاسلام حمى الله البيت من الشرك والمشركين، فَمُنعَ الْمُشركون من دخول المسجد الحرام حتّى قيام الساعة فقالَ تعالَى {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُواْ انَّمَا الْمُشْركُونَ نَجَس فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامهمْ هَذَا وَانْ خفْتُمْ عَيْلَة فَسَوْفَ يُغْنيكُمُ اللّهُ من فَضْله ان شَاء ان اللّهَ عَليم حَكيم} [التوبة28]، ليُبقيَ بيته الْمُحرم بعيدا عن الخرافات، صافيا من الشوائب والخزعبلات، وطاهرا من أنواع الشرك، ومنسوخ الديانات، كاليهودية والنصرانية والْمَجوسية.

الدعوةُ الَى حماية الجزيرة مُحيط البيت الحرام

ومن أجل حراسة جزيرة العرب جاءت النصوص الشرعية بألا يبقى دين آخر في جزيرة العرب غير ملة الاسلام، فلا يَجتمع في الجزيرة دينان، ولا يبقى فيها عقيدتان حفاظا وتطهيرا للمكان الذي بعث ربنا تبارك وتعالَى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا للناس كافة؟ والدليل:
(1) ما رواه البخاري (3053)، ومسلم(1637) في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخرجوا الْمُشركين من جزيرة العرب».
(2) وروى مسلم (1767) في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه سَمعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لأُخْرجَنَّ اليهودَ والنصارى من جزيرة العرب حتَّى لا أدع الا مسلما».
فأين حرَّاس الجزيرة؟! حتَّى نَحمي بيتَ الله الحرام من أيّ طغيان ومن عبث أهل الرجس والأوثان.
أين حرَّاسُ الجزيرة؟! حتَّى نُبقي على هيبة الأماكن المحيطة بذلك المكان، ونجري الأحكام التّي جاء بها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، وخير من جاد به الزمان، حتَّى نُبددَ أحلام الْمَجوس وأعوانهم، فتبقى لنا جزيرة العرب مُهابَة ممن خالف الاسلام من الْمشركين، وأعان على هدم الدين وبعيدة عن الشرك، ووسائل الشيطان.

أين حماة جزيرة العرب وبيضة الاسلام؟!

حتّى نَحمي ما حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُعمل كلام ربنا من الآيات البيّنات، وأحاديث رسوله الصحيحة الصريحة الواضحة، والدّالة دلالة قاطعة، لا يداخلها ظن أو متشابه أو تأويل، أنه لا مكان للشرك وأصنامه، ولا مكان لكل رمز يدعو لديانة أو معتقد غير الاسلام على تراب الجزيرة العربية، ولا يجادل في ذلك الا من خُتم على قلبه فأصبح لا يقيمُ وزنا لمُحكم التنزيل وأحاديث رسوله الأمين.




أين دعاة التوحيد وحراس العقيدة؟!

انّي أُذَكّر نفسي واياكم بدعوة معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما عندما أُرسلا الَى اليمن لدعوة الناس الَى الاسلام فقد روى البخاري (1458)، ومسلم (19) في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَما بعث معاذا رضي الله عنه الَى اليمن قال: (انك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم اليه: (1) عبادة الله (2) وفي رواية: (أن يوحدوا الله)، (3) وفي رواية: (ادعهم الَى شهادة ألا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله)، فاذا أطاعوا لذلك، فأخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فاذا فعلوا فأخبرهم ان الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فاذا أطاعوا بها فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس).

حُسنُ الاعتقاد دعوة الَى الأخلاق الفاضلة

لَم يبدأ معاذ بدعوة الناسَ الَى الأخلاق وتَهذيب السلوك وسرد القصص والرقائق فَذكرُها يَجدُ قَبولا لدى جميع الناس على اختلاف المعتقدات، بل كان صاحبَ دعوة واضحة بها يَميزُ الْحَقُّ من الباطل، والطيبُ من الخبيث، ويصير الناس الَى فسطاطين أهل اسلام وأهل كفر، فدعا جادا الَى التوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالَى {وَاذَا ذُكرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذينَ لَا يُؤْمنُونَ بالْآخرَة وَاذَا ذُكرَ الَّذينَ من دُونه اذَا هُمْ يَسْتَبْشرُونَ} [الزمر45]، ومن الْمَعلوم ان من امتلأ قلبه توحيدا، وانقيادا، وخضوعا، وتَذَلُّلا، وَمَحبة لله الواحد القهار ناطقا بالشهادة موقنا بها من قلبه، صالحا بها معتقده، وعارفا طريق توحيد الأنبياء والْمرسلين حتّى صار قلباً متعلقاً بالله وحده لا شريك له، لا شك أنه سيبلغ الْمنتهى في حسن السلوك والأخلاق الفاضلة، فبصلاح القلب وبصحة ما حواه من حسن الاعتقاد تنصلح الجوارح وتستقيم على صراط الله، والدليل ما روى البخاري (52)، ومسلم (1599) في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سَمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وان في الْجسد مضغة اذا صلحت صلح الْجَسَدُ كُلُّهُ، واذا فسدت فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهي القلبُ».

أين من يحمل هم الاسلام نقيا صافيا؟!

عليكم بالصدع بكلمة لا اله الا الله في كل مكان، واعلان التوحيد في كل مكان وميدان، وبيان ان العبادات ذات أمري عظيم، فلا تصرف الا لله وحده، ولا حق فيها لنَبيّ، أو وَليّ أو ملك أو رئيس.
فيا عباد الله!...الله أعظم وأجل من ان يشرك معه غيره، عباد الله! الخوف...الخوف من جبار السماوات والأرض.
عباد الله! فروا الَى الله، وأقبلوا عليه، وادعوه خوفا وطمعا، وكونوا عبيدا بين يديه تجدوا خير الدنيا والاخرة.


