مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

الكذب وعشاقه

عزيزة المفرج
2012/02/29   10:50 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الجميع يكذبون رغم علمهم بأن تلك الخصلة من صفات المنافقين


الكلمة حين تخرج من الفم تصبح ملكا للناس، يتعاملون معها كيفما شاؤوا اعجابا أو استهجانا أو ازدراء، أو أو أو.الكاتب محمد الوشيحي أقر في إحدى حلقات برنامجه، وبعظمة لسانه، ان مدخوله الشهري يعادل مدخول أربعة وزراء، وطبعا لا أحد يحسده طالما ان البضاعة التي يقدمها تساوي هذا القدر من المال وعليه بستين عافية، ولكن قال كلاماً آخر في حلقة أخرى من البرنامج شكك في مصداقيته أمام المشاهدين.في تلك الحلقة، وفي مشوار انتقاده للموالين للحكومة في المجلس، وكأحد أبرز الناشطين في المعارضة، طلب الوشيحي عقد مقارنة بينه وبين النائب علي الراشد لكي يعرف الناس من يملك الفيلا، ومن يسكن في منزل بالايجار، ومن يملك حسابا متخما بالأموال ومن يملك حسابا يشكو الضعف والأنيميا، وبما ان النائب علي الراشد هو المالك للفيلا وللحساب البنكي، فيكون الوشيحي بالتالي، هو الطرف اللي على الله وعلى باب الكريم.كلام الوشيحي هذا الذي سمعناه في الحلقتين يعطي المشاهدين انطباعا بأنه ان كان صادقا في الحلقة الأولى فهو حتما لم يكن صادقاً في الثانية، وان كان صادقا في الثانية فلم يكن صادقاً، بدون شك، في الأولى، وفي الحالتين يجب ألا يظهر بهذا الشكل أمام الناس، خاصة المعجبين فيه.كلام الوشيحي ذكرنا بكلام النائب خالد طاحوس الذي أقسم في إحدى المرات، بأن حسابه الشخصي ليس فيه أكثر من 370 دينارا، مع ان البنغالي الذي يعمل في الجمعية يملك أكثر من هذا المبلغ، وكل ذلك لابعاد الشبهات.خالد طاحوس يقبض شهريا من المجلس فوق الألفي دينار، ولو كان يجمع منها مئتي دينار فقط كل شهر، لجمع، الى تاريخ اغلاق المجلس، أكثر من ذلك المبلغ بكثير، وعليكم الحساب.ان الكذب - الذي هو أمر غير محمود - أصبح سلوكا لا يترفع عنه أحد، وأصبح الكل يكذب بسبب وبدون سبب الا الحشر مع الناس حيث ماكو أحد أحسن من أحد.السكرتيرة تكذب لكي تبرر عدم رد المدير على التلفون أو عدم وجوده في المكتب، والموظف يكذب لكي يبرر تقاعسه عن أداء واجباته، أو كثرة أخطائه.البنت تكذب لكي تثير اعجاب الشاب، والشاب يكذب لكي يبهر البنت.الطالب يكذب لكي لا يعاقبه الأستاذ، والأستاذ يكذب لكي لا يتعرض للمساءلة.هذه تكذب دفعًا للحسد، وهذا يكذب طلبا للفائدة.تلك تكذب تحاشيا للمؤاخذة، وذاك يكذب استدراجا للمزايا.المهم في الموضوع ان هؤلاء الذين يكذبون، باستمرار، يعلمون جميعا بأن تلك الخصلة من صفات المنافقين، الذين اذا تحدث الواحد فيهم كذب، فلماذا يا ترى يرضون لأنفسهم ان يكونوا من بين هؤلاء.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
360.0016
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top