مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

مستقبل العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد الثورة

عبدالله الهدلق
2012/08/08   08:23 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

تتخوف تل أبيب بشدة من سيناريو التحول الديموقراطي في مصر


على الرغم من تباين مواقف الخبراء والمحللين الاسرائيليين حيال الاوضاع الداخلية في مصر، الا انهم اتفقوا جميعا على ان صورة العلاقات بين البلدين غامضة ومبهمة واكثر ضبابية على المدى البعيد، وان الديموقراطية التي سعى اليها المصريون في بلادهم ستكون اولى ادوات هدم وقطع العلاقات الطبيعية بين تل ابيب والقاهرة، وعلى الرغم من ان الحكم العسكري تعهد بتنفيذ كافة الاتفاقيات الدولية والاقليمية مع اسرائيل ومنها اتفاقية السلام بين البلدين «كامب ديفيد» الا ان اسرائيل تخشى من حكم التيار الديني المتطرف لمصر وسعيه ربما لالغاء اتفاقية السلام او تغيير بنودها.
وتتخوف اسرائيل بشدة من سيناريو التحول الديموقراطي في مصر، وتدرك انها ستكون اولى ضحايا هذا التحول الذي ادى الى انتخاب رئيس لمصر من الاخوان وما يستتبعه ذلك من دعم مصري لـ «حركة حماس»! في قطاع غزة، وما ستشهده الخريطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط من تغير ملحوظ قد يؤدي الى حدوث تصادم عسكري مرتقب تكون اسرائيل طرفاً اساسياً فيه، ربما يكون على الجبهة اللبنانية او في قطاع غزة، ويبقى السؤال المطروح هو هل ستلعب الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة دوراً كابحاً ومهدئاً لمنع اندلاع حرب جديدة، أم ستكتفي بمراقبة المسرح من بعيد؟!
ويثير مخاوف اسرائيل ايضا تخلي مصر التي يحكمها الاخوان عن دورها في محاربة الارهاب ومكافحة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة عبر سيناء، لذا تتصاعد دعوات داخل اسرائيل تطالب بضرورة اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي على الحدود المصرية واعادة احتلال محور «فيلادلفيا» الفاصل بين قطاع غزة وسيناء لضمان عدم تهريب اسلحة متطورة ومتقدمة الى قطاع غزة و«حركة حماس».
كما تتخوف اسرائيل من مستقبل العلاقات بينها وبين مصر في المجالات الرزاعية، التجارية، السياحية والصناعية في ظل حكم الاخوان لمصر، ومستقبل امدادات الغاز الطبيعي المصري، وتعرض خطوط انابيب الغاز الدولية للاعمال الارهابية والتخريبية، وقد خرجت الصحف الاسرائيلية بتقارير اخبارية، وتحليلات مستفيضة تبدي تخوفاً من توقف تصدير الغاز المصري لاسرائيل، الأمر الذي ستترتب عليه خسائر اقتصادية وسياسية فادحة لاسرائيل، وكانت الحكومة المصرية قد وقعت عام 2005 اتفاقية تصدير الغاز لاسرائيل والتي تقضي بتصدير «1.7» مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً ولمدة «20» عاما، الا ان مصر بعد الثورة سيطرت على حكمها تيارات دينية متطرفة ومعروفة بعدائها السافر لتل ابيب، بل بعدم اعترافها باسرائيل اساساً.
وبعيداً عن التكهنات بخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين فان الامر كله لا يعدو كونه مناورة سياسية من الطرفين للحصول على مكاسب افضل حول كميات الغاز واسعاره ومدة العقد نفسه، ولكن التصريحات المتبادلة بين تل ابيب والقاهرة تعكس حرص الطرفين على استمرار علاقتهما السياسية الجيدة، ومن الافضل للرئيس المصري الاخواني «محمد مرسي» ان ينتهج سياسة التقارب والتعايش السلمي وحسن الجوار مع اسرائيل، وتشديد الرقابة على الحدود المصرية الاسرائيلية لضمان عدم اجتياز عناصر ارهابية لتلك الحدود وعدم تهريب اسلحة متطورة ومتقدمة الى قطاع غزة ووفاء مصر بالتزاماتها واتفاقياتها مع اسرائيل ومنها اتفاقيتا «كامب ديفيد»، و«تصدير الغاز» عملاً بقوله تعالى في اول سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.

عبدالله الهدلق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
757.0228
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top