وجود بلادنا في جزيرة العرب المحروسة ميزة

ان ارادة اللّه الكونية والشرعية كانت سببا في جمع الشرق والغرب والمسلم والكافر واجماع العلماء الربانيين كابن باز وابن عثيمين علَى استعادة ما اغتصب من جزيرة العرب (الكويت) قهرا وظلما، جورا وطغيانا، فعادت بحمد الله الكويت غصنا في شجرة الجزيرة، وزهرة في باقة رياض التوحيد وتمت نعمة الله علينا بذلك، فعاد الحق الى نصابه والسيف الى قرابه وما ذلك الا لأنَّها من جزيرة العرب التّي يَئسَ الشيطان ان يعبد فيها، لما روى مسلم في صحيحيه (2812) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: سَمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «ان الشَّيطان قد أَيسَ ان يَعبُدَهُ الْمُصلون في جزيرة العرب، ولكن في التَّحْريش بينهُم»، فالكويت بقعة محمية من الله، تجري عليها الأحكام الشرعية للجزيرة العربية، فمن راهن على بناء معابد غير بيوت الله ومساجد المسلمين، فلا يعرف النصوص الشرعية، وراهن على قصاصات ورق مدادها الجهل وفقه الواقع.

تحررت الكويت على الرغم من أنف فقه الواقع

ومن أفتى بعدم جواز الاستعانة بالمشركين وراهن على ان النصارى دخلوا جزيرة العرب مستعمرين مستوطنين، نقول: دعك من فقه الواقع وعليك بالكتاب والسنة واقتفاء الآثار، فمن سار على هذا الْمنهج سيفتح الله عليه علما وخيرا كثيرا، ويقف على جادة الحق والصواب، ونقول لَهم لقد عادت البلاد المغصوبة الَى أهلها وأخرج الله كل الجيوش، ومن جميع الديانات، على الرغم من أنف دستور فقه الواقع الذي تتحاكم اليه الأحزاب والجماعات الفكرية التّي تخالف فتوى العلماء وأساطين الشريعة.

يأبَى الله ان يكون اللات والعُزَّى في البلاد

ولو لَم يخرج المغتصب من الكويت (بقعة من جزيرة العرب)، كما هو مراد الكثير!! لرأيت أهلا غير أهلها، وعبادات غير عبادة الله، وسترى العين عبد اللات يَعْبُدُ اللاتَ، وعَبْدُ العُزَّى يَعْبُدُ العُزَّى، ولتوقفت الخيرات، التّي تخرج من الكويت الَى جميع القارات، تصل الَى أيدي فقراء وأيتام في زوايا منسية من هذا العالَم، وسوف ترى هذه الأموال تُصرف علَى الخرافات التّي ابتلي بها الناس، وهذا أمر لا يرضاه الله في جزيرة العرب، فأبَى الله ان تكون موطنا للشرك وأهله وقضى بتطهير ما اقتطع من جزيرة العرب ويسر أسبابه.

ملاحظة مهمة: لا يستباح حق الا ببَيّنة لا شبهة فيها

ما ذكرته نصوصاً عامة قد خُصّصَت بنصوص أخرى وجمعا بين الأدلة:
(1) يجوز استقدام أهل الملل والديانات الأخرى لسد حاجة البلاد في التخصصات المختلفة بعقود محددة.
(2) لا يجوز الاعتداء عليهم وايذائهم وكذلك لا ينبغي ظلمهم واستباحة أموالهم بحجة أنهم كفار أو (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، فمن أذن له ولي الأمر أو دخل البلاد باذن آحاد المسلمين فلا يغدر به، ويعيش محفوظ الحقوق آمنا على نفسه وماله حتّى يغادر، لما روى البخاري (6914) في صحيحه من حديث عبدالله بن عَمْرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل نفسا معاهداً لَم يرح رائحة الجنة، وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)، والأدلة في هذا الباب كثيرة، والمعاهد من أخذ الأمن والميثاق بأي صورة كانت، كتأشيرة الزيارة، ورمز الاقامة، وغيره من صور منح العهد والأمان المعتبرة في عصرنا.

د/عبدالعزيز بن ندَى العتيبي
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب


الاستهزاءُ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم.. قضية وتاريخ
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  18/01/2015 09:24:29 م


ما الموقف من كلام فلانٍ في فلانٍ علماً ان المُتَكلِم والمتكلم فيه، من أهل السُّنة والجماعة؟
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  11/01/2015 09:38:58 م


الأعياد هوية الأمم فحافظوا على الإسلام
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  04/01/2015 09:14:25 م


هل الشرع مبناه على «الظن» أو«العلم واليقين»؟
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  28/12/2014 08:57:13 م


هَلْ نَعيشُ أَزْمَة أَخْلاقيَّة؟!
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  21/12/2014 08:56:05 م


«وأد الفتنة قبل انتشارها فإنّ الشعب إذا صلح بالضرورة ستصلح الحكومة»
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  14/12/2014 09:39:12 م


أثر الألفة والمخالطة في الانحراف عن الحق
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  09/12/2014 11:11:41 م


«السلفية» وتشويه العابثين
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  23/11/2014 11:49:39 م


تصوّر لا يحترمون ابن باز؟!
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  17/11/2014 09:35:44 م


أيها السلفي! كن رجلاً شجاعاً فلا تجبن ودارِ الناس ولا تداهن
د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي  02/11/2014 09:39:10 م

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
342.9941
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top