مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

من يحمينا من الضياع والانزلاق؟!!

د.شملان يوسف العيسى
2012/02/08   12:49 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الشعب يريد حياة كريمة ووظائف وأمناً واستقراراً


الآن وبعد ان انتهت الانتخابات لمجلس الأمة واختار الشعب نوابه بمحض ارادته الحرة.. علينا كشعب اليوم تحمل نتائج اختيارنا ويبدو ان بعض من اخترناهم من جماعات الاسلام السياسي من اخوان مسلمين وحركة سلفية اصابتهم نشوة الانتصار وافقدتهم توازنهم بحيث لم يعودوا يفكرون بالعقل والمنطق والواقعية السياسية في تعاملهم مع القضايا المحلية والعربية والدولية.
النائب الفاضل محمد هايف المطيري صرح بأن ارض الكويت اصبحت خصبة لتعديل المادة الثانية من الدستور في ظل المخرجات التي افرزتها الانتخابات .. كما ردد النائب الجديد محمد الدلال عبر «تلفزيون الوطن» في مقابلة معه بأن الحركة ستسعى الى اسلمة القوانين اذا تعثر تغيير المادة الثانية من الدستور.
السؤال هنا البلد اليوم يعاني من عدة مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية وكل تفكير جماعات الاسلام السياسي هو التركيز على مصالحهم الحزبية والدينية على حساب دستور الكويت والمصلحة العليا للبلد.. لماذا تحاول هذه الجماعات اعادة اكتشاف العجلة خصوصاً وان العالم الذي نعيش فيه تم فيه رفض المفاهيم الدينية التي تعرقل حركة الانسان بثورة التنوير والاصلاح في أوروبا وبعدها جاءت الثورة الامريكية والثورة الفرنسية لتحرر الانسان من العبودية واستغلال الدين.. هذا حصل قبل ثلاثة قرون وفي نهاية القرن العشرين هبت الثورات في الاتحاد السوفييتي واوروبا الشرقية والغت الانظمة الاستبدادية الشيوعية وتحررت الشعوب من هيمنة الانظمة التي تحتكر السلطة وتتحكم بالبشر باسم الاشتراكية والمساواة.. لكن واقع الحال غير ذلك.. اليوم اصبح الانسان اكثر حرية وانفتاحاً على العالم بسبب ثورة المعلومات وقد هبت الشعوب العربية بقيادة شبابها لتحطم كل القيود السابقة لكن ثورات الربيع العربي اختطفت من هذه الجماعات الاسلامية المختلفة التي تحاول فرض مفاهيمها الدينية بمنع مشاركة المرأة ومصادرة الحريات ومحاربة الابداع والفن والموسيقى وكل مباهج الحياة والدليل الحكم القاسي على الفنان المبدع عادل امام.. كل ذلك حصل لأن الشعب المصري اختار نواباً منهم الآن تواجه مصر اوضاعاً اقتصادية خانقة.. فالشعب يريد حياة كريمة ووظائف وامناً واستقراراً وغيره.. كيف توفر هذه الجماعات المتطرفة الدخل الكافي لتشغيل المصريين وهم يحاربون السياحة والاستثمارات الاجنبية؟
هذا حصل في مصر فما بالك بالكويت التي لا يملك شعبها مؤسسات المجتمع المدني العريقة ولا يملك العقول والامكانات البشرية التي يتمتع بها اخوتنا في مصر.. كل ما نملكه هو ثروتنا الطبيعية الناضبة (النفط) الذي بدونه الحكومة ونواب الشعب في مشاريع وهمية وهدر للمال العام مع زيادات الرواتب والاجور وزيادات الدعم الحكومي غير المعقول.
مرة اخرى من يحمينا من الانهيار باتجاه الدولة الدينية الطالبانية خصوصا وان الحكومات السابقة هادنت وشاركت وباركت كل انشطة الاخوان المسلمين والسلف حتى اصبحت هذه الجماعات تهيمن على اكثر من وزارة.
الحكومة ما شاء الله عليها وعلى فكرها المستنير كلفت الاخوان المسلمين بمسؤولية لجنة الوسطية في وزارة الاوقاف لمحاربة التطرف والارهاب والمغالاة بالدين بميزانية تصل الى 50 مليوناً.. اليوم تجني الحكومة ثمار تصرفاتها غير المدروسة بانتشار هذه الجماعات في كل مرافق الدولة، لقد ساهم مشايخ دين من موظفي وزارة الاوقاف في خلق الفتنة الطائفية بتحريض السنة بعدم التصويت للشيعة والعكس صحيح بالنسبة لمشايخ الشيعة فمن ينقذنا؟ نحمد الله بأن من يدير البلد أمير فاهم ومتمرس رفض طلب تغيير المادة الثانية، لقد نصحنا بحسن الاختيار لكن مع الاسف حذلناه.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
400.0174
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top