مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الانتخابات العامة في إيران

أحمد الدواس
2012/03/07   12:01 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

العملية غير حرة وغير عادلة


تعتبر انتخابات البرلمان الإيراني التي جرت يوم الجمعة الثاني من شهر مارس الجاري غير حرة وغير عادلة فقد ألغت الحكومة أسماء كثير من رموز المعارضة وبالتالي فقد تم رفض ما نسبته %35 من طلبات الترشح ومن بينهم شخصيات مثل حكام الأقاليم والقادة العسكريين والشرطة وأسماء عشرات البرلمانيين الحاليين وذلك بحجة أن هؤلاء يخالفون الحكومة في توجهاتها السياسية واستخدمت السلطة جميع أنواع الدعاية واستعانت بالشرطة والأمن السياسي لاجبار الإيرانيين على التصويت ولجأت الحكومة كذلك الى الجهاز الاعلامي لإبراز التصويت في المدن حتى يتم نقل صورة عن شرعية النظام أمام الغرب، حيث جرت العادة في الانتخابات الإيرانية أن يحاول النظام اقناع العالم والجمهور المحلي بأن حجم التصويت كبير وأنه يدل على تأييد الإيرانيين للنظام وشرعيته، فالنظام يريد ان يثبت للجميع بأنه قادر على الحكم وهو أمر من الأهمية بمكان الآن لدى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أكثر من ذي قبل لاسيما مع استمرار العقوبات الغربية ضد إيران.
انتخابان اثنان فقط عكسا الرغبة الشعبية بشكلها الصحيح، الأول الانتخاب الرئاسي في عام 1997 بانتخاب محمد خاتمي والثاني في عام 2009 حيث قاد المعارضة الإصلاحي مير حسين موسوي، وهو رئيس وزراء سابق ويتحلى بالأمانة والنزاهة، وكان عدد الناخبين كبيراً ولكن الناس شعروا بأن الحكومة تلاعبت بنتيجة الانتخابات وأعلنت فوز أحمدي نجاد كرئيس للبلاد فاندلعت الاحتجاجات الشعبية في الشوارع وقامت السلطة باعتقال الناس واستخدمت العنف ضدهم من خلال الشرطة والحرس الثوري الإسلامي، وتم القبض على موسوي وزعيم المعارضة الآخر مهدي كروبي ووضعا تحت الإقامة الجبرية منذ فبراير 2011، لذلك تعتبر انتخابات عام 2012 «مسرحية هزلية» أو «مهزلة» على حد تعبير أحد المصادر الأجنبية، فالحرس الثوري وميليشيا الباسيج، وهي قوات التعبئة، أجبرت المواطنين على التوجه إلى صناديق الانتخاب وعرضت عليهم قائمة بأسماء مرشحين للتصويت لصالحهم، وبالتالي فهي انتخابات مرسومة أو مخططة، لذلك قاطع كثير من المعارضين للنظام الاشتراك بالعملية الانتخابية سواء بالترشح أو الانتخاب طالما ان العملية غير حرة وغير عادلة على عكس الانتخابات السابقة، وعلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي جرت هذه الانتخابات في وقت تردت به الأوضاع الداخلية فهناك فساد حكومي ومقاطعة دولية أدت الى تراجع مؤشرات الاقتصاد المحلي الى جانب رفض الشباب الإيراني الذي يشكل نصف عدد السكان لضوابط السلوك المفروضة من قبل رجال الدين.
ولتبيان القوة السياسية للزعيم الأعلى خامنئي على سبيل المثال نجد أنه اعتبر نفسه لايدافع عن إيران فقط بل وعن الاسلام أيضاً ضد المعارضة الداخلية والخارجية فكأن منصب رئيس الدولة ليس له اعتبار قوي بدليل انه اقترح في العام الماضي علانية أن إيران لم تعد في حاجة لرئيس وانما يمكن للبرلمان ان يختار أي موظف منه لكي يتولى هذه المهمة.
هذا وقد بلغ عدد المرشحين في هذه الانتخابات حوالي 3440 مرشحاً، بعد رفض السلطة لكثير من المرشحين كماقلنا آنفاً، في مقابل 48 مليون ناخب، وقد تنافس في هذه الانتخابات تياران متشددان الأول يؤيد الرئيس احمدي نجاد والثاني يحابي النظام، بعد ان كان تياراً محافظاً واحداً، وقد حدث انشقاق في هذا التيار المتشدد عندما اختلف الرئيس مع الزعيم الأعلى خامنئي في اختيار رئيس الاستخبارات في العام الماضي فانقلب مؤيدو الرئيس ضده واحتشدوا خلف خامنئي، وهناك اختلاف في وجهات النظر أيضاً فبينما يرى الزعيم الأعلى ان تظل إيران أداة للثورة الخمينية بغض النظر عن الكلفة، يرى أحمدي نجاد ان الوقت قد حان لكي تبدأ إيران في التصرف بوصفها دولة، هذا ومن المتوقع بعد فرز نتائج الانتخابات خلال الأيام القادمة ان يفوز أنصار خامنئي بالأغلبية في البرلمان ومن ثم ستكون الهيمنة لهم مما سوف يؤثر في انتخابات الرئاسة في العام المقبل، حيث ان مجلساً معارضاً لأحمدي نجاد يمكن ان يضعف الرئيس الإيراني وأنصاره خلال ماتبقى من مدة رئاسته.


أحمد الدواس
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
383.0131
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top