مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

الغرور لا يبني وطناً

عزيزة المفرج
2012/02/05   01:34 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

بدون نصائح الكبار سيقع الشباب في أخطاء كبيرة


منذ اسقاط حكم حسني مبارك والمباراة في مصر قائمة على من يستطيع ان يحشد أكثر، ومن يستطيع ان يحشد أسرع، ومن يستطيع بحشوده ان يتظاهر أعنف، ويكون صوته أعلى.ذهب النظام، وحلت الفوضى، وصارت اليد العليا في البلد هي للشباب من عديمي الخبرة السياسية الذين يجلسون بانشكاح شديد على كراسي الضيوف في الفضائيات، ويتحدثون وكأن الواحد فيهم هنري كيسنجر، ويا عيني على بعض المذيعين الذين كانوا يجلسون أمامهم متوجسين خيفة كتلاميذ صغار لئلا يفهمهم هؤلاء غلط، ثم يعاقبونهم بوضعهم في قوائم المعادين للثورة، ويعملون على اقصائهم كما كان روبسبير في زمانه يفعل بالفرنسيين، والعاقل من اتعظ بغيره.تحولت مصر بعد سقوط كبيرها الى ساحة للتدمير، وميدان للتخريب، ومكان للرعب والخوف، ففي كل جمعة يجتمع القوم في الساحات بعد اختيار اسم مؤثر لجمعتهم الجديدة، ويصلّون الجمعة جماعة، ثم يصرخون الله أكبر وحي على العمل، ولا يخلو الأمر من الاضرار بأحد المعالم في البلد من قبل بعض الفئات التي لا تعي خطورة ما تفعل.في احد تلك البرامج التي يتحاور فيها المصريون المخضرمون مع المصريين من صغار السن حول ما يحدث في مصر من أمور تسببت في كثير من الخسائر للبلد وأهله، كان ذلك اللواء يحاول ان يستخدم هدوء وحكمة الشيوخ في اسداء النصيحة لشابين من بتوع ثورة يناير ممن يخرجون على الفضائيات فيشطحون وينطحون ويقلون أدبهم على من لا يعجبهم من مواطنين يعبرون عن ضيقهم بما فعلته الثورة في البلد، وكان سعيه ذاك غير مشكور.كان الشابان يقاطعان الكلام باستمرار، ويتحدثان بطريقة مستفزة لأكثر الناس هدوءا ورجاحة عقل، فهم من شباب الثورة الذين أطاحوا بنظام الرئيس مبارك، ويجب وضع ذلك في الحسبان.تلك النوعية من الشباب الثائر شاهدنا شبيهاً لها عندنا في احد البرامج التلفزيونية. في ذلك البرنامج قابل مقدم البرنامج بعض الشباب الذين استضافهم الحجز بضعة أيام عقب اقتحامهم مجلس الأمة في يوم الأربعاء الأسود، واستمعنا لما قالوه، وكان كلاما لا يودي ولا يجيب، وأقبح ما فيه قلة الأدب التي صدرت من أحدهم.كان ذلك الولد يحكي وهو فرحان جدا عن اليوم الذي حضر فيه أحد الحرس مناديا على أسماء من كانوا في الحجز، وحين انتهى من ذلك قال له ذلك الشاب بوقاحة «بعد فيه واحد نسيته اسمه ناصر المحمد». هذا الشاب لم يقطع من الحياة الا مشوارا بسيطا يجعل خبرته منها من البساطة والسذاجة بحيث لا يعول عليها في بناء الأوطان، وكم ولد مثله حاد عن الطريق في مقتبل عمره، ثم عاد الى جادة الصواب بعد ان تعلم من الحياة حقائقها.تلك المقابلات بيّنت لنا ان الآفة عند الشباب المصري والشباب الكويتي واحدة وهي الغرور الذي يدفعهم لعدم احترام من هم أكبر منهم سنا، وأكثر منهم خبرة. عموما اذا لم يضع الشباب أيديهم بأيدي الكبار، ويقبلوا منهم النصائح المفيدة فسوف يقعون في أخطاء كبيرة، مؤكد ان بلادهم وأهلهم في غنى عنها.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
344.0052
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top