مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

معبر (بوشافي) الأسطوري

وليد جاسم الجاسم
2012/07/03   11:23 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



لم أكن يوماً من المؤمنين بـ «تناسخ الأرواح» مثلما تؤمن بذلك جاليات من أبناء وأتباع بعض الديانات والفلسفات القديمة، لكني وأثناء قراءتي لـ «المعبر الأسطوري» - المولود الأدبي الجديد لأخينا مبارك بن شافي الهاجري - كنت أشعر مع كل مشهد أقرؤه أنني شاهدت هذا المشهد من قبل رؤيا العين.. بل ربما كنت جزءاً من هذا المشهد!!
متى شاهدته؟.. لا أعلم.. أين شاهدته؟.. لا أذكر..
لكني أشعر باندماج كامل مع ما اقرأ، واستقرئ ما لم أقرأه بعد، وكأن روحي التي تقرأ «المعبر الأسطوري» الآن كانت في جسد آخر عاش تلك الحقبة الأسطورية مع أسرة وسلالة فجر الدين شاه، الجد الاول لتلك الاسرة الحاكمة الطيبة التي عاشت في ذلك الزمن الغابر! وكأن روحي التي تسكن جسدي اليوم رأت كل تلك الممارسات وكل تلك الاخطاء وكل تلك المؤامرات.. وحضرت كل تلك الدسائس وشهدت كل تلك الصراعات، اجدني وأنا اقرأ المعبر الاسطوري أكاد أرى الوجوه بتفاصيلها واميز وجهاً عن وجه ولحية عن لحية وخبثاً عن خبث. لم اقف طويلا امام محاولة تفسير ذلك الشعور الغريب بأنني شاهدت ما اقرأه الآن، بل استعضت عنه في الغرق اكثر واكثر بين امواج بحر مدينة «منتوفة» الساحلية وعبور ذلك الجسر الواصل مابينها وبين الجزيرة المنعزلة التي يقيم فيها الحاكم فاصلاً نفسه عن شعبه، فأراقب وأنا أقرأ ماحدث ويحدث آملاً الاستفادة منه على أرض الواقع!
رواية جميلة كتبت بلغة رشيقة، تختزل (السهل الممتنع) الذي يشتهر به أخونا مبارك بن شافي الهاجري، مفردات يفهمها الجميع.. ولا يقدر على استخدامها وتوظيفها الجميع، مليئة بالحِكَمْ دون تكلف، والعبارات الفخمة دون تصنّع، والكلمات التي تكشف مخزونا هائلا من المفردات والمترادفات عند كاتبها.. لكن دون استعراض ممجوج أو تفذلك.
لا اعلم ان كان انتقاء الغلاف بالشكل الذي رأيته وهو جسر خشبي يفصل براً صحراوياً عن بحر مائج مقصوداً، أم جاء بالصدفة، لكنه جزء مهم لا يمكن اغفاله من الرسائل التي توجهها هذه الرواية، فهل هذا الجسر الخشبي الذي نراه يفصل بين الصحراء والبحر هو المعبر الاسطوري بين الجزيرة التي حبست فيها اسرة محي الدين شاه نفسها لسنوات طوال ارتكازا على تلك الاسطورة الخيالية بان اي حاكم من هذه الاسرة يترك الجزيرة ويتواصل مع شعبه في اليابسة المقابلة لها سيكون مصيره الموت بمخالب ذلك الطائر الاسطوري الخرافي المخيف؟
أم ان هذا المعبر ليس في حقيقته الا سوراً رمزياً يفصل بين البحر والصحراء.. واهلهما؟! كناية عن فواصل اخرى فصلت شعوباً عن بعضهم البعض؟!
لا ازعم انني احمل الاجابة على ذلك، والمعنى كما يقولون في بطن الشاعر.. وأي شاعر انت.. يا مبارك بن شافي الهاجري؟

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
268.8158
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top