مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

جرائم النظام السوري في نظر العالم

عبدالله الهدلق
2012/07/25   08:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

على المجتمع الدولي ألا يكون شاهداً وشريكاً في قتل أمة وإبادة شعب ومؤازرة قاتل مستبد في دمشق


أجمع عدد كبير من زعماء العالم على ان استمرار الوضع كما هو في سورية ينذر بكارثة عظيمة وحرب اهلية وشيكة، وجاءت تصريحات الزعماء كما يلي:
< «يجب على روسيا والصين ان تدفعا ثمن دعمهما لنظام الاسد، ولابد من اللجوء الى مجلس الامن لاستخدام القوة ضد الجهات التي لا تحترم القرار». وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.
< «سنطالب بإصدار قرار من مجلس الامن لفرض حظر على الاسلحة للنظام السوري واللجوء الى القوة العسكرية ضده اذا دعت الحاجة، كما حدث في ليبيا العام الماضي». وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ.
< «نرفض ان يفلت النظام السوري من جرائمه وجناياته التي اقترفها بحق شعبه، ونسعى لتعزيز دعم المعارضة السورية بكافة انواع الدعم لان ضحايا جرائم النظام السوري ضد شعبه رهيبة ولا يمكن للضمير الانساني ان يتحملها». الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند.
< «لابد من اقامة منطقة حظر جوي وممرات انسانية في سورية ضمن قرار لمجلس الامن كمقدمة لاستخدام القوة ضد النظام السوري المجرم بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة». رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا.
< «بشار الاسد قاتل ويجب ان يرحل عن السلطة، ولن تقبل دول كثيرة بمنحه اللجوء السياسي على اراضيها في حال تنحيه». وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
< «يجب ان يتنحى بشار الاسد عن الحكم لوقف الحرب الاهلية الدائرة حاليا في سورية، ولمنع خطر التصعيد لو طال امد الازمة». وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.
< «كفانا مؤتمرات دون نتيجة، ويمكننا القيام بأمور أكثر خارج مجلس الامن وسبق وفعلنا ذلك، وكلما اسرعنا بذلك كانت الخسائر اقل، ومنعنا اطرافا لا نريدها من الدخول». وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني.
واذا كان سكرتير عام الامم المتحدة قد وجه قبل ثلاثين سنة تقريرا للجمعية العامة اوضح فيه فشل المجتمع الدولي في منع مذبحة البوسنيين التي وصفها آنذاك بانها رعب مطلق ليس له نظير في تاريخ اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وانتقد في ذلك التقرير افتقار الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للارادة السياسية، كما انتقد اداء السكرتارية العامة نفسها، لان السكرتير العام هو المسؤول عن عمليات حفظ السلام في ذلك الوقت مثلما كان مسؤولا عنها ايضا خلال مذابح رواندا التي وقعت قبل سنة من ذلك، وهو الذي اعلن بعد خمس سنوات من مذبحة سربرينتشيا في البوسنة ان تلك المذبحة سوف تبقى وصمة عار عالقة في تاريخ الامم المتحدة الى الابد، اذا كان السكرتير العام لم ينجح في منع مذابح البوسنة قبل وقوعها فقد وقف ليتحدث في الذكرى الخامسة لمذابح الابادة في رواندا معربا عن حزنه الشديد لفشل العالم في الاستجابة لشعب رواندا حينما كان في امس الحاجة للمساعدة، وافتقار المجتمع الدولي والامم المتحدة للارادة السياسية آنذاك لمواجهة تلك الاعمال الجهنمية، ثم اعترف «كوفي انان» بانه كان يمكن ان يفعل اكثر مما فعل لإطلاق جرس الانذار والخطر وحشد التأييد المطلوب.
وها هو السكرتير السابق للامم المتحدة «كوفي انان» - الذي عمل بصدق واخلاص، وانتقد نفسه واداء الامم المتحدة من قبل - ها هو يقف الآن امام فشل المجتمع الدولي من جديد في مواجهة جزار مجرم يقتل الابرياء ويبيد شعبه هو بشار الاسد المجرم ونظامه المستبد، فهل سيضطر السكرتير العام السابق «كوفي انان» لاعلان توبته وندمه على فشل آخر في سورية هذه المرة؟!
وعلى المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن الدولي ان يواجه بكل حزم واصرار وقوة الطاغية المستبد بشار الاسد المجرم الذي يسعى بنهج متعمد لإبادة شعبه واقتلاع ما تبقى منهم من ارضه ووطنه، كما ان على المجتمع الدولي استخدام القوة العسكرية ضد مرتكبي اعمال القتل والتعذيب والاعتقال من اركان نظام بشار الاسد البعثي النصيري المجرم، لان السلام لا يتحقق الا بقوة تسانده وتحميه، واخيرا على المجتمع الدولي الا يكون شاهدا وشريكا في قتل امة وابادة شعب او تشريده، ومؤازرة قاتل مجرم مستبد في سورية.
ماذا ينتظر المجتمع الدولي لوقف ابادة بشار الاسد المجرم لشعبه؟ فبالأمس مجزرة الحولة واليوم مجزرة مروعة اخرى في قرية «تريمسة» بريف حماة اباد خلالها النظام البعثي النصيري الحاكم في سورية اكثر من «380» شخصا معظمهم من النساء والاطفال، فمتى يتدخل مجلس الامن الدولي لوضع حد لـ«حمام الدم النازف» في سورية منذ اكثر من «17» شهرا؟!! والذي تشارك بلاد فارس «ايران» فيه بسفك دماء الشعب السوري الثائر على دكتاتورية وظلم بشار الاسد المجرم ونظامه الدموي.
وبصفتها الحارس لاتفاقيات جنيف الدولية لحماية المدنيين فهي بهذا تعتبر مرجعية في تحديد متى يتطور العنف الى صراع مسلح، ولذا فقد رأت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان القتال في سورية صراع داخلي مسلح وصنفته على انه حرب اهلية محلية كاملة بين النظام المستبد الظالم والثوار والمعارضة لاتفاقه مع الحد الذي تضعه تلك اللجنة لما يعتبر صراعا داخليا مسلحا وبعد ان تجاوز القتال حدا يوجب وضع اسس لملاحقات قضائية بسبب ارتكاب جرائم حرب تنتهك القانون الدولي تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب او استخدام القوة المفرطة ضد المناطق السكنية والمدنيين.
وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان المعايير الثلاثة التي تحدد حماية المدنيين واشكال ممارسة القتال هي شدة القتال ومدته ومستوى تنظيم قوات الثوار والمعارضة وقوات النظام الحاكم المتحاربة، وان تلك المعايير تؤكد وجود حرب اهلية في سورية تستوجب حماية المدنيين.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1145.9935
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